الغرياني: التلاعب بمنصب رئيس المحكمة العليا “اختلال سيء” لا ينبغي للرئاسي والحكومة السكوت عنه

أعرب المفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق الصادق الغرياني، أمس الأربعاء، عن أسفه على وجود تلاعب في اختيار مرشحي المناصب السيادية، لاسيما في منصب رئيس المحكمة العليا الذي وصفه بـ”أخطر منصب في البلاد”.

وقال الغرياني، خلال لقائه عبر فضائية “التناصح”: “إن ما نراه الآن شيء مؤسف ومخجل في المناصب السيادية”، مضيفا: “عندما يريد الإنسان أن يُولي شخصا على عمل ما في مصنع أو شركة تجارية، يختار من يدير الأمر بعد التحري عنه عند القاصي والداني، لكي تطمئن نفسه أن هذا الشخص ليس لديه سوابق، فما بالك عندما يتم تعيين أحد على أُمة وعلى دين”.

وتابع: “نحن دولة مسلمة.. الدين فيها رأس الأمر، ومن لم يقم الدين ولا ينصره فهو منتهك لحرمات الله، ومن عنده سوابق في سفك الدماء وما زال لحد الآن يتحدى ويصطف مع الظالمين، فكيف يمكن تمكينه من دماء المسلمين وأعراضهم وأنت تعلم أنه متوغل في الدماء والفساد والسرقة”.

كما شدد، على أن هذا لا ينبغي أن يكون وعلى المسؤولين مراجعة أنفسهم، مردفًا: “نحن رأينا هذا الأسبوع نوعًا من التلاعب لا يصدقه الإنسان، بغض النظر عن الأشخاص”.

وأوضح المفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، أن التلاعب في الإجراءات وصل إلى القضاء نفسه، وهيئة التسجيل التي خرجت في الأيام الأخيرة من المدعي العسكري السابق، وهو كان مرشحًا حسب اتفاق بعثة الأمم المتحدة، لافتا إلى أنه من المفترض ترشيح سبعة أشخاص وإحالة ملفاتهم إلى مجلس النواب ولكن لم يحدث، متهمًا رئيس المحكمة العليا بـ”التدليس والغش”، حيث أرسل اسمان فقط لمجلس النواب، لهذا المنصب.

وشدد على أنه عندما يصل التلاعب إلى هذا الحد في أخطر منصب وهو منصب القضاء، فهي “مصيبة كبيرة ولا ينبغي السكوت عنها، ولا ينبغي لرئيس الحكومة ولا المجلس الرئاسي السكوت عنها”، وفق قوله.

واستطرد: “هذا اختلال في الوضع.. اختلال سيء جدًا، حيث هناك قوانين وإجراءات يجب العمل بها، بغض النظر عن الإفرازات التي تأتي فيما بعد، ولكن من أول يوم يحدث تلاعب وإخفاء أوراق وتعيين ودعم فلان وإقصاء فلان وفي منصب كنائب عام ومنصب قضائي، كيف يرتضي الناس بذلك”.

ورأى أنه يجب أن يكون هناك هيئة شجاعة تتحمل المسؤولية، من القضاة النزهاء الشرفاء سواء كانوا في الخدمة أو من المتقاعدين، لتقديم طعون قوية ضد هذه الإجراءات التي تم التلاعب بها.

وبّين أنه لا ينبغي السكوت لأن القضاء “أخر ثمرة في الطبق”، على حد تعبيره، داعيًا الناس للتخلص من السلبية بقوله: “كفاكم سلبية، فالسلبية ستقودكم إلى المشانق.. ستقودكم إلى خارج بلادكم.. واحد يخدم في مالطا.. وواحد يخدم في تركيا.. وواحد يخدم في فرنسا وإيطاليا، وهكذا فلا يتبقى سوى الظلمة والمفسدون في البلد وكل الناس الشرفاء سيضطرون إلى الهجرة ويتابعون أسركم وأولادكم إذا أنتم صمتوا عن الظلم الموجود الآن”.

————

ليبيا برس