صحيفة إيطالية: الدبيبة منسجم مع أنقرة ومستعد لتحويل طرابلس إلى مستعمرة تركية

كشفت صحيفة “difesaonline” الإيطالية أنه رغم زيارة رئيس وزراء بلادها ماريو دراجي الأخيرة إلى ليبيا، لا تزال تركيا الحليف الرئيسي لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بقيادة عبد الحميد الدبيبة.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن الرابط بين طرابلس وأنقرة يبدو متينًا بشكل متزايد، رغم تغيير السلطة، فإذا بدا أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المنتهية ولايتها فائز السراج “مضطرًا” لقبول المساعدة التركية في حرب طرابلس، بسبب الجمود الأوروبي والإيطالي، فإن الدبيبة سيبدو منسجمًا تمامًا مع السياسة التركية، وعلى استعداد لتحويل طرابلس إلى مستعمرة أنقرة.

وأشارت إلى توقيع مذكرتي التفاهم الأمني والبحري بين السراج وأنقرة في نوفمبر 2019م، حيث أرسلت تركيا بموجبها إلى ليبيا أسلحة ومستشارين عسكريين ومرتزقة سوريين، ساعدوا حكومة الوفاق في صد هجوم حفتر على العاصمة وانسحاب قواته من مناطق كثيرة كانت تسيطر عليها.

وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات الدبلوماسية التي أقيمت لمنع المسلحين المدعومين من تركيا من دخول المنطقة الشرقية وبالتالي الاقتراب الشديد من الحدود المصرية، أدت إلى وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي، ومع ذلك، لم تؤد الهدنة إلى مغادرة المرتزقة، على النحو المنصوص عليه في الاتفاقية.

وتابعت أنه وتحت رعاية الأمم المتحدة، بدأت عملية انتقال سياسي في طرابلس سمحت بتشكيل حكومة وحدة مؤقتة بقيادة عبد الحميد الدبيبة، من المقرر أن تمهد الأرض لإجراء الانتخابات في شهر ديسمبر المقبل، لكنها شككت في إمكانية إتمام العملية في الموعد المقرر.

وبينت الصحيفة أنه منذ تولت حكومة الدبيبة السلطة في مارس الماضي، أعلنت عدة دول؛ مثل مصر ومالطا وفرنسا، عن خطط لإعادة فتح سفاراتها، لافتة إلى زيارة وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى طرابلس للقاء السلطات الجديدة والتعبير عن دعمهم للعملية السياسية الجارية، بالإضافة إلى زيارة رئيس المجلس الأوروبي ورئيسي وزراء اليونان وإيطاليا.

ولفتت إلى مطالب رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا بإلغاء بمذكرة التفاهم بشأن الحدود البحرية التي وقعتها أنقرة وحكومة الوفاق في نوفمبر 2019م، معتبرا أنها غير قانونية وليس لها أي قيمة.

ورداً على ميتسوتاكيس، قال الدبيبة إنه يتفهم “أهمية أي اتفاق يمكن أن يقدم حلولاً مناسبة مع الحفاظ على حقوق ليبيا واليونان وتركيا”، مضيفا: “نحن مستعدون لتشكيل لجان مشتركة مع اليونان لاستئناف المناقشات حول ترسيم الحدود البحرية وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل دولة بين جزيرة كريت وليبيا”.

وأفادت الصحيفة أنه بعد أقل من أسبوع على هذه التصريحات، توجه الدبيبة التي وصفته بالمقرب من الأوساط الاقتصادية التركية، إلى أنقرة، على رأس وفد كبير، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أكد أن الاتفاقية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية تستند إلى أسس قانونية صالحة وتخدم مصالح البلدين، معلنا تجديد تصميمه عليها.

وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات أردوغان التي أكد فيها استمرار دعمه لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بنفس الطريقة التي دعم بها الحكومة الوفاق، ما يعني أن الدعم العسكري لأنقرة لن يتوقف، خصوصًا أن البرلمان التركي سمح بنشر جنود أتراك في ديسمبر الماضي لمدة 18 شهرًا إضافية.