كاشفًا أعراض لقاحات كورونا.. الوطني لمكافحة الأمراض: ليبيا لم تسجل أي حالة تجلط والموانع بسيطة

أكد مدير إدارة التطعيمات بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض، عبد الباسط سميو، أن الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا تم التحضير لها منذ سنة كاملة، ثم كللت بوصول التطعيمات من حوالي عشر أيام أو أسبوعين.

وذكر في مداخلة عبر فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”: “وصل ثلاثة أنواع من التطعيم هم سبوتنيك الروسي، أسترازنكا السويدي الإنجليزي، والصيني، حيث وصلت كمية 200 ألف من تطعيم سبوتنيك الروسي، و57 ألف من أسترازينكا، و150 ألف من التطعيم الصيني سينوفاك والذي لا يزال تحت الإجراء وسوف يتم توزيعه بعد انتهاء الإجراءات المبدئية”.

وأكمل: “انطلقت حملة التطعيم أولاً بانطلاق رسمي رمزي بحضور رئيس الوزراء والوزراء وممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا وممثل صندوق الطفولة يونسيف وكلهم أخذوا التطعيمات وأنا كذلك أخذت التطعيم”.

وأردف: “وانطلقت رسميًا لكافة الناس يوم السبت الماضي في طرابلس ثم تلتها المنطقة الوسطى زلطن ومصراتة والخمس يوم الأحد، وستبدأ الحملة في المنطقة الجنوبية خلال أيام قليلة”.

واستطرد: “الإقبال متزايد بشكل يومي سواء كان على التسجيل على منظومة التطعيمات أو الإقبال بالذهاب إلى مراكز التطعيم المعلن عنها في الرسائل النصية الموجهة لمتلقي التطعيمات”.

وبيّن أن أي طعم جديد أو حملة للتطعيم في كل بلدان العالم دائمًا يصاحبها شائعات وتخوفات، وأنه بعد انطلاق الحملة فهم الناس أن التطعيم آمن وضروري خاصة في ظل وجود جائحة كورونا وما ترتب عليه من إصابات ووفيات، وبعدما تم تطعيم الكثيرين وظلوا في أمان وسالمين فتشجع آخرون، مضيفاً: “كل يوم تزداد ثقة الناس ويقبلوا بأعداد كبيرة على التطعيم والتسجيل”.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الحملة تم فيها استهداف الفئات العمرية فوق الـ70 سنة ويتطعمون بطعم أسترازينكا والفئة العمرية من 50 إلى 60 سنة يتطعمون بسبوتنيك الروسي، كما تم استهداف الفئات الوظيفية في قطاع الصحة وخاصة الجيش الأبيض المواجه لكورونا المعرض أكثر من غيره للمرض ثم أقسام العزل والفلترة والمختبرات وفرق الرصد الخاصة بكورونا.

ولفت إلى أنه سوف تتوالى الفئات العمرية الأخرى والفئات الوظيفية الأخرى مع وصول المزيد من شحنات الطعوم، مبيّنًا أن الطعوم تنفع لكل الفئات العمرية ما فوق 18 عام، لكن الورقة الرسمية للتطيعم الروسي ورد فيها أن العمر المستهدف به بين الـ18 والـ60 عام.

واستدرك: “مع أننا وجدنا بعض الدراسات تقول بأنه جُرب في الأعمار الكبرى فوق الـ60 عام وكانت النتائج جيدة، إلا أننا أخذنا الاحتياط باعتبار ما جاء في الورقة الرسمية، فجعلنا الطعم الروسي للفئات العمرية الصغيرة”.

وواصل: “وفيما يخص الطعم الإنجليزي بعض الدراسات في بعض الدول الأوروبية تقول أنه قد يكون هناك علاقة وليست مؤكدة مع بعض التجلطات النادرة جدًا وكانت أغلبها في الأعمار تحت الـ50 عام فاخترنا أن يكون الأسترازينكا للأعمار الكبيرة”.

واستكمل: “الطعم الروسي يحتاج في التوزيع والتخزين لدرجة حرارة 18- على الأقل وهذه لم تكن متوافرة في كل البلديات، لكن كل يوم هناك ازدياد مطرد في البلديات والمدن التي تجهز مجمدات خاصة لهذا الطعم بدرجة حرارة 18- لما تحت”.

وأضاف: “مع انطلاق الحملة كان تقريبًا 16 بلدية تقول إنها جاهزة ونحن نعتقد كذلك أنها جاهزة ووزارة الصحة تبذل مجهودات لتوفير هذه الدائرة الباردة حيث قامت بشراء 20 سيارة مجمدة لاستخدامها للطعم الروسي ووزعت على فروع جهاز الإمداد الطبي الأربعة وربما نستخدمها كمحطات أو مراكز تطعيم ثابتة في المناطق التي لم تتوفر لديها حتى الآن مجمدات”.

