قرادة: الليبيون ضحية لعبة دولية ماكرة وجدت فيهم مطية سهلة الركوب والانقياد

انتقد سفير ليبيا الأسبق لدى السويد والدنمارك، إبراهيم قرادة، ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا، مؤكدًا أن بلاده أصبحت ضحية ومضحكة في لعبة دولية، قائلا: الليبيون فيها “شنكة تكمل السّيرية”.

وأكد قرادة، في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”، أن الليبيين ضحية لعبة دولية ماكرة، وجدت فيهم مطية سهلة الركوب والانقياد، مقتبسًا الدليل على هذا من مقال مشترك نُشر حديثًا لغسان سلامة وستيفاني ويليامز في موقع “NEWLINES”. قائلا: “لقد كشف النقاب عن الاختلافات الحادة بشأن السياسة تجاه ليبيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تم تغطيتها حتى الآن ببيانات جوفاء، بشكل يعاكس دعم الممثل الخاص للأمين العام ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

وعلق على بيانات مجلس الأمن قائلا: “نقطة لفت الانتباه هما، هي التركيز على بيانات جوفاء لمجلس الأمن الدولي، والتي قالها موظفين دوليين ساميين، لكن العجيب هم مراهقوا السياسة -وبعضهم في العقد السابع ويحمل على ظهره ألقاب التفخيم- رغم مرور ثلث قرن من الخبرة الليبية على التعامل مع مجلس الأمن الدولي والدول اللاعبة فيه، منذ قضية لوكربي، حيث لا زالوا يسوقون ويتراقصون مع كل بيان، والبيانات بالعشرات، ولا زالوا رغم تكرار الشطار الذي تتعلم منه حتى الحمير لا يستطيعون القراءة السياسية الناضجة، وبالتالي التفاعل السياسي الناجع مع أحابيل لعبة السياسية الدولية، فوضع الليبيين فيها تماما كأطفال مع مهرجين السيرك، الذين يتلاعبون بكرات ملونة، ويضحك الطرفين، وإن دفع الأطفال ثمن الفرجة عليهم”.

وأضاف قرادة، أنه كان من الأفضل أخلاقيًا لسلامة ووليامز أن يتفاعلا ترفعًا مع ذلك حين كانا يرسمان، لا أن يكتبوا عن ذلك، بعدما ساهموا في تطوير مدى “خازوق ليون اللولبي”.

وضرب مثال بالوضع اليمني قائلا: “هل يتصور سياسي عاقل له بسيط المعرفة وقليل الخبرة، أن تحل مشكلة اليمن باستبعاد جماعة أنصار الله الحوثية، وفريق التحالف العربي، ومجلس الحراك الجنوبي، وأنصار الرئيس السابق عبد الله صالح، وائتلاف حضرموت القبلي، ويتم الاستعاضة عنهم باجتماعات لا يتجاوز عددها اليد الواحدة ولساعات معدودة، لمجموعة مجمعة أغلبها بالاختيار التكهني أو العشوائي في العتمة، وبعضهم لا يعرف حتى أسماء كل مناطق ليبيا ولا تنوعاتها، أو كأن يمثل شخص منطقة منسوب إليها لم يزورها في حياته إلا مرات معدودة وقصيرة، وآخرها قبل سنوات، ولا يعرف عناوين تكوينها. مع استثناءات”.

وتساءل قرادة، “هل يعقل أن تختار البعثة الأممية أشخاص محدودي العدد جدًا وبدون تجهيز، نصفهم أو أكثر لا علاقة لهم بالأزمة، وبل لا علاقة لهم بالشأن العام والسياسة، إلا كديكور مكمل يشغل كرسي في صالة مسرح مظلم، وليبيا لا تنقصها نخب شخصيات وطنية مقتدرة ومطلعة وذكية ووازنة، يتم إبعادهم بإصرار، في جهد لاستخلاق وتمكين واستخلاف نُخب مزورة ومعاقة، بعد دفن الرمق الأخير مما تبقى النخب الأصيلة وهل يعقل تاريخيًا وسياسيًا، أن تعالج مشكلة إيرلندا الشمالية بدون “الشين فين”، أو أفغانستان بدون طالبان، أو فرنسا المحررة بدون ديغول، أو لبنان بدون حركة أمل والكتائب مثًلا”.

وأشار أن هذا ما حدث ويحدث في ليبيا منذ سبع سنوات، عندما تم تمكين شخصيات ظل وصدفة، لم يعرفوا ولم يحسبوا يوما على السياسة ولا المجتمع ولا التكنوقراط ولا الشأن العام، وتم استدعائهم لحل أزمة لا يعرفون عنها وعليها وفيها، إلا الرغبة والطموح، وربما بعض النوايا الطيبة، وبعض النميمة. ولم يتم الاستشارة والاستعانة بالخبرات والأكاديميين الليبيين.

وضرب مثال على هذا بخليفة حفتر قائلاً: “لعل، وكمثال، هذا يقود إلى أنه مهما كانت درجة الاتفاق أو الاختلاف مع خليفة حفتر وطنيا وسياسيا، وبحساب سياسي مجرد، بعيد عن الدوغمائية وصراخ الغوغاء والدهماء الشبيه بحماس جماهير الكرة المتعصبين، أو خطباء المنابر التلفزيونية الملقنين اجترارا، فخليفة حفتر كقائد لفصيل سياسي مسلح، يقوم بكل ما يعظم مكاسبه السياسية ويقوى تموضعه الميداني والتفاوضي، مقابل عشوائية مفرطة التنافر من جل مخالفيه، فالسياسة ليست فقط تصفيق المشجعين وتصفير المناوئين، ولا إرضاء الشهود، ولا مجاملة المكياج، بل هي جردة الحساب يوم النتيجة”.

واختتم المقال بأن الخلل ليس كله ليبي، وإن كانت أدواته ليبية متواطئة، عن علم أو عمد أو سذاجة أو جهل، والأربعة يجمعها الجشع والانتقام والغباء، والمحصلة هي تمدد المعاناة، لحين تعلم الدرس، إذا لم يؤجل المجتمع الدولي الانتخابات، وبتصفيق مدوي معتاد من الصنف الليبي المعروف. – وفق قوله.

————

ليبيا برس