باحثة أمريكية: الخضر يطرحون شخصيات تحظى بقبول لرئاسة ليبيا مثل سيف الإسلام معمر القذافي
- حفتر يحاول نسف جهود السلام.. وطموحاته السياسية محرك رئيسي للصراع في ليبيا
- اضطهاد وقمع منتقدي حفتر في المنطقة الشرقية لا يبشر بانتخابات حرة ونزيهة في ليبيا
- الدبيبة يتصرف وكأنه سيظل في منصبه حتى العام المقبل بدليل الميزانية التي تقارب 100 مليار
أكدت الباحثة الأمريكية المختصة بشؤون ليبيا، ماري فيتزجيرالد، إن مؤيدي النظام السابق لديهم ثقة كبيرة بأنه سيكون لديهم دور رئيسي كبير في الانتخابات المرتقبة في ديسمبر المقبل، وأنه في المقابل يسعى خليفة حفتر لنسف كل جهود السلام.
وأشارت الباحثة في جامعة كينجز كولديج البريطانية، في مقال بمجلة ”وورلد بولتيكس ريفيو” إلى أن حكومة الوحدة المؤقتة لديها أمل في أن ليبيا الغنية بالنفط، يمكن أن تنتقل من سنوات الصراع الدموي على السلطة إلى وضع أكثر استقرارًا، في حكومة دخلت التاريخ بالفعل لضمها أول وزيرة للخارجية ووزيرة للعدل في البلاد، وسط مخاوف من أن التوترات العسكرية والسياسية والاقتصادية الكامنة، التي غذت الحرب الأهلية مستمرة ويمكن أن تعرقل عملية إعادة التوحيد الهشة.
وأوضحت أن مهمة رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، الأولى والأساسية هي توجيه البلاد، نحو الانتخابات الوطنية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر، فضلاً عن معالجة أزمة الكهرباء التي طال أمدها وانتشار كورونا، لافتة إلى أن حكومته بدأت فترة ولايتها بخطوات متزعزعة خاصة، بعد انتشار مزاعم شرائه للأصوات في منتدى الحوار السياسي الليبي.
ووصفت فيتزجيرالد استكمال العملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة بالمتباطئ، مع وجود حالة من انعدام الثقة العميقة بين الفصائل الليبية المدعومة من قبل مستفيدين أجانب، وهو الأمر الذي يعطل أيضا توحيد القوات العسكرية في البلاد.
وأكدت أن خليفة حفتر يحاول نسف جهود السلام، مشيرة إلى أن طموحاته السياسية محركا رئيسيا للصراع في ليبيا، ولفتت إلى أن موقف حفتر الغامض تجاه الحكومة الجديدة في طرابلس يعتبر مصدر قلق نظرًا لسجله الطويل من تقويض الجهود الرامية لصياغة حل سياسي للأزمة الليبية.
وأشارت إلى محاولات حفتر المغرورة للاستيلاء على طرابلس قبل عامين، أسفرت عن مقتل وتشريد الآلاف من الأشخاص والعديد من المدنيين، ما تسبب في تعقيد الصراع المتشابك بالفعل من خلال جذبه أطراف جدد من الخارج، وإدخاله مرتزقة فاغنر الروس إلى البلاد، وتدخل تركيا عسكريا لدعم حكومة الوفاق الوطني المنتهية ولايتها.
وأوضحت الباحثة أن الإطار الدستوري لانتخابات ديسمبر ينبغي أن يكون ساري المفعول، بحلول شهر يوليو المقبل، لكن الأمر يتوقف على أن يتغلب الليبيون على خلافاتهم حول كيفية تنفيذ تلك الانتخابات بحلول ذلك الوقت، حيث يريد البعض إجراء انتخابات رئاسية ستكون الأولى في تاريخ ليبيا الحديث، بينما يخشى آخرون أن مثل هذا النظام يمكن أن يعيد البلاد إلى الاستبداد.
ولفتت إلى أنه من المتوقع أن يلعب من أسمتهم بـ”الخضر”، في إشارة إلى أنصار النظام السابق، دورًا كبيرا في أي انتخابات مقبلة، بعدما باتوا الآن أكثر ثقة مما كانوا عليه عقب وفاة العقيد معمر القذافي عام 2011، عن طريق طرح شخصيات تحظى بقبول مثل سيف الإسلام معمر القذافي.
وطرحت الباحثة تساؤلا حول إذا كانت الانتخابات المقبلة ستكون حرة ونزيهة، في ظل وضع أمني هش، وسكان مستقطبون بشدة بسبب سنوات الحرب والجو القمعي في شرق ليبيا، حيث يتعرض منتقدو حفتر للاضطهاد بشكل متكرر أو حتى الاغتيال، كما لفتت إلى أن هناك مخاوف من أن التعامل مع الانتخابات على أنها دواء لكل داء في بلد لا يعرف منذ عام 2011 إلا سياسة الخسارة الصفرية، ليست مجرد مخاطرة بل يمكن أن تؤدي لتزايد التصعيد العسكري.
وقالت فيتزجيرالد إن تجربة ليبيا في الديمقراطية لا تزال حديثة نسبيًا، حيث صوت الليبيون ثلاث مرات فقط في العقد الماضي، وسيكون الدعم الدولي لضمان إجراء الانتخابات بسلاسة، أمرًا بالغ الأهمية.
وحذرت الباحثة من أن الدبيبة لا يتصرف كأنه رئيس حكومة مؤقتة بتكليف 9 أشهر، بل يتصرف وكأنه شخص يتوقع أن يظل في المنصب العام المقبل، وهو ما يظهر في طلبه الحصول على ميزانية تقارب من الـ100 مليار دينار، وهي الأكبر في ليبيا منذ النظام السابق، علاوة على توقيعه اتفاقيات استثمارية مع وفد تركي تضمنت مشاريع في البنية التحتية.
واختتمت بقولها “بعد ما يقرب من عقد من الصراع، أصبحت الرغبة في مسار أكثر تفاؤلاً أمرًا مفهومًا، لكن لا تزال هناك تحديات كبيرة، والتحذير من الانقسامات المتعددة في ليبيا على أمل أن تتمكن الانتخابات الجديدة من حل الكثير مما تعانيه البلاد من خطر العودة إلى العنف والمزيد من التشرذم، لذلك هناك حاجة إلى اتباع نهج أكثر شمولية، وهو النهج الذي يعترف أيضًا بطبقات الظلم المتراكمة بعد سنوات من الحرب، سيساعد في منع تفكك آخر”.
———
ليبيا برس