واسترسل: “الكثير من المدن في هذه الأيام القلائل اشترت مجمدات وهي موجودة بكميات ليست كبيرة لكنها موجودة في السوق الليبي ومتوفرة والكثير من المدن اشترتها لتستعمل الطعم سبوتنيك الذي يحتاج لدرجة تجميد خاص ربما هذا ما آخر انطلاق الحملة في باقي المدن”.

واستطرد: “لكن بالنسبة لطعم استرازينكا الإنجليزي، فكل مدن ليبيا لديها الدائرة الباردة التي تكفي لتخزين هذا الطعم واستخدامه وهي من 2 إلى 8 درجة وهي درجة حرارة الثلاجة العادية لحفظ الطعوم”.

وفسر أن الدائرة الباردة هي سلسلة من الثلاجات والمعدات الخاصة بالمحافظة على درجة حرارة معينة منخفضة تبدأ من المصنع في دول التصنيع حتى وصولها لمتلقي الطعم سواء من مخازن أو سيارات أو ثلاجات أو مُجمدات.

واستمر في حديثه: “من الضروري مراقبة الطعوم ودرجة حرارتها حتى خلال الرحلة في الطائرة، هذه كلها تسمى دائرة باردة للمحافظة على درجة حرارة الطعم في درجة حرارة معينة لكي يعطي الطعم مفعوله المرجو بشكل كبير”.

وعن العوائق التي تواجه حملة التطعيمات، أجاب: “الصعوبات التي واجهتنا فيما يخص الدائرة الباردة الخاصة بالطعم الروسي باعتبارنا أننا كنا نتوقع وصول طعوم تتلائم مع الدائرة الباردة الموجودة عندنا وكنا في كثير من النقاشات نفضل عدم توريد طعوم مثل طعم فايزر الذي يحتاج إلى درجة حرارة 70- وتجميد قوي جدًا، وكذلك طعم مودرنا الذي يحتاج إلى 20-“.

واستفاض: “كنا نتوقع وصول طعوم تتلائم مع الدائرة الباردة العادية التي تتوفر في كل مدن ليبيا ودرجة حرارتها بين 2 و8 درجة، ولكن تزاحم العالم على الطعم وعدم توفره بشكل يكفي كل سكان الأرض وبالتالي نسي الناس الذين طعموا في العالم كله نسب بسيطة جداً”.

ونوّه إلى أن الحكومة اضطرت للحصول على كل مصادر الطعوم المعمول بها في كل دول العالم ومنها الطعم الروسي والذي تستخدمه 60 دولة من دول العالم، وأنه طعم فعال جدًا تصل نسبة الفاعلية فيه إلى 91.6%، وأثبت نجاحه من خلال الدراسات العلمية السابقة لاستخدامه وكذلك من خلال الدول التي استخدمته، مُتابعًا: “اضطررنا لترقية الدائرة الباردة في ليبيا لتلائم هذا الطعم، وهذا ما أخرنا قليلاً في بعض المدن”.

وأكد على أن الكثير من دول الجوار والدول الشقيقة أرسلت وفودًا إلى روسيا للتفاوض للحصول على كميات أكبر من الطعم الروسي وأنه آمن وفعال.

وشدد على أن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة تلقى الطعم رغم عدم تصوير ذلك تليفزيونياً، قائلاً: “أنا كنت شاهدًا على وجوده وأخذه للطعم بالإضافة إلى وزير الصحة وكل الوزراء، فكثير من الناس يشككون في تلقيهم الطعم وأن هذا فقط أمام الإعلام، المشككون موجودون في كل دول العالم ولكن هذه هي الحقيقة”.

وحول الشائعات عن مضاعفات وأثر وجدوى هذه التطعيمات، رد بأن الشائعات الكبيرة التي انتشرت حتى في بعض الدول الأوربية وأمريكا تخص ظاهرة التجلط الوريدي الذي يحدث عند بعض الحالات النادرة بعد استخدام الطعم وكانت تلك هي الشائعة الأكبر.

وأخبر بأنه حتى الآن لم تثبت منظمة الصحة العالمية أو أي دراسات مستقلة وجود ارتباط سببي بين الطعم وهذه الحالات، مشيرًا إلى أن حالات التجلط الوريدي، خاصة الأوردة داخل الجمجمة، تحدث في المجتمع بصفة عامة بدون أي تطعيم وتم ربط بعضها بحبوب منع الحمل.

وشرح: “دراسة في ألمانيا وجدت أنه بعد تطعيم 16 مليون بطعم أسترازنكا الإنجليزي السويدي هناك 7 حالات من حالات التجلط، كان 6 منهم من النساء تحت عمر الـ50 أي في عمر الحمل وأخذوا حبوب منع الحمل ومعروف أن حبوب منع الحمل تؤدي إلى خطورة التجلط ولو كانت بسيطة وإن كانت موجود”.

وأسهب في الشرح: “هو تخوف بدون أي أدلة ثابتة، والآن عشرات ومئات الملايين من سكان العالم أخذوا الطعم وهم في أمان تام، خاصة إذا ما نظرنا إلى الخطر الشديد من مرض كورونا الفتاك”.

