كوبيش لمجلس الأمن: أي حل سياسي سيتعثر أمام وجود المرتزقة في ليبيا وعليكم الضغط لفرض خروجهم

كشفت مصادر مُطلعة تفاصيل تقرير الاجتماع غير الرسمي لمجلس الأمن الدولي، الذي عُقد بشأن الحالة في ليبيا بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام يان كوبيش ومنسق بعثة الدعم في ليبيا رايدون ريزدون.

وذكرت المصادر أن الاجتماع الذي عُقد من أجل مناقشة الحالة الليبية في بعدها الأمني تطرق للوقوف على آخر التطورات التي حدثت في ليبيا خاصة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، ونزع سلاح المجموعات المسلحة وتسريحهم وإعادة إدماجهم، وإصلاح القطاع الأمني.

وبيّنت أن الاجتماع جاء نتيجة جهود كبيرة قامت بها مجموعة الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن التي تعرف باسم “A3” مع دولة فينسنت وغرنادين- باعتبارها تترأس لجنة الجزاءات على ليبيا.

وأوضحت أن هذا الجهد كان محركه الأساسي الأحداث التي شهدتها تشاد ومشاغل دول الساحل من استمرار فوضى السلاح والمليشيات وما تشكله القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة في ليبيا من حالة عدم استقرار فيها، مُبينة مشاركة تشاد في الاجتماع، وقد مثلتها المندوبة عمو عزيزة بارود بعدما تقدمت بطلب رسمي.

ونقلت المصادر كلمة كوبيش في بداية إحاطته، حيث قال: “نشكر مجلس الأمن ومجموعة A3+1، على عقد هذا الاجتماع المهم وإن لم يكن رسميًا باعتبار أن الوضع في ليبيا أصبح بشكل فعلي يمس الأمن والسلم الدوليين”.

وحسب المصادر، أشاد كوبيش بعمل اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” واعتبر أن اتفاق وقف إطلاق “مهم” ولكنه هش يحتاج إلى دعم كبير ليصبح وقف إطلاق نار مُستدام، مُستدركًا: “لجعل هذا الوقف مستدام يجب أن يتم تطبيقه بشكل كامل ومتوازي، كما نص على ذلك قراري مجلس الأمن الأخيرين، رقم 2570 و 2571.

وأردفت المصادر: “تطرق كوبيش إلى الفقرة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي تنص على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، حيث أكد أنه لم ينفذ بعد وذلك لعدة عراقيل داخلية وخارجية، كما طالب مجلس الأمن ممارسة المزيد من الضغط لفرض خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير القاضي بضرورة خروجهم فورًا من ليبيا، مؤكدًا أن أي حل سياسي سيتعثر أمام وجود هذه القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا”.

وذكر كوبيش أن وجود المرتزقة والقوات الأجنبية وفوضى المجموعات المسلحة في ليبيا أصبحت عناصر تهدد المنطقة بشكل عام ودول الجوار الليبي بشكل خاص، وأنه باستمرار هذا الوضع قد تنتقل الفوضى إلى دول الجوار، مؤكدًا أن ما حدث في تشاد مؤخرًا لم يتم بعيدا عن الأوضاع الأمنية في ليبيا، كما عبر عن مشاطرته دول الجوار ودوّل الساحل مشاغلهم من الأوضاع الأمنية في ليبيا. – وفق المصادر.

واستفاض كوبيش أن أعداد المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية في ليبيا وصلت إلى عشرات الآلاف، وأن هذه الأعداد ستؤدي إلى فوضى كبرى تصل لدول الجوار خاصة، وأن أغلبها خارج سيطرة القوات المحلية، مؤكدًا على أهمية هذا الحوار التفاعلي لأنه يمنح مقاربة جديدة للأزمة في ليبيا وتعطي الملف الأمني أولوية لم تكن حاضرة من قبل.

وأكد كوبيش في كلمته، استعداد البعثة للمساهمة في التخطيط لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح القطاع الأمني لما لهذا الملف من أهمية بالغة لاستقرار ليبيا، خاصة أن هناك تطورات سياسية تجري في البلاد واقتراب موعد الانتخابات العامة، مُعربًا عن استعداد البعثة للتعاون مع المنظمات الإقليمية في هذا الملف.
__________________
ليبيا برس