تقرير إيطالي: ليبيا “بوابة إفريقيا” نحو المناطق الأكثر استراتيجية في المنطقة ولابد من توطيد العلاقات معها بقيادة دراجي

سلط تقرير إيطالي الضوء على أهمية العلاقات الليبية الإيطالية على مدى السنوات الـ110 الماضية، مُشيرًا إلى أن “ليبيا مثلت حجر عثرة مهم لأي عصر سياسي إيطالي”.

وأكد موقع “InsideOver” الإيطالي في تقريره، أن إيطاليا ترى اليوم في ليبيا إمكانية للعودة لوضع مؤثر ومهم في السياسة الخارجية، ولإعطاء المعنى والحياة، حتى مع آلاف الصعوبات، لمفهوم الدور الإيطالي في البحر الأبيض المتوسط.

وأشار التقرير، إلى حقبة رئيس الوزراء، جيوفاني جوليتي، الذي أعطى اهتماماً خاصاً للتغلغل الاستعماري في ليبيا، وقد حددتها الفاشية على أنها “الشاطئ الرابع”، وبعد الحرب كان الشد والجذب مع العقيد الراحل معمر القذافي ثابتًا لجميع حكومات الجمهورية الأولى والثانية.

وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء الجديد، ماريو دراجي، لم تكن صدفة إلى طرابلس، حيث التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، الذي تتمثل مهمته في قيادة ليبيا إلى انتخابات جديدة بحلول 25 ديسمبر المقبل، وأراد بذلك أن يراهن كثيراً على الملف الليبي.

ولفت التقرير، أن رهان ماريو دراجي على الملف الليبي يرجع لسببين، عملي وسياسي، فالحالة الأولى يجب على الحاكم السابق أن يعالج بشكل عاجل القضية المرتبطة بالهجرة، والتي أدت الزيادة الكبيرة في عمليات الإنزال في الأيام الأخيرة إلى زيادة القلق لدى الشرطة، والسبب السياسي، يتعلق بضرورة عودة إيطاليا إلى كونها بطل الرواية في ليبيا.

وذكر أن حكومة جوزيبي كونتي ركزت على تساوي المسافة بين المسؤول التنفيذي السابق لحكومة الوفاق المنتهيه ولايتها، وقوات خليفة حفتر، مشيرًا إلى أن هذا غالبا ما أدى إلى عدم ثبات معين في متابعة الملف وفي حالة جمود دوري حقيقي، مع المذكرة الموقعة في نوفمبر 2019م بين أنقرة وطرابلس، بدأت تركيا في تآكل أسبقية الموقف الإيطالي من خلال أن تصبح الشريك العسكري الرئيسي لليبيا.

وتابع: “من الضروري أن تلحق روما بالركب، ومع ذلك، هناك مجهول في ليبيا خطير للغاية، حيث تنشأ مشاكل عديدة في تعيين الرؤساء الوحديين للأجهزة السرية، وكذلك في الموافقة على الميزانية، إضافة إلى التوترات الكامنة التي لم يتم التغلب عليها، ثانيًا لا تزال المليشيات، خاصة في غرب ليبيا، تسيطر بشكل كامل على المنطقة، وهذا يعني استحالة لوقف رحيل المهاجرين إلى إيطاليا في الوقت الحالي”.

واستطرد، “أن عودة إيطاليا بقيادة ماريو دراجي إلى ليبيا مهمة لأسباب لا ترتبط ارتباطا وثيقا بالدولة الواقعة في شمال إفريقيا، فمن الناحية السياسية، إن دخول طرابلس يعني العودة إلى التخطيط لسياسة متوسطة المدى في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، وهما منطقتان حيويتان من الناحية الاستراتيجية، لذلك فإن رهان رئيس الوزراء له خلفية تتجاوز مشكلة الهجرة والملف الليبي نفسه”.

ونبه التقرير، أنه “لم يعد لدى روما جدول أعمال متوسطي لبعض الوقت، وهو ظرف خطير للغاية بالنظر إلى الموقع الجغرافي والتاريخ لها، وبهذا المعنى، قد تمثل ليبيا “رأس جسر” نحو منطقة الساحل، فالمصالح الإيطالية عالية، كما يتضح من الوجود الإيطالي في النيجر ومالي في مهمتين عسكريتين دوليتين مختلفتين”، لافتًا إلى أن إفريقيا مهمة من حيث مكافحة الهجرة والإرهاب، علاوة على ذلك، فإن ليبيا بالتحديد هي “بوابة إفريقيا” الحقيقية، القادرة على إبراز الدول الموجودة نحو المناطق الأكثر استراتيجية في القارة من وجهة نظر اقتصادية”.

واختتم أن “المساهمة في تهدئة ليبيا مهمة أيضا للثقل الإيطالي في سياق البحر الأبيض المتوسط بأكمله، فمصالح إيني معرضة للخطر هناك، خاصة في الجزء الشرقي، يمكن أن تنشأ صراعات مهمة مع تركيا التي على استعداد لاعتبار نفسها قوة ناشئة في المنطقة”، لافتاً إلى أنه “ليس من قبيل المصادفة أن يحدث تراشق ألفاظ بين ماريو دراجي ورجب طيب أردوغان، فالأول وصف الرئيس التركي بـ “الديكتاتور”، ورد عليه الثاني بأنه فظ، وهذا يشير إلى وجود خط دقيق من الاختلاف بين البلدين في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهذا هو السبب في أن مباراة ليبيا الصعبة لإيطاليا تخفي أهدافًا أخرى، على الرغم من صعوبة تحقيقها”.