دبلوماسي أمريكي: جبهة “التغيير والوفاق” التي قتلت ديبي لديها قاعدة عسكرية في الجفرة بدعم من حفتر

أكد الدبلوماسي الأمركي إيثان كورين أن وفاة الرئيس التشادي إدريس ديبي على يد المتمردين التشاديين “جبهة التغيير والوفاق في تشاد”، التي كانت متوقفة على الجانب الليبي من الحدود التشادية خلال السنوات القليلة الماضية، مستفيدة من الفوضى في ليبيا لشن غارات دورية على نجامينا، أثارت مخاوف من عدم الاستقرار في معظم أنحاء شمال إفريقيا والساحل، وأثارت مجموعة من نظريات المؤامرة.

وأضاف إيثان كورين، في مقال له على مجلة “فوربس” الأمريكية، أن “آخر هجوم للمتمردين التشاديين على قوات ديبي، في عام 2019، أدى إلى غارات جوية فرنسية لإنقاذ الزعيم التشادي.

وعلق على مقال نشر بتاريخ 22 أبريل، على صحيفة “نيويورك تايمز” في هذا الشأن جاء فيه “إن قتلة ديبي كانوا مدعومين من قبل قوات خليفة حفتر، ومجموعة فاغنر الروسية، والولايات المتحدة، وهو التفسير الأكثر استحالة للتصديق، لأن هذه المجموعات ليس لديها سبب واضح للتعاون لإزاحة ديبي”.

وأشار في مقاله، أن “جبهة التغيير والوفاق في تشاد” تم تشكيلها عام 2016، وأنشأت قاعدة خلفية في مدينة الجفرة الليبية، خلال سنوات عندما سيطرت مليشيات من مصراتة في ليبيا على المنطقة، وكانوا في معظم هذا الوقت، عملاء لجماعات مصراتة التي تقاتل قوات حفتر ثم بعد ذلك، سيطر الأخير على الجفرة، وبعد الوصول إلى بعض التسهيلات مع المتمردين التشاديين، تم تجنيد أعضاء منهم للمساعدة في حراسة المنشآت النفطية في أقصى الجنوب، في المناطق التي لا تخضع مباشرة لسيطرة قوات الكرامة، ويبدو أن بعض أعضاء الجبهة شاركوا في هجوم الأخيرة على طرابلس في عام 2019م.

واستدرك قائلاً: “من الممكن نظريا دعم مجموعة فاغنر للمتمرديين التشاديين، وإذا كان من الصعب التحقق منه، وكان لدى المتمردين فرصة متساوية للاستفادة من تدريب مليشيات مصراتة، التي تعارض حفتر ولا تزال مؤثرة للغاية”، لافتًا أن فرنسا ومصر وقوات الكرامة دعموا نظام ديبي، باعتباره حصنًا لا غنى عنه ضد المتطرفين المتحالفين مع القاعدة وداعش وبوكو حرام، وبالمثل، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون عن قلقهما من أن حظر الرئيس السابق دونالد ترامب على تأشيرات الدخول للمواطنين التشاديين قد يضر بالمصالح الأمنية الأمريكية في المنطقة.

وأكد إيثان كورين، أن فرنسا فشلت في استخدام أصولها العسكرية والاستخباراتية الكبيرة في تشاد لحماية ديبي، ودفعت عددا من المنشورات الأفريقية إلى التكهن بأن فرنسا كانت الحليف الأكثر وضوحا لديبي، هي الجاني. ووفقا لهذه النظرية، كانت باريس منزعجة جدا من المخاطر الاستراتيجية لتحول ديبي نحو روسيا – والتهم المتزايدة بأنها تغاضت عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها نظام ديبي في خدمة مكافحة الإرهاب – لدرجة أنها استغلت تقدم المتمردين في توفير غطاء لعملية اغتيال، ربما باستخدام طائرات فرنسية.

ويرى الدبلوماسي الأمريكي أن لا شيء من هذه التفسيرات مُرضٍ، وقد لا نعرف أبدا ما حدث، فأبسط تفسير هو أن “جبهة التغيير والوفاق في تشاد” تصرفت بمفردها، سعيًا وراء أجندة سياسية محلية طويلة الأمد، ولكن على نطاق أوسع، فإن سقوط ديبي يسلط الضوء على العواقب الدائمة لضعف ليبيا السياسي.

واختتم المقال قائلاً: “لو كان تدخّل الناتو في عام 2011 وما تلاه من عقد تقريبا قد تمت إدارته بشكل أفضل، فقد تكون ليبيا الآن بمثابة نموذج للانتقال التدريجي في تشاد، بدلاً من الخوف من رد فعل سلبي من بلد يقوضه فراغ سلطته، باستخدام عملية المصالحة التي تدعمها الأمم المتحدة على مدى عدة سنوات كغطاء، وأصبحت تركيا وروسيا (اللذان تم إغلاق تحالفهما برغبة مشتركة لتقويض النفوذ الأمريكي والأوروبي في الشرق الأوسط) المفسدين الرئيسيين، مما يجعل التسوية الدائمة للصراع الليبي صعبة للغاية.

————-

ليبيا برس