محلل إسباني: القذافي حافظ بقبضة من حديد على وحدة ليبيا ‏مستغلاً التنافس بين الشرق والغرب بصورة إيجابية

أكد فالنتو بوبيسكو، المحلل السياسي الإسباني، أن اغتيال العقيد ‏معمر القذافي وانهيار نظامه السياسي، سحق ليبيا سياسيا وعسكريا، ‏حيث كان يحافظ ولو بقبضة من حديد على الوحدة الوطنية، ‏مستغلاً التنافس بين الشرق والغرب بصورة إيجابية.‏

وأوضح بوبيسكو في مقال نشرته صحيفة “أخبار نافارا” الإسبانية ‏أن ليبيا هي النسخة الأفريقية السياسية من “الرجل الغني ‏الفقير”، فرغم مشاكلها الكثيرة ومعظمها مزمن، ورغم الفوضى ‏السائدة، سيكون من الأصح القول إن الحرب الأهلية التي غرق فيها ‏البلد لأكثر من عقد من الزمان بسبب القتال من أجل ‏النفط، إلا أنها يمكنها تحقيق أرباح هائلة من ‏مبيعات النفط، والآن تأمل الأمم المتحدة في إصلاح كل هذا من ‏خلال إجراء انتخابات عامة في نهاية العام.‏

وتطرق أيضا إلى أصول الصراع الليبي بقوله إن لهذا الصراع إطارًا ‏اجتماعيًا وسياسيًا، وهو أن ليبيا في الواقع لم تكن أبدًا دولة واحدة، ‏بل ثلاث دول على الأقل، فلا عرقيًا ولا ثقافيًا أي شيء مشترك بين ‏الغرب، القريب من المغرب العربي، حيث تقع العاصمة طرابلس، ‏أو الثلث الشرقي وعاصمته بنغازي والمرتبط ارتباطا وثيقًا بمصر، ‏وعلى الرغم من ذلك حافظ القذافي الذي أطيح به بشكل دراماتيكي ‏وهو ذلك المواطن من وسط البلاد على الوحدة الوطنية الليبية ‏بقبضة من حديد واستغل التنافس بين الشرق والغرب.‏

وأشار إلى أنه مع اختفاء القذافي ونظامه، تم سحق ليبيا ‏سياسيًا وعسكريًا، حيث كانت المناطق التي تسيطر عليها طرابلس ‏وبنغازي في حدها الأدنى، حيث سادت الأعلام المحلية في بقية ‏البلاد، وبات الجميع يكرهون الجميع ويسود الإجماع على مسألتين ‏فقط: “فرض قانون القبضة على المناطق الخاضعة للسيطرة، ‏والحفاظ على استخراج وبيع المحروقات قيد التشغيل”، موضحًا ‏أن هذا كان عملاً رائعًا لأنه تم القيام به على نطاق واسع، حيث ‏كانت مبيعات النفط وإعادة البيع السري بدون رسوم ضريبية؛ ليتم الدفع لقيادات الميليشيات.‏

ولفت إلى أن الشخصية المهيمنة على الحرب الأهلية، تلك هو ‏خليفة حفتر، والذي كان يحارب مع المرتزقة الأفارقة والروس ليس ‏للدفاع عن مصالح بنغازي، بل ومصالحه الخاصة بصورة أكبر، ‏وساعدته في هذا حتى الآن مصر والإمارات وروسيا، وأحيانًا السعودية وفرنسا، وعلى الجانب الآخر تركيا، التي تتعاون مع ‏موسكو في سوريا، تنحاز إلى طرابلس.

وأوضح المحلل الإسباني أنه مثل الأطراف الليبية في الحرب الأهلية ‏الليبية، فإن لدى الجهات الأجنبية “أهدافًا استراتيجية” رسميًا، لكن في ‏الواقع، يريد كل شخص في هذا الصراع الفوضوي أن يأخذ نصيب ‏الأسد من تجارة النفط في المقام الأول، وفقط الأمم المتحدة تلعب ‏بدون أسلحة وبدون مصالح تجارية واضحة، ولكن السيئ أنها ‏تحاول منذ البداية حل الدراما الليبية عبر القنوات الانتخابية، في ‏أمة لا تعرف الديمقراطية إلا بالشائعات وأجرت ثلاثة انتخابات ‏فقط في عشر سنوات طويلة.‏

‏———
‏ليبيا برس