في اليوم العالمي لحرية الصحافة وبغياب الصحفيين الليبيين.. الدبيبة يُذكّر بمقتل مصور الجزيرة القطرية في 2011

بغياب الصحفيين الليبيين وحضور قناة “الجزيرة” القطرية أحيت حكومة الوحدة المؤقتة اليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث حرص رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة على التذكير بمقتل مصور قناة الجزيرة، علي حسن الجابر أثناء أحداث فبراير، قائلاً: “أحد أهم مبادئ ثورة فبراير هي المناداة بقيم الحرية والعدالة الشفافية والنزاهة والمواطنة”.

وأكد الدبيبة في كلمة له خلال الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقيم في العاصمة طرابلس، أن حرية الصحافة هي جزء من هذه القيم والمطالبات، ولكنها للأسف ظلت منقوصة وغير مكتملة، على حد قوله، مشيرًا إلى أن ذلك أدى إلى تأخر الإعلام في أداء دوره خلال مرحلة التحول الديمقراطي.

وأوضح أن الإعلاميين والصحفيين في ليبيا لم يتمكنوا خلال السنوات العشر الماضية، من تأسيس نقابات مهنية راسخة وقوية وموحدة ومتجاوزة للانقسام السياسي، لافتا إلى أن الحكومات السابقة المتعاقبة لم تتمكن أيضا من تنظيم مؤسسات الإعلام والصحافة في ليبيا أو تأمين الصحفيين واتخاذ ما يلزم من إجراءات تطور من الصحافة في البلاد.

وذكر في هذا الصدد، أنه لحساسية المرحلة الذي تمر به ليبيا، تجد حكومة الوحدة الوطنية نفسها ملزمة باتخاذ حزمة من الإجراءات الإصلاحية التي تؤدي إلى تطوير الإعلام الرسمي والتناغم مع المتطلبات، بتوسيع هامش الحريات وتأمين الصحفيين وأصحاب الرأي في ليبيا.

وأضاف: “اليوم قمنا باعتماد ونشر منشور توجيهي وملزم لكافة المسؤولين بالدولة الليبية”، موضحًا أن هذا المنشور يضمن للجميع حماية الصحفيين ودعم جهود كل العاملين في حقل الصحافة والإعلام، من أجل مشاركة حكومة الوحدة المؤقتة في إصلاح هذا القطاع.

وأعرب عن استعداد الحكومة، لإصدار أي قرارات أو قوانين حكومية تنظم كافة القضايا المتعلقة بضمان حرية الصحافة وتنظيم الإعلام الرسمي والخاص، منوها إلى أنه في ظل قصور بعض اللوائح والتشريعات عن تلبية مطالب الصحفيين والإعلاميين، وكذلك عدم استقرار التشريع في ليبيا، فإن إجراء الحكومة سيكون أكثر فاعلية لصالح دعم الإصلاحات التي تتطلع لمشاركتها مع قطاع الصحافة والإعلام.

وتابع: ” كل الصحفيين والإعلاميين هم جزء أساسي من المجتمع الليبي، وأنه عندما نقول أن حكومة الوحدة الوطنية جاءت لخدمة كل الليبية، فهذا يعني أن برامجها تصمم لصالح كل فئات المجتمع وتعمل على أن تكون هناك تطوير كبير للكادر الوظيفي والموظفين العاملين بمؤسسة الدولة الإعلامية من خلال إعادة هيكلة الكادر الوظيفي ودمجه ضمن القطاعي الخاص والعام”.

وأعرب الدبيبة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لكافة الصحفيين والإعلاميين في ليبيا، عن استعداد حكومة الوحدة المؤقتة لتقديم كافة التسهيلات من أجل تحقيق اجتماعاتهم لصياغة “ميثاق شرف” المهنة وتشكيل نقابات مهنية قوية وفاعلة، مردفا: “وأنا أعني ما أقول”.

وأعلن أنه تقديرًا من الدولة لأهمية الصحافة والصحفيين في مرحلة التحول الديمقراطي الذي ستشهده ليبيا اليوم وغدا، فإن حكومة الوحدة المؤقتة، اعتمدت “الجائزة الدولية التقديرية للصحافة”، التي ستكون أفضل تعبير عن التزام الحكومة وكل الحكومات القادمة، بأن يكون هناك اهتمام بالصحافة وحريتها الملتزمة، وفق الضوابط التي يحدد مجتمع الصحافة والإعلام المنظم.

كما أعلن توجيهه لحكومة الوحدة المؤقتة اليوم، بإنشاء “مؤسسة وطنية عليا مستقلة” تعني بحماية حرية الصحافة وتنظم منح تصاريح لإقامة المشاريع الإعلامية، ومتابعة المواد المنشورة بوسائل الإعلام، بما يضمن عدم تفشي خطاب الكراهية أو التحريض ضد استقرار ليبيا أو عرقلة التحول الديمقراطي الذي تشهده.

وشدد على أن وجود هذه الهيئة، هو ضمان لجودة المحتوى المنشور على كافة وسائل الإعلام العام قبل الخاص، ولسلامة العملية السياسية السلمية والوئام المجتمعي من محاولات التحريض والتخريب واستخدام الإعلام الغير منضبط.

كما شدد على أن حكومة الوحدة المؤقتة تسعى إلى أن يدار الإعلام في ليبيا الوطني أو العمومي على أساس توسيع مشاركة وملكية المجتمع المدني والنقابات المهنية في إدارة هذه المؤسسة الإعلامية.

وفي الختام قدم الدبيبة شكره العميق لكل العاملين بالصحافة والإعلام ممن ضحوا بحياتهم من أجل تغطية معاناته الأساسية أو من أجل تغطية الحروب ونقل الحقيقة إلى الرأي العام.