“ذا جارديان”: مكالمات مسربة تكشف تجاهل خفر السواحل الليبي لاستغاثات المهاجرين قبل الغرق

كشفت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية عن مكالمات هاتفية مسربة تكشف تراخي ولامبالاة خفر السواحل الليبي في عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط وتركهم يواجهون الموت وحدهم.

وذكرت الصحيفة أنه في الساعة 8:18 صباحًا يوم الجمعة 16 يونيو 2017م، تلقى الناطق الرسمي باسم القوات البحرية الليبية، العميد مسعود عبد الصمد، مكالمة هاتفية من مسؤول في خفر السواحل الإيطالي أخبره أن 10 زوارق مهاجرة في محنة، والعديد منها في المياه الإقليمية الليبية.

وكشفت المكالمة المسربة، وفقا للصحيفة، أن عبد الصمد قال: يمكنني محاولة المساعدة، ربما يمكننا أن نكون هناك غدًا لأن اليوم عطلة، بينما ادعى بعدها أن رجاله أنقذوا العديد من المهاجرين المنكوبين.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن المحادثة التي سجلها المدعون العامون في صقلية للتحقيق في جمعيات الإنقاذ البحري بتهمة التواطؤ المزعوم في تهريب البشر، تكشف عن لامبالاة الأفراد في الجانب الليبي بمحنة المهاجرين والقانون الدولي.

وأظهرت المكالمات المسربة، وفقا للملف الذي أعده المدعون العمون في صقلية، أن السلطات الإيطالية كانت تعلم أن نظيرتها الليبية كانت إما غير راغبة أو غير قادرة على رعاية قوارب المهاجرين في البحر.

وأفادت الصحيفة بأنه بين 22 و27 مارس 2017م، طلب مئات الأشخاص الذين انطلقوا من مدينة صبراتة المساعدة من مركز تنسيق الإنقاذ البحري الإيطالي، موضحة أن المكالمات المسربة تُظهر أن المسؤولين الإيطاليين حاولوا الاتصال بعبد الصمد ومسؤولين اثنين آخرين على الأقل عدة مرات، لكن في كثير من الأحيان كانت “النتيجة سلبية”.

وأضافت أن السلطات الإيطالية فقدت في النهاية الاتصال بالزوارق، لتؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 29 مارس، مقتل 146 شخصا، من بينهم أطفال والعديد من النساء الحوامل.

وفي واقعة أخرى، بينت الصحيفة أنه يوم 24 مايو 2017م، انطلق أيضا قاربان من ليبيا على متنهما مئات الأشخاص، لكن انقلب أحدهما، فاتصل الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة بخفر السواحل الإيطالي، الذي اتصل بعبد الصمد 55 مرة دون تلقي رد، ليموت 33 شخصا، وفقاً لمفوضية اللاجئين.

وأشارت أيضا إلى تقرير صادر عام 2018م عن عملية صوفيا السابقة، لمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث كتب المسؤولون أن “تقارير خفر السواحل الليبية لم تصل بعد إلى مستوى مقبول بشكل ثابت”، لافتة إلى الوضع الحرج للبنية التحتية المتمثل في أنظمة الاتصالات والهواتف وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، بالإضافة إلى افتقاد الموظفين للمهارة اللغوية الكافية.

ونقلت “ذا جارديان” عن رئيس البعثة لقارب الإنقاذ التابع لمنظمة غير حكومية إسبانية ريكاردو غاتي، قوله: “من المستحيل دائمًا الاتصال بالليبيين، وأن أرقام الهواتف غالبًا لا تعمل أو غير موجودة”.

كما قال المتحدث باسم زورق الإنقاذ التابع لمنظمة SOS Méditerranée، فرانشيسكو كرياتسو، إن السلطات الليبية “كانت غير مستجيبة في الغالب، بغض النظر عن يوم الأسبوع”، بحسب الصحيفة.

فيما قالت مديرة عمليات البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود إيلين فان دير فيلدين: “التأخير في الاتصال في البحر والافتقار إلى القدرة على التنسيق من مركز تنسيق الإنقاذ الليبي، يزيد من تعريض حياة الناس للخطر وله تكلفة بشرية غير مقبولة”.

وأكدت الصحيفة البريطانية أن الوثيقة التي قدمها المدعون الإيطاليون، تصف الناطق باسم القوات البحرية الليبية مسعود عبد الصمد بأنه “غير متعاون”، فيما زعم الأخير أن الاتصالات مع نظرائه الإيطاليين لا تعمل دائمًا بشكل جيد، وأن هناك مشكلات اتصالات في ليبيا تسبب انقطاعات متكررة.

ولفتت إلى الاتهامات التي تواجه السلطات الليبية وخصوصا بالمنطقة الغربية، منذ سنوات، باعتراض القوارب الصغيرة وإعادة المهاجرين إلى مراكز الاحتجاز في ليبيا، حيث تقول وكالات الإغاثة إنهم يعانون من التعذيب وسوء المعاملة.