الفلاح: لن تكون هناك مشكلة في الكهرباء بعد صيف 2021م حال عدم اندلاع حرب أو مشاكل داخلية

أكد مدير عام الشركة العامة للكهرباء إبراهيم الفلاح، أن أزمة الكهرباء ستصبح من الماضي مع حلول صيف العام الجاري، حيث تم إدخال ثلاثة محطات كهرباء في مصراتة وطرابلس وطبرق بكامل قدراتها على الشبكة العامة، فضلاً عن إنشاء محطة جديدة في جنوب العاصمة.

وأشار الفلاح في حوار عبر شبكة “الرائد”، إلى أن الشركة العامة للكهرباء عازمة على إدخال نحو 600 ميجا وات على الشبكة العامة قبل الصيف المقبل، مبررًا طلبهم من المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء، للمشاكل التي يعانيها قطاع الكهرباء.

وشدد على أن هذه المشاكل ليست وليدة الأمس، بل من عدة سنوات، أبرزها وجود عجز في التوليد، بلغ خلال الصيف الماضي 2600 ميجاوات، متوقعًا أن يصل العجز في المتوسط إلى 2000 ميجا في الصيف المقبل.

وأكد على أن دور المواطن وكل أجهزة الدولة من هيئات ومؤسسات، كبير في حل هذه المشاكل التي وصفها بـ”المشكلة الحقيقة”، عبر ترشيد الاستهلاك، وخصوصًا في فترات الذروة والتي تمتد من الساعة الخامسة مساءً إلى الساعة العاشرة ليلاً، مشددا على أن هذا الترشيد سيساهم بشكل كبير في تجاوز الذروة الصيفية بأمان.

وأوضح أن نسبة العجز في الشبكة العامة حالياً يقدر بـ2000 ميجاوات، مُبينًا أنه عجز فني أو عجز في تلبية الطلب؛ حيث كمية الكهرباء في محطات التوليد لا تُغطي الطلب على الطاقة الذي مصدره المواطنون والمستهلكون بمختلف شرائحهم، منوهًا إلى أن هذا العجز سيؤدي إلى طرح الأحمال في حدود 5-6 ساعات.

كما نوه إلى أن لجوئهم إلى طرح الأحمال ما هو إلا للمحافظة على الوحدات؛ من التهالك والأعطال والمحافظة على معدات الشبكة، وليس للتضييق على المواطن أو إيذاءه، مشيرًا في هذا الصدد، إلى مساعي حكومة الوحدة المؤقتة، في محاولة لوضع مجموعة حلول، يتوقع نجاحها في سد العجز الحاصل.

ولفت إلى أنهم يعملون على إدخال حوالي 600 إلى 700 كم ميجاوات على الشبكة العامة قبل الذروة الصيفية، منها 150 ميجاوات في الوحدة الرابعة بمحطة الخمس، إضافة إلى إدخال الوحدة الأولى في جنوب طرابلس بقوة 600 ميجاوات، إضافة إلى محاولتهم رفع قدرة الوحدة الأولى في محطة الزاوية في حدود 130 – 200 ميجاوات، مؤكدًا أن كل هذا سيسهم في تقليل العجز.

وأشار إلى أن مساعيهم التي وصفها بـ”الجادة” في إتمام صيانة محطة الخليج البخارية في سرت، يواجهها مشكلة عدم صيانة الخط الرابط بين سرت ومصراتة، نتيجة تعنت الطرفين، مكررًا بأن مساعي الحكومة في تقليل ساعات طرح الأحمال في ذروة الصيف، ستخفض ساعات طرح الأحمال إلى قيمة صغيرة جدًا.

واعتبر في السياق، أن الحكومة تحاول مع كل الأطراف التي تساعد الدولة الليبية للمساهمة في وضع حلول لأزمة الكهرباء خلال هذه الفترة، مشددًا على أن الشركة العامة للكهرباء تحاول إيصال الكهرباء لجميع مناطق ليبيا.

