العفو الدولية: تصريحات المنقوش بالعفو عن قادة الميليشيات مُقلقة.. واسترضاء الحكومات للعناصر المسلحة خطأ لا ينبغي تكراره

طالبت منظمة العفو الدولية، حكومة الوحدة المؤقتة، بضرورة ‏إعطاء أولوية لحقوق الإنسان، ومعالجة أزمات الإفلات من العقاب ‏في ليبيا.

وأوضحت المنظمة في تقرير عبر موقعها الرسمي أنه يتعين ‏على حكومة الوحدة المؤقتة التي تم تشكيلها مؤخرًا، معالجة أزمة ‏حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد، وكسر حلقة الإفلات من ‏العقاب، وإعادة إرساء سيادة القانون.‏

وأشارت المنظمة إلى أنها وجهت رسالة إلى حكومة الوحدة ‏المؤقتة، بأنه وسط التحديات الهائلة التي تواجهها لتوحيد ‏مؤسسات البلد المنقسم بشدة ومزقته الصراعات، ينبغي أن يتم ‏تسليط الضوء على المجالات الرئيسية التي يجب على الحكومة ‏الجديدة معالجتها بشكل عاجل، وتشمل تلك الأولويات ‏كبح جماح الميليشيات والجماعات المسلحة المسؤولة عن ‏عمليات الاختطاف والاحتجاز التعسفي والتعذيب والاختفاء ‏القسري والتهجير القسري والنهب والجرائم الأخرى.‏

وفي السياق، أكدت ديانا الطحاوي، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال ‏أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، أنه على مدى 10 سنوات، منذ ‏انتهاء حكم العقيد معمر القذافي في عام 2011، ‏ظل النزاع المسلح وانعدام القانون يطاردان المدنيين في ليبيا، ‏وقلبت حياة الناس اليومية رأسًا على عقب بسبب الميليشيات ‏والجماعات المسلحة المتناحرة الذين ارتكبوا جرائم حرب ‏وانتهاكات لحقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب، مشيرة إلى ‏مجيء حكومة الوحدة المؤقتة يمنح فرصة حيوية لإعادة ضبط ‏الأجندة السياسية ووضع حقوق الإنسان في صميمها، من أجل ‏البدء في معالجة بلد يعاني من عقد من إراقة الدماء والفوضى ‏وانتهاكات الحقوق.‏

وأوضحت أن الحكومة الجديد تكافح من أجل بسط سيطرتها ‏الكاملة على البلاد، التي حكمت لسنوات عديدة من قبل جماعات ‏وميليشيات مسلحة غير خاضعة للمساءلة، والتي يواصل فيها ‏المقاتلون الأجانب المدعومون من تركيا وروسيا العمل، وأشارت إلى أن قوات حفتر، قالت في بيان صدر في 27 أبريل ‏إنها ليست ملزمة بالرد أو التعامل مع حكومة الوحدة المؤقتة، بعد ‏إلغاء رحلة مخططة من قبل رئيس وزراء حكومة الوحدة المؤقتة، ‏عبد الحميد الدبيبة إلى بنغازي.‏

كما أشارت المنظمة إلى تصريحات وزيرة الخارجية، نجلاء ‏المنقوش أمام البرلمانيين الإيطاليين يوم 23 أبريل، بأن الحكومة ‏الجديدة تناقش العفو عن قادة الميليشيات والجماعات المسلحة، ‏تعتبر تصريحات مقلقة، لأن الحكومات المتعاقبة تسعى إلى ‏استرضاء الميليشيات القوية والمتمردة، وتأمين ولائها من خلال ‏إغراقها بالثناء والمناصب الرفيعة المستوى والشرعية، موضحة أن ‏هذا خطأ لا ينبغي تكراره.‏

وقالت الطحاوي: “قرارات العفو عن جرائم الحرب والجرائم ‏الأخرى بموجب القانون الدولي لن تؤدي، إلا إلى زيادة جرأة هذه ‏الجهات الفاعلة وإحكام قبضتها الخانقة على البلاد وتتعارض مع ‏القانون الدولي، وأي محاولة لدمج أعضاء الميليشيات أو ‏الجماعات المسلحة يجب أن تنطوي على فحص فردي صارم ‏وشامل، ويجب إبعاد أولئك المشتبه بشكل معقول بارتكاب جرائم ‏حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من مناصب السلطة أو ‏المسؤولية، وإخضاعهم للتحقيقات الجنائية والملاحقات ‏القضائية”.‏

كما دعت منظمة العفو الدولية في رسالتها حكومة الوحدة المؤقتة، ‏المكلفة بتمهيد الطريق للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر ‏إجراؤها في 24 ديسمبر 2021، لضمان عدم التمييز والمساواة في ‏الحقوق في المشاركة في الحياة السياسية والعامة لجميع الليبيين، ‏ودعمها الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي.‏

وأوضحت الطحاوي “يجب أن تضمن حكومة الوحدة المؤقتة أن ‏الجماعات التي عانت منذ فترة طويلة من التهميش والتمييز ‏الراسخ، بما في ذلك النساء والأقليات العرقية والنازحين داخليًا، ‏يمكن أن تشارك بشكل هادف في الحياة السياسية والعامة وأن ‏تكون محمية من العنف والإكراه والترهيب من قبل الجماعات ‏المسلحة والميليشيات”.‏

ودعت العفو الدولية إلى تبني حكومة الدبيبة، أجندة حقوق ‏الإنسان المكونة من 9 نقاط رئيسية:‏
‏1- كبح جماح الميليشيات والجماعات المسلحة ومكافحة الإفلات ‏من العقاب.‏
‏2- التعاون مع آليات الأمم المتحدة مثل بعثة تقصي الحقائق ‏المنشأة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان.‏
‏3- وضع حد للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب ‏والمحاكمات الجائرة.‏
‏4- احترام وحماية الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع ‏السلمي.‏
‏5- حماية حقوق المهاجرين واللاجئين.‏
‏6- اتخاذ تدابير لتسهيل عودة النازحين داخليا.‏
‏7- محاربة جميع أشكال العنف الجنسي وغيره من أشكال العنف ‏والتمييز القائم على النوع الاجتماعي.‏
‏8- اتخاذ تدابير لضمان المساواة في الحصول على الرعاية الصحية ‏الكافية.‏
‏9- اتخاذ خطوات نحو إلغاء عقوبة الإعدام

وأنهت المنظمة تقريرها بقولها إن المجتمع الدولي يلعب دورًا ‏رئيسيًا من خلال احترام وإنفاذ حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم ‏المتحدة، وضمان انسحاب جميع المقاتلين الأجانب من ليبيا ‏ودعم الجهود الرامية إلى إرساء المساءلة، بما في ذلك من خلال ‏المحكمة الجنائية الدولية وبعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم ‏المتحدة، مشيرة إلى أنها لم تتلق أي رد من الحكومة الليبية على ‏تلك الرسالة حتى وقت نشر التقرير.‏

‏—— ‏
ليبيا برس

الميليشياتمنظمة العفو الدوليةنجلاء المنقوش