صحيفة أمريكية: تعيين نورلاند لن يحقق ‏إنجازًا دبلوماسيًا كمبعوث خاص إلى ليبيا

أكد تقرير صحفي أمريكي أن تعيين الرئيس الأمريكي، جو بايدن لأكثر من مبعوث خاص في الفترة الأخيرة، وآخرهم ريتشارد ‏نورلاند إلى ليبيا، لن يفيد كثيرا ولن يحقق إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا على ‏الأرض.‏

ونشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية تقريرًا مطولاً حول جدوى تعيين ‏بايدن أكثر من مبعوث خاص حول العالم، مشيرة إلى أنهم ‏من المفترض أن يساعدوا البيت الأبيض على تركيز الضوء على ‏المشاكل الكبيرة حول العالم، إلا أن التجربة أثبتت أنهم لا ‏ينجزون الكثير دائمًا.‏

ولفتت إلى أن بايدن عين خلال الشهر الماضي ما يصل إلى 3 ‏مبعوثين خاصين، بالإضافة إلى الكثيرين منهم منذ توليه البيت ‏الأبيض كان آخرهم ريتشارد نورلاند، مبعوثا خاصا إلى ليبيا، والسفير ‏المتقاعد جيف فيلتمان مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي، موضحة أن ‏المبعوثين الخاصين يحتلون مكانة فريدة في بيروقراطية ‏الدبلوماسية، الأمريكية، حتى أنه يشار إليهم كثيرا باسم “القياصرة”.

وتابع: “يتم تعيينهم على أساس مخصص لمعالجة القضايا التي تتجاوز ‏إدارة واحدة في مجلس الوزراء أو تتجاوز مسؤوليات الوزارات ‏الحالية، وعلى عكس المسؤولين في مجلس الأمن القومي، فإن ‏واجباتهم لا تشمل فقط تقديم المشورة للرئيس، ولكن أيضًا تمثيل ‏الولايات المتحدة في الخارج”.

وأشارت إلى أنه كقاعدة عامة، فإن هؤلاء المسؤولين، يتم تعيينهم ‏سياسيًا في كثير من الأحيان بدلاً من الدبلوماسيين المحترفين، ‏ويقدمون تقاريرهم مباشرة إلى الرئيس أو وزير الخارجية، لكن ‏الحقيقة أنهم جميعًا لم يكونوا قادرين على إنجاز المزيد في ‏الواقع، لأنهم غالبًا ما يخلقون طبقات من التعقيد التي تجعل من ‏إنجاز الأعمال الدبلوماسية أمرًا عسيرًا وصعبا، بخلاف الاعتماد على ‏الدبلوماسيين ذوي الخبرة في وزارة الخارجية الأمريكية.‏

وأوضحت أنه على الرغم من أن ذلك المنصب يوفر للرئيس ‏الأمريكي طريقة سهلة نسبيًا ليقول إنه يفعل شيئا حيال المشاكل ‏الخارجية المتكاثرة مثل الأزمة الليبية، لإخراج المشكلة من منصبه ‏ومسؤوليته، ولكن في حقيقة الأمر هو لا يقدم لمبعوثه الدعم ‏الكاف، ما يجعل المبعوث يجد نفسه يدير تحديات ‏شائكة بين المكاتب والإدارات الأمريكية بدلا من حل المشكلة ‏الأصلية التي هو مكلف لحلها.‏

وأكدت أنه في أحيان أخرى، وفقًا لدراسات متعددة، يقوم ‏المبعوثون الخاصون ببناء هياكل مزدوجة للتعامل مع القضايا ‏وإعداد التقارير عنها، ناقلة عن أحد الدبلوماسيين ذوي الخبرة، قوله: ‏‏”لقد أضافوا في كثير من الأحيان المزيد من التعقيدات لعملية ‏السياسة الخارجية، وساهموا في الصراعات الداخلية، من خلال ‏التنسيق الضعيف مع المكاتب والسفارات التي تتعامل مع الأجزاء ‏الأساسية للدبلوماسية، وغالبًا ما ينتهي الأمر بالعروض الخاصة، ‏بدلا من خلق صياغة نهج دولي متماسك”.‏

وتطرقت إلى أنه في بعض الأحيان يمكن إذا كان المبعوث الخاص ‏دبلوماسيا محترفًا أن يُحقق نجاحًا كبيرًا، كما حقق جورج ميتشل، ‏عند عمله كمبعوث خاص لأيرلندا الشمالية، وساهم في توقيع ‏اتفاقية الجمعة العظيمة، التي جلبت 23 عامًا من السلام إلى تلك ‏المنطقة المضطربة. ‏

كما لفتت إلى أن في المقابل يمكن أيضا تحقيق نجاحات دبلوماسية ‏كبرى من دون الحاجة إلى مبعوث، خاص، مثلما نجح مساعد وزير ‏الخارجية للشؤون الأوروبية، ريتشارد هولبروك، في توقيع اتفاقيات ‏دايتون، وقام ديفيد ويلش، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق ‏الأدنى، بتصميم الصفقة التي قدمت ليبيا بموجبها 1.8 مليار دولار ‏لتعويض ضحايا تفجير طائرة بان آم 103، المعروفة إعلاميا باسم ‏حادثة لوكيربي.‏

وأتمت بقولها إنه لا يوجد نقص في الدبلوماسيين العاملين حاليًا ‏القادرين على إدارة أصعب التحديات الدبلوماسية، ولفترة طويلة، ‏تم تهميشهم أو تجاوزهم لصالح المعينين السياسيين، في كثير من ‏الأحيان مقابل دعم حملة المرشح، وبدلاً من تعيين المزيد من ‏المبعوثين الخاصين، يمكن لقيادتنا السياسية إحداث تأثير أكبر على ‏المدى الطويل من خلال منح وكلاء وزارة الخارجية الحاليين ‏والأمناء المساعدين السلطة والسلطة والموارد البشرية اللازمة لأداء ‏وظائفهم، وسيؤدي القيام بذلك إلى السماح للدبلوماسيين بقضاء ‏وقت أقل في حروب البيروقراطية ومزيد من الوقت في العمل ‏الدبلوماسي الحقيقي.‏

‏——— ‏
ليبيا برس