وتحدث عن أن المضاعفات التي قيل عنها لا تخص طعم أسترازينكا ولا تخص حتى طعم الكورونا نفسه، مبيّنًا أنه حتى لقاح الإنفلونزا الموسمية، الذي يتم إجراء حملة سنوية لتطعيم حوالي مليون مواطن به، الورقة المصاحبة له توضح أنه ربما تحدث حرارة أو ألم في الذراع وغيرها وأنها احتمالات نادرة جدًا أحيانًا تحدث، بمعدل حالة لكل 500 ألف أو مليون أو 10 مليون شخص يتم تطعيمه.

وقال: “في ليبيا لم يتم تسجيل أي حالة من هذه الحالات ولكن علميًا تكون موجودة وبالتالي تذكر ولكن في الغالب هي ألم خفيف في الذراع، أو ربما ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو صداع، والحقيقة أنا أخذت التطعيم ولم أشعر إلا بمجرد ألم خفيف في موضع الإبرة لثلاثة أيام ثم اختفى ولم أشعر بأعراض أخرى”.

وأفاد بأن وجود اللقاح خارج التبريد لمدة دقائق قبل التطعيم غير مخالف، بل أنه مطلوب، قائلاً: “تترك عبوة طعم سبوتنيك في درجة حرارة الغرفة على الطاولة حتى تذوب تمامًا لأنه يكون مجمد مثل الثلج فيجب انتظاره حتى يذوب تمامًا، والأفضل إعطاءه خلال ساعتين بعد فك التجميد ويكون في درجة حرارة الغرفة العادية وليس في مجمد أو في ثلاجة”.

وتطرق إلى أن بعض الطعوم مثل طعم الانفلونزا ينصح بتركها على الطاولة أو في درجة حرارة الغرفة العادية حتى تأخذ درجة حرارة الغرفة إذا كانت 18 أو 15 درجة حتى تكون ملائمة لجسم الإنسان، لافتًا إلى أن الشركة المصنعة لطعم الإنفلونزا تنصح بفركه بين اليدين حتى يأخذ بعض الدفء قبل إعطاءه للمتلقي وهذا لا يضر، المهم التخزين قبل أيام أو ساعات.

وأخطر بأن الأعراض الجانبية الأكثر شيوعًا هي الأعراض الموضعية في منطقة العضلة في أعلى الكتف، مردفاً: “في الحقيقة هو ألم خفيف ونوع من الثقل وأحياناً نوع من الحكة في مكان الحقنة، وبعض الحالات يحدث إحمرار وارتفاع في درجة الحرارة ولكنها نادرة”.

وسرد المزيد من الأعراض منها بعض الصداع الخفيف والأم في المفاصل وفي بعض عضلات الجسم والظهر ونوع من ضعف القوى بسيط، منوّهًا إلى أنه أحيانًا توجد بعض الأعراض الجانبية المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيئ الخفيف لكنها كلها نادرة وغالبًا تكون خلال الثلاثة أو أربعة أيام الأولى التالية للطعم، والكثيرون لا يشعرون بها.

وتناول موانع التطعيم وأنها بسيطة ومعروفة، مواصلاً: “بالنسبة لطعم الكورونا تحت 18 سنة لا يتم إعطاؤه الطعم، وكذلك النساء الحوامل والمرضعات، وأي شخص عنده حساسية مؤكدة من أحد مكونات الطعم أو طعم مشابه أخذه في الماضي أو جرعة سابقة من نفس الطعم في حالة الجرعة الثانية مستقبلاً، أو في حالة وجود ارتفاع شديد في درجة الحرارة حتى تنخفض، أو الأمراض الحادة مثل شخص عنده التهاب تنفسي أو التهاب جهاز هضمي حاد حتى يتماثل للشفاء”.

وفيما يخص الأعراض الجانبية، بيّن أنه إذا كان الألم شديد أو ارتفاع درجة الحرارة شديدة يمكن للشخص أن يأخذ دواء خافض للحرارة مثل الباراستامول وإذا استمرت الأعراض شديدة لمدة أيام طويلة أكثر من الخمسة أيام الأولى يستشير طبيب، مؤكدًا أن ذلك نادر جدًا.

وعاود التوضيح أنه سواء كان اللقاح الروسي أو الإنجليزي أو الصيني أو الأمريكي فكلها أثبتت فاعليتها وأمانها من خلال الدراسات المبدئية قبل إعطائها للناس، وبتجارب في بعض الدول على الأشخاص في مرحلة أولى وثانية وثالثة من التجارب وفيها كلها أثبتت نجاحها وأنها آمنة.

وكشف أن دفعة الطعم الصيني جاءت ليبيا من تركيا وأنها تستعمل هذا الطعم منذ البداية وتعاقدت مع روسيا لتوريد 100 مليون جرعة من الطعم الروسي لاستخدامه في تركيا حيث أثبت في تركيا سلامته ونجاحه في الوقاية من كورونا.