أكد الكاتب والمخرج الليبي، خليفة أبو خريص، أن الوجود التركي في ليبيا، كان سببًا في ظهور الانقسامات الأولى داخل حكومة الوحدة المؤقتة، ويهدد بانقسامات أخرى في المستقبل، في إشارة إلى الانتقادات التي طالت وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش وتعرضها لحملة كراهية ضخمة بسبب مطالبتها بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد وعلى رأسهم القوات التركية.
وقال أبو خريص في مقال منشور بصحيفة “إنترناشيونال” الإيطالية إن الجدل حول تلك النقطة، تفاقم بصورة كبيرة، بعد زيارة المنقوش إلى إيطاليا، بعدما ردت على سؤال حول تركيا، بأنها تطالب الجميع بما في ذلك تركيا بالتعاون في إخراج جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
وألمح إلى أن الأزمة في ليبيا تكمن في أن كل عمل في ليبيا له رد فعل مضاد وأقوى، حيث فجر حملة انتقادات من قبل زملائها في السلطة مثل خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الاستشاري، بحجة أن حكومة الوحدة المؤقتة لا يمكنها أن تقرر إلغاء أو تعديل اتفاقية شرعية مثل تلك التي تم التوقيع عليها طرابلس وأنقرة، كما انطلقت الإهانات عبر الإنترنت أيضا من قبل الإخوان المسلمين وحزبها السياسي، حتى أن الهجمات على المنقوش جاءت من الخارج من أشخاص مقربين من الدوائر الإسلامية في تونس وغيرها.
ولفت إلى أن الطريف هو ما نشره صابر مشهور، أحد مستخدمي اليوتيوب المعروفين، وهو جزء من المعارضة الإسلامية المصرية النشطة في تركيا، أحد مقاطع الفيديو الخاصة به والتي تطرق فيها إلى نظرية مؤامرة مثيرة للجدل والسخرية ولا أساس لها من الصحة، حيث روى قصة أن المخابرات المركزية الأمريكية قد غسلت دماغ المنقوش لمدة تسع سنوات لإعدادها لتصبح وزيرة، بهدف وحيد هو إخراج تركيا من ليبيا.
وأشار إلى أن العديد من التصريحات والأحداث تشير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تقف وراء الاعتداءات على المنقوش، ومع ذلك، وفقًا لآخرين، فإن الدافع وراءهم هو الانزعاج من امرأة تحتل دور السلطة، مؤكدًا أنه بالنسبة لدولة لم تعرف حتى الآن سوى لعبة سياسية محصلتها صفر، فمن الطبيعي أن تفكر في المنقوش، أو أي سياسي آخر، على أساس من يدعم أو يعارض.
وأوضح أنه إذا بدا أن الوزيرة تقف إلى جانب حفتر فذلك فقط، لأنها تحدثت صراحة عن الجيش التركي، وعبرت عن نفسها بشكل عام عن وجود قوات ومرتزقة آخرين يقاتلون إلى جانب حفتر، من مجموعة فاغنر الروسية، والمرتزقة التشاديين والسودانيين، وهو موضوع حساس، لأن الجانبين يعتبران وجودهما ضمانة لتوازن القوى في الميدان.
وأكد أنه قبل عام واحد فقط، حاصرت قوات حفتر طرابلس وقصفتها كل يوم، وأنه فقط تركيا هي من عرضت دعمها لحكومة طرابلس، بينما وقفت جميع القوى الدولية والإقليمية مُنتظرة ظهور المُنتصر، وفي الوقت ذاته، تلقى حفتر دعمًا كبيرًا من الإمارات العربية المتحدة وروسيا ومصر وفرنسا، وحتى عندما هُزم، وأتيحت لحفتر فرصة للوقوف على قدميه مرة أخرى والحفاظ على دولة موازية، فضلاً عن السيطرة على مساحات شاسعة من ليبيا.
ولفت إلى أن تركيا تطالب اليوم بقطعة من الكعكة وتسعى بقوة لحماية مصالحها، حيث ولدت حكومة الوحدة المؤقتة من نفس الوصفة الكارثية القديمة، أي من اتفاق سياسي قائم على تقسيم البلاد بين ممثلين من ثلاث مناطق مختلفة في ليبيا، وفي الوقت الذي يبدو فيه أن حفتر يكتسب ميزة سياسية ويطالب العديد من حلفائه بأدوار مهمة داخل السلطات الجديدة، ويمكن توقع أن يقوم الجانب الآخر بهجوم مضاد من خلال القول بأن الخصوم السابقين لا يمتثلون للاتفاقيات.
وأتم بقوله إن كل هذا يقودنا إلى السؤال التالي، “ما هي الضمانات الحقيقية لضمان سير الانتخابات المقبلة كما هو مخطط لها؟”، و”لماذا نعتقد أن الفصائل المختلفة ستلتزم هذه المرة بالخطط؟”.
——-
ليبيا برس