استقالة مساعد جونسون الذي كان يسعى لاستئجار جزء من سرت لتحويلها إلى “هونغ كونغ” أخرى

سلط تقريرصحفي بريطاني الضوء على كبير مساعدي رئيس ‏الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ودوره الذي كان يود أن يقوم ‏به في إعادة إعمار ليبيا.

ونشر موقع “بلوتيكس هوم” البريطاني، تقريرا حول اللورد إيدي ‏ليستر، الذي يعمل كبيرا لمساعدي جونسون، وكان في السابق مديرا ‏لشركة “إريبي هولدنجز ليميتد”، رغم عمله مدير غير تنفيذيا في ‏الخارجية البريطانية، مشيرا إلى أن اللورد ليستر وشركته يستهدفان إلى تحول ليبيا إلى “دبي ‏الثانية” ويسعون إلى أن يجعلوا من سرت “هونغ كونغ” أخرى.

ولفت التقرير البريطاني، إلى أن رئيس الوزراء البريطاني أصر ‏على تعيين اللورد ليستر، رغم توجيه انتقادات واسعة له، بسبب ‏تفضيله ضم رجال الأعمال البريطانيين إلى الساحة السياسية.‏

يشار إلى أن اللورد ليستر كان مزاملا لجونسون خلال فترة توليه وزارة الخارجية البريطانية، والتي دعم فيها خطط تحويل سرت إلى “دبي ثانية”، حيث قال: “الشيء الوحيد الذي نحتاجه هنا هو إزالة الجثث، ومن ثم ‏سيجد رجال الأعمال البريطانيون طريقهم إلى هناك”.‏

ولكن ما وصفه التقرير هو تضارب المصالح، هو أن اللورد ليستر، ‏خلال عمله في وزارة الخارجية، الذي يتضمن الوصول إلى ‏السياسات والخطط التشغيلية والاستراتيجية للسياسة الخارجية ‏البريطانية، كان يعمل في شركة “إيريبي” جنبا إلى جنب مع النائب ‏المحافظ السير بول بيريسفورد، الذي اضطر للاستقالة عندما تولى ‏منصبا في الحكومة البريطانية “داوننج ستريت” في يوليو 2019.‏

وقال الموقع البريطاني، إنه طلب من الخارجية البريطانية واللورد ‏ليستر توضيح المصالح المتضاربة من وجوده في شركة استثمارية ‏خلال أدائه أعمال لصالح الخارجية.‏

وأوضح التقرير، أن المتحدث باسم الخارجية قال إن اللورد ليستر ‏أعلن عن أي مصالح “ذات صلة” في بيان سابق، ولكن لم يشر ‏البيان ذلك إلى أي علاقات مع شركة “إيريبي هولدنجز”.‏

وتابع المتحدث بقوله “بصفته مديرًا غير تنفيذي بوزارة الخارجية، ‏أعلن السير إدوارد ليستر عن أي مصالح ذات صلة وفقًا لمدونات ‏قواعد السلوك المناسبة، وضمان الشفافية الكاملة. وعلى الرغم من ‏ذلك، لم يكن له أي دور في القضايا الليبية عندما كان عضوًا في ‏مجلس إدارة مكتب الخارجية البريطانية”.

وردا على سؤال مباشر عما إذا كان اللورد ليستر قد أعلن عن ‏شركة “إيريبي” القابضة، لوزارة الخارجية ومدى معرفة جونسون ‏بالمشروع الليبي، قال المتحدث: “ليس لدينا أي شيء نضيفه في هذه ‏المرحلة”.‏

وفي حديثه في مؤتمر حزب المحافظين في أكتوبر 2017، أثار ‏جونسون توبيخًا من داونينج ستريت وواجه غضب المسؤولين ‏الليبيين عندما ناقش تفاصيل مشروع للاستثمار في سرت.‏
وقال جونسون: “هناك مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين، ‏وهم رجال رائعون، يرغبون في الاستثمار في سرت، على الساحل، ‏بالقرب من المكان الذي تم فيه القبض على القذافي وإعدامه، كما قد ‏رآه البعض منكم”.‏

