تربل: حفتر كان يزعم للعالم بأنه يحارب الإرهاب وتياره لا يؤمن بالدولة المدنية

قال عضو المجلس الانتقالي السابق، فتحي تربل، إن حلفاء خليفة حفتر الإقليميين الذين دعموه في مشروعه، يعتقدون أن الإرهاب هو من أنصار “الثورة”، مشيرًا إلى أنه اليوم يتم تكتيكيًا توجيه تهمة الإرهاب إلى الإسلاميين سواء كانوا “إخوان” أو “مقاتلة”.

واعتقد تربل، في مداخلة لـ”تغطية خاصة” عبر فضائية “ليبيا بانوراما”، أنه يتم الآن في ليبيا إعادة نفس السيناريو الذي حدث في مصر، من استبعاد كل عناصر جماعة “الإخوان المسلمين”، بإدخالهم إلى السجون ونفيهم في الخارج والتنكيل بهم وإعدامهم بعد محاكمات وصفها بـ”الهزلية”، لافتًا إلى أن المعركة الآن في فلسطين بين المسلمين والكيان الصهيوني يتم اختزالها في أن المشكلة أساسها حركة “حماس”.

وأشار إلى أن الشعار الذي رفعه حفتر للسيطرة على طرابلس، كان غير مقبولا من قبل أنصاره، حيث كانوا يرون أنه لا يمكن القدوم إلى طرابلس وتخليصها من الجماعات المسلحة والمليشيات الإجرامية، وبنغازي نفسها تعاني نفس الأمر، مستدلاً بمحمود الورفلي، الذي نفذ عمليات اغتيال وحرق منازل وغير من الانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء.

وأوضح أن حفتر كان يزعم للعالم، بأنه يحارب الإرهاب، الذي يمثله تيار المقاتلة والإخوان، رغم أن معه تيار لا يؤمن بالديمقراطية بل ولا يؤمن بالدولة المدنية وتيار آخر لا يؤمن بحقوق الناس ويستبيح دمائهم، مُبينًا أن ذلك كان نفس نهج العقيد الراحل معمر القذافي.

وقال تربل: “تماما كما فعل القذافي عندما أباح لكثير من الناس اقتحام البيوت والشركات تحت شعارات ومقولات (البيت لساكنه- والسيارة لمن يقودها)”، مضيفا: “نحن نشهد عملية إعادