الرعيض إجراء الانتخابات سيساعد على الدخول إلى مرحلة إعادة ‏الإعمار

أكد عضو مجلس النواب، ورئيس غرفة التجارة ‏والصناعة، ‏محمد ‏الرعيض، أن الاقتصاد الليبي يشهد مرحلة من ‏التعافي النسبي والهش، خاصة وأن استئناف إنتاج وتصدير النفط ‏لعب دورًا أساسيًا في بداية مرحلة الانتعاش الاقتصادي.‏

وحذر الرعيض في مقابلة مع مجلة “الاقتصاد والأعمال” اللبنانية، من ‏أن الصدمات الكبرى، التي تعرض لها الاقتصاد الليبي، بسبب النزاع ‏المسلح وتعطل مرافق الإنتاج، وصولاً إلى جائحة فيروس كورونا ‏المستجد، أثرت سلبا على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، قائلاً: “هذا ما ‏يجعلنا بحاجة إلى إعادة نظر سريعة في الخيارات الاقتصادية ‏وتنويع مصادر الدخل وإشراك القطاع الخاص كشريك أساسي ‏لتسريع عجلة الاقتصاد”.‏

ولفت إلى أن تشكيل حكومة الوحدة المؤقتة والاتفاق السياسي ‏برعاية الأمم المتحدة، الذي سيؤدي لتوحيد المؤسسات، سيعمل ‏على أن يكون للقطاع الخاص دور طليعي في هذه المرحلة، خاصة ‏فيما يتعلق بتعزيز التنمية وتمكين المستثمرين المحليين من ‏المشاركة في تنفيذ المشاريع التنموية المتوقفة والمتعثرة ومنح ‏فرصة للقطاع الخاص في تنفيذ تلك البرامج التنموية المقررة.‏

وألمح إلى أن القطاع الخاص تأثر بصورة كبيرة، بسبب تداعيات ‏الأزمة السياسية الليبية، وتفاقم الأمر مع جائحة كورونا، حيث ‏فرضت ظروف انقسام المؤسسات الاقتصادية كالمصرف المركزي فقدان الفرص أمام القطاع الخاص، والمتمثلة في ‏انخفاض الإنفاق الرأسمالي لمستويات غير مسبوقة، ما حرم القطاع ‏الخاص من فرص عمل جديدة في ظل انهيار المالية العامة للدولة.‏

كما أشار إلى أن تداعيات كورونا تسببت في تقييد حركة الواردات إلى ‏السوق الليبية التي يعتمد عليها الاقتصاد المحلي بنسبة 80% ‏تقريبًا، وخلقت فوضى في سلاسل الإمدادات، مشيرًا إلى أن اتحاد ‏الغرف الليبية يسعى لأن يوصل صوت القطاع الخاص للمسؤولين، ‏وخلق جسور استقرار نسبي على مستوى الأنشطة، مثل تجميد ‏الرسوم الجمركية مؤقتًا، ومطالبته الحكومة باتخاذ جملة ‏إصلاحات عاجلة، مثل إصلاح دعم المحروقات الذي يُساء ‏استخدامه من قبل المجموعات المسلحة أو بالتهريب إلى الخارج.‏

وتطرق إلى أن الاتحاد يسعى أيضا لمد جسور الشراكة مع مختلف ‏الدول العربية والعالمية مثل تونس ومصر والمغرب وتركيا ومالطا ‏وإيطاليا وألمانيا واليونان، حيث نظم مؤخرًا المنتدى الاقتصادي ‏الليبي الألماني الثالث في طرابلس يوم 29 مارس، وحضرته كبريات ‏الشركات الألمانية في مجال الطاقة والاتصالات والطاقة المتجددة ‏والمواصلات.‏

وتحدث كذلك عن تشكيل حكومة الوحدة المؤقتة بقوله إن الأمر ‏يعتبر أحد أهم الركائز التي سيستند عليها الاقتصاد الليبي، للتعامل ‏مع المرحلة الجديدة برؤية متجددة، لكي يساعد القطاع الخاص في ‏رسم السياسات كشريك حقيقي في الاقتصاد والتنمية، لأن الرفاهية ‏التي يأمل بها الشعب، لن تتحقق باستمرار الاعتماد على السياسات ‏الريعي التي كانت سببا في تدهور الاقتصاد الليبي.‏

وأوضح أنه يعول على حكومة الدبيبة، لأنها الوحيدة القادرة على ‏وضع اللبنات الأولى لهوية اقتصادية جديدة، تعتمد على فتح الباب ‏أمام روح ريادة العمال التي طالما تجسدت في الشخصية الليبية منذ ‏القدم.‏

ورصد كذلك جملة الإصلاحات التي تحتاجها البلاد لإعادة الاقتصاد ‏الليبي إلى مساره الطبيعي ومرحلة التعافي، وجاءت على النحو التالي:‏

‏1- دعم البنية التحتية لقطع النفط، لضمان استمرار مصادر ‏التمويل في الأمد القصير والمتوسط لتمكين الاقتصاد الوطني من ‏التعافي السريع.‏
‏2- توجيه العائدات النفطية بشكل شفاف، لتحريك عجلة ‏الاقتصاد المحلية والتنمية، وهذا يتطلب رفع حصة الإنفاق ‏الرأسمالي وتخفيض الإنفاق الاستهلاكي.‏
‏3- العمل على خفض سعر صرف الدينار إلى مستويات تتناسب مع ‏حجم الاحتياطات النقدية في المصرف المركزي.‏
‏4- التخلي عن سياسة دعم المحروقات، والعمل على تقليص ‏التداعيات السلبية لهذه السياسة بأسرع وقت.‏
‏5- تحسين مستويات المعيشة للطبقات الأكثر هشاشة في ‏المجتمع، عبر صرف علاوة الأسرة والأبناء والعمل على تعزيز ‏شبكات الأمان الاجتماعي للفئات الأضعف من المتقاعدين ‏وأصحاب المعاشات.‏
‏6- إطلاق برنامج وطني طموح لتوفير فرص عمل للشباب، وتعزيز ‏التدريب المهني الذي يساهم في توفير الوظائف في سورق العمل.‏

وتحدث كذلك عن أن إعادة الإعمار يمكنها أن تساعد بصورة كبيرة ‏على دعم التوافق السياسي في البلاد، ولكن أشار إلى أنه قبل إعادة ‏الإعمار سيكون على الحكومة الحالية تحقيق مهمتها الأولى وهي ‏إجراء الانتخابات نهاية السنة، حتى يتسنى تحقيق هذه الرؤية ‏والدخول إلى إعادة الإعمار. ‏

وأشار إلى أن القطاعات الأكثر تضررًا، والتي بحاجة لتدخل سريع ‏وعاجل، هي قطاعات الكهرباء والصحة والخدمات العامة، لأن ‏بنيتها التحتية متداعية في البلاد، مشيرًا إلى أن هذا يحتاج إلى ‏تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية وتحفيز الشباب الليبي نحو العمل ‏والبناء.‏

‏——- ‏
ليبيا برس