وتابع وزير الخارجية البريطاني حينها “ولديهم حرفيًا رؤية رائعة ‏لتحويل مدينة سرت، بمساعدة بلدية سرت ، إلى دبي التالية”.‏ واستمر قائلا “الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم فعله هو إزالة الجثث ‏ومن ثم سيكونون هناك”.‏

وقالت وزارة الخارجية في ذلك الوقت إن التعليقات كانت تتعلق ‏بمشروع خاص، وليست مرتبطة بسياسة الحكومة، لكن توقيت ‏تصريحاته يثير تساؤلات حول معرفته المسبقة بالخطط.‏

وسبق وقال النائب بول بيريسفورد ، النائب عن شركة “مولي ‏فالي”، والذي لا يزال مديرًا للشركة، في مقابلة مع صحفي محلي ‏في أكتوبر 2019، إن المجموعة الاستثمارية خططت لـ”استئجار ‏وتأجير جزء كبير من الأرض والأرض المحيطة بسرت بأكملها، ‏لتكون فرصة لبناء هونج كونج جديدة، في الواقع، كانت ستؤجر لنا، ‏مع شركات بريطانية، وسنعمل مع الحكومة الليبية لتطوير تلك ‏المنطقة”.‏

وأضاف: “بالتأكيد هناك مصلحة وطنية، لقد تحدثت مع رئيس ‏الوزراء (بوريس جونسون) ورئيسة الوزراء السابقة (تيريزا ماي) ‏وهي فرصة لعمل شيء إيجابي حقًا”.‏

وعلى الرغم من إصرار الحكومة على أن عمل المجموعة، لإنشاء ‏منطقة حرة في سرت كان مشروعًا خاصًا، فقد أثيرت الخطط عدة ‏مرات خلال اجتماعات ثنائية بين مسؤولين بريطانيين وليبيين.‏

وأفادت وسائل إعلام محلية، في مارس 2020، أنه خلال لقاء بين ‏وزير التجارة البريطاني كونور بيرنز ووزير الاقتصاد الليبي علي ‏العيساوي، أكد الاثنين على أهمية إنشاء وإدارة المناطق الحرة ‏والمناطق الاقتصادية الخاصة كوسيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين”.‏

وفي اجتماع في يونيو 2018 مع المسؤول الليبي، ‏استعرض سفير المملكة المتحدة في ليبيا خطط “منطقة اقتصادية ‏حرة في سرت”، والتي وصفته السلطات الليبية بأنه مشروع “حيوي ‏للغاية” لكلا البلدين.

وأصر مصدر في الحكومة البريطانية على أنه بينما كان رئيس ‏الوزراء يدعم العملية التي تقودها الأمم المتحدة في ليبيا، فإنه لم ‏يوجه المسؤولين بشأن هذه “القضية المحددة”.‏

واستقال اللورد ليستر في وقت متأخر من مساء الجمعة كمبعوث ‏خاص لرئيس الوزراء إلى الخليج، بعد شهرين فقط من تعيينه في ‏هذا المنصب.‏وكان قد واجه سلسلة من القصص في الأسابيع الأخيرة حول عمله ‏السابق في القطاع الخاص، لكن مصدرًا قال لصحيفة التلغراف ‏البريطانية، التي نشرت خبر استقالته لأول مرة، أنه لا توجد ‏‏”روابط” بين التقارير السابقة وقراره التنحي.‏

وتعليقا على الاستقالة ، قال متحدث باسم داونينج ستريت: “إن ‏رئيس الوزراء ممتن للغاية لخدمة اللورد ليستر المتفانية على مدى ‏سنوات عديدة”.‏ وتابع بقوله “لقد كان خادماً بارزاً للبلاد وللحكومة ولرئيس الوزراء ‏عندما كان عمدة لندن”.‏

—————

ليبيا برس