خبير سوري في التنظيمات المسلحة: الاستخبارات الأمريكية سهلت انتقال عناصر داعش من سوريا والعراق إلى ليبيا

أكد الخبير السوري في شؤون التنظيمات المسلحة، الدكتور حسام شعيب، اليوم الأربعاء، أن تنظيم داعش هو صناعة مخابراتية أمريكية، وهو ضمن الاستراتيجية الأمريكية فيما يتعلق بالسيطرة على العالم، مشيرًا إلى أن واشنطن سهلت انتقال العديد من عناصر هذا التنظيم إلى ليبيا، التي تعد بوابة انتشارهم في دول أفريقيا.

وأوضح شعيب في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن مخطط سيطرة الولايات المتحدة على العالم، كان عبر ثلاث مراحل، تمثلت المرحلة الأولى في السيطرة على مركز العالم، وبدأت الحكاية بأفغانستان، ثم جاء السيناريو الثاني في قلب الشرق الأوسط وبالتحديد في سوريا والعراق والعالم العربي، فيما كانت المرحلة الثالثة تتمثل في السيطرة على أطراف أو سواحل العالم.

وأضاف: “وبالفعل المرحلة الثالثة الأمريكية بدأت تطبق على الأرض بفعل تنظيم داعش؛ بالانتقال عبر تسهيلات استخباراتية أمريكية، والتي تقوم بنقل عناصر التنظيم إلى سواحل أفريقيا”، مشيرًا إلى انتقال العديد من قيادات التنظيم من سوريا والعراق بالفعل إلى سواحل ليبيا، حيث يعتبرون ليبيا الممر إلى دول أخرى في أفريقيا.

وتابع: “أن الغاية من غرس التنظيم في القارة السمراء، هو منع أفريقيا من أن يكون لها حضور اقتصادي أو أي نشاط سياسي فاعل على مستوى العالم، وبالتالي عندما يوجد داعش يكون الاستثمار الأمريكي وتحقيق المصالح، وبالتالي فإن كل تحركات التنظيم تخدم في الأساس المشروع الأمريكي ثم المشروع الإسرائيلي في تلك المناطق”.

وحول مدى قدرة التنظيم على تحقيق نجاحات في أفريقيا كما حدث في سوريا والعراق، قال شعيب، النجاحات متوقعة ولعل البعض يراها ضعيفة، لكنها موضوعية وحقيقية، مبينا أن أولى تلك النجاحات هو محاولة استعطاف وكسب تأييد كل أولئك الذين يتابعون هذا التنظيم بدهشة أو من يملكون أيديولوجيا دينية، وبالتالي تحريك العواطف الدينية وإعادة تجييش وتجميع قوى بشرية جديدة تقاتل في صفوف التنظيم، وبالتالي يمكن أن ينجح التنظيم مجددا في أفريقيا.

يشار إلى أنه في 30 مارس الماضي، صّرح آمر القوة المشتركة بالمنطقة الغربية وعضو وفد حكومة الوفاق المنتهية ولايتها بلجنة “5+5” العسكرية، الفيتوري غريبيل، بأن الجهود المبذولة مؤخرًا للقضاء على الجماعات الإرهابية، كانت دون المستوى المطلوب.

وأرجع غريبيل في تصريح لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، طالعته “أوج”، ذلك إلى ما شهدته البلاد من انقسامات خلال العشر سنوات الماضية؛ حيث غياب العمل العسكري الموحد، القادر على سد أي ثغرات أمام هذه الجماعات المتطرفة، معتبرًا أن الوضع يسير الآن بشكل أفضل مما كان، بفضل ما توليه اللجنة العسكرية المشتركة من اهتمام بمكافحة الإرهاب، لا سيما في ظل التعاون المستمر، وتبادل المعلومات بين أعضاء اللجنة.

وأكد أن هناك تعاونًا أمنيًا واستخباراتيًا بين ليبيا ودول المنطقة، بشأن الخلايا النائمة لهذه التنظيمات في مناطق جنوب البلاد، مثل تراغن وأوباري وغدوة، متوقعا أن يزيد هذا التعاون، مع تولي حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة المسؤولية.

وأكد أن الحدود الجنوبية للبلاد لا تزال تعتبر أهم معابر “تنظيم داعش” للداخل الليبي، وذلك بسبب طول مساحتها وخروجها عن السيطرة التامة، فضلا عن هشاشة الوضع الأمني التي تشجع بعض التنظيمات العابرة للحدود على ممارسة نشاطها.

ورجح أن مصادر تمويل عناصر “داعش” في البلاد، تنحصر فيما تتلقاه من أموال خارجية، وعائدات ممارستهم الإجرامية من الاتجار بالبشر والمخدرات وتهريب للنفط، فضلاً عن الإتاوات وعمليات النهب بالقوة، مشيراً إلى أن جزءا من هذه الأموال يستخدمه التنظيم في تجنيد مزيد من العناصر، سواء من الأجانب أو من شباب البلاد، وتحديداً من معتنقي الآراء والأفكار المغلوطة.