الكوني: ليبيا ذاهبة لانتخابات نهاية العام وعدم الاهتمام قد ينتج خيارات تؤدي لانهيارها لسنوات طويلة قادمة

أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني، أن ليبيا ذاهبة إلى انتخابات في نهاية العام، مُعتبرًا أن هذا هو الهدف الأسمى الذي يجب توجيه الأنظار إليه لأنه يؤسس لدولة مستقرة لفترة طويلة ونظام حكم دائم.

وشدد الكوني، خلال مؤتمر صحفي، على ضرورة إعداد العدة لحسن اختيار من يحكم ليبيا في السنوات المقبلة، مؤكدًا أن عدم الاهتمام من الآن بالانتخابات قد ينتج خيارات تؤدي لانهيار الدولة لسنوات طويلة قادمة.

وطالب “كل من يرى في نفسه القدرة على قيادة ليبيا بإعداد العدة من الآن للانتخابات، بدلا من انتقاد الحكومة الذي لن يوصل الليبيين لشيء”، متمنيا من الليبيين عدم تكرار أخطاء الماضي.

وقال إن ليبيا منفتحة الآن على المجتمع الدولي والإقليمي، ما تطلب لقاء العديد من رؤساء الدول المعنية بالشأن الليبي للمساعدة في توحيد المؤسسات وتنظيم الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، مؤكدًا أن هذا هو التحدي الأكبر لليبيين جميعا خاصة الحكومة، في ظل الوقت القصير جدا.

وأعرب عن قلقه من دعوات تغيير رئيس المفوضية العليا للانتخابات خشية أن يؤثر ذلك على الانتخابات، متمنيًا أن تستكمل المفوضية الحالية مهمة إنجاز الانتخابات حتى لو تم تغييرها، على أن تتسلم القيادة الجديدة عملها نهاية العام حتى لا يحدث خلل أو تأخير في الانتخابات.

ونوه نائب رئيس المجلس الرئاسي، بأن الحكومة لم تنه إجراءات الاستلام بالكامل، وأن بعض الوزارات ليس لديها مقرات حتى الآن وليس لديها ميزانية، ومن ثم لا تستطيع تنفيذ شيء، مطالبا البرلمان بالإسراع في اعتماد الميزانية، وكذلك لجنة الـ75 باستكمال القاعدة الدستورية التي تم التوافق عليها من قبل اللجنة القانونية.

وقال إن السلطة الجديدة المشكلة من قبل ملتقى الحوار حاولت خلال 3 أشهر إنجاز بعض المهام على رأسها توحيد المؤسسات وإنشاء المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، ومن ثم تم عقد العديد من اللقاءات مع عدد من الشخصيات في مختلف المناطق الليبية.

وأوضح أن اللقاءات شملت قيادات عسكرية في المنطقتين الشرقية والغربية، للتشاور حول بدء توحيد المؤسسة العسكرية، مؤكدًا أن توحيد المؤسسة العسكرية هو أحد التحديات الكبرى لليبيا حيث أن الطرفين الذين تحاربا خلال الفترة الماضية لا تزال أصابعهما على الزناد وهناك أزمة ثقة كبيرة.

وأشار إلى أنه تحقق بعض النجاح من خلال لجنة “5+5″، خاصة بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، لاسيما ما يتعلق بفتح الطريق الذي مازال موقوفا، وكذلك إخراج المرتزقة، وتبادل بعض الموقوفين لدى الطرفين، معربًا عن أمله في إنجاز المزيد بالخصوص في الفترة القادمة.

وأكد أن الصراع السياسي بين الشرق والغرب هو سبب تكثيف العمل بهاتين المنطقتين، الأمر الذي يدفع ثمنه الجنوب الليبي، والذي يعاني من سوء الأوضاع أمنيا ومعيشيا، خاصة فزان التي هي ليست طرفا في الصراع ولكنها ضحية له.

وطالب الليبيين بالمساعدة على تجاوز الصراع السياسي الذي هو سبب الأزمات الأمنية والاقتصادية، وذلك من خلال وقف خطاب الكراهية المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الليبيين ليس أمامهم إلا التعايش من أجل ليبيا واحدة، ومشددًا أن عشر سنوات من الحروب لم تنتج إلا هزيمة كاملة لجميع الليبيين وتفكك لمؤسسات الدولة.

وبشأن مشكلة الحدود الليبية التشادية خاصة بعد مقتل الرئيس ديبي، طالب الكوني، الليبيين بالتوحد من أجل حماية الحدود التي ستكون مهددة سواء انتصر المتمردون التشاديون وتمكنوا من الوصول للحكم أم انهزموا، خاصة بعد تلقيهم تدريبات وتحصلهم على أسلحة وعتاد خلال عملهم كمرتزقة في ليبيا لفترة طويلة مع مختلف أطراف الصراع.

—————

ليبيا برس