وعن سبب عدم ربط الشبكة الغربية بالشبكة الشرقية، قال الفلاح: “لو أتممنا ربط سرت بمصراتة، يعتقد كثيرون أننا سنأتي بالكهرباء إلى مصراتة، والأخيرة لديها محطة بقوة 750 ميجاوات، وأحمال مصراتة 400 ميجاوات، وذلك كاف بالنسبة لمصراتة، والنقطة الأخرى خلال اليومين الماضيين كان لدينا فائض في الشبكة العامة قدرته 250 ميجاوات، تزامن مع ذلك وجود عجز في المنطقة الشرقية 150 ميجاوات، لو كانت الشبكة مترابطة لقمنا بتغطية عجز المنطقة الشرقية بما لدينا من فائض؛ تخفيفًا لمعاناة المواطن، ونحن جادون وماضون في أن تكون شبكة الكهرباء واحدة”.

وحول زيارة وفود شركات “أنكا وتشاليك التركيتين” و”سيمنس الألمانية” و”جي إيي الجزائري”، أوضح الفلاح، أن الوفد الجزائري، قام بإدخال 500 ميجاوات على الشبكة في محطة الخمس، وقام بتدريب الأطقم الفنية في نفس المحطة، مُبينًا أنهم حاليًا هم في المرحلة الثانية من التدريب.

وذكر أن وجود فنيين لديك لا يعني ألا تأتي بفنيين من الخارج وتستعين بهم، مشيرًا إلى أن الوفد الجزائري أحضر معه قطع غيار وقام بتركيبها مجانًا، معتبرًا ذلك ردًا على من يرددون شائعات أن قدوم هذا الوفد كان ضمن صفقات وعقود.

وأردف: “أنا توليت مهامي منذ 7 أشهر، وطيلة هذه الفترة لم تصرف علينا الحكومة أي مليم، وهذا بشهادة وزير المالية”، مبينا أن هناك عقدان وقعتهم الشركة العامة للكهرباء مع شركتي آنكا التركية وسيمنس الألمانية، العقد التركي يتعلق بتركيبات وأعمال مدنية، فيما العقد الألماني يتعلق بتوفير المعدات.

وأكد على أن هذان المشروعان حاليًا قيّد الإنجاز، متوقعا إدخال الوحدات على الشبكة العامة خلال الربع الأول من عام 2022م، منوهًا بأن الشركة العامة للكهرباء تواجه بعض الصعوبات الأمنية التي يشترطها المقاول، لكنها في طريقها للحل، مبينا أن أحد المشروعان خاص بتشغيل محطة مصراتة بكامل قدرتها 640 ميجاوات، والآخر إضافة 670 ميجاوات إلى محطة غرب طرابلس.

وفيما يتعلق بخطط الشركة العامة لحلحلة أزمة الكهرباء في ليبيا، قال الفلاح: “لو وفقنا الله، ولم تكن هناك صعوبات أخرى ولم تحدث حرب أو مشاكل داخلية، لن تكون هناك مشكلة في الكهرباء بعد صيف 2021م، الذي نحن مقبلون عليه”، مؤكدًا أنه مع مطلع العام 2022 ستدخل محطة مصراتة بكامل قدرتها 640 ميجاوات، وأيضاً محطة طرابلس بكامل قدرتها 670 ميجاوات، إضافةً إلى محطة طبرق بقدرة 740 ميجاوات.

واعتبر أنه بذلك سيكون جزء كبير من المشكلة قد حُل، معتقدا أنه بتوقيع عقد إنشاء محطة جديدة بـ1300 ميجاوات في جنوب طرابلس، لن يكون هناك أي مشكلة بعد ذلك في الكهرباء.

وأضاف: “الأعمال المدنية للمحطة الجديدة التي أشرت إليها بدأت فعليًا، وحاليًا الحكومة لديها وجهة نظر، حيث أعتقد سيتم توقيع العقد في الأيام المقبلة، مع المقاول الحالي أو مقاول آخر ترى الحكومة أنه أجدر بالتنفيذ”، آملاً من الحكومة أن تعطي المخطط الإستراتيجي أهمية؛ لأنه الضامن لعدم وجود مشاكل في شبكة الكهرباء.

وتأسف في هذا الصدد على أنه، خلال السنوات الماضية لم يتم متابعة المخطط الإستراتيجي الذي وضعته الشركة العامة للكهرباء، متابعًا: ” كان الأمر كله اجتهادات لا نعرف غرضها وكثير منها لم يكن مُوفقًا”.

وشدد في الختام، على أنه يجب أن يتم احترام المخطط الاستراتيجي وتنفيذه بشكل دقيق ومتابعته من الجمعية العمومية أو مجلس إدارة الشركة أو أن يكلف المدير العام للشركة بتنفيذه والاستمرار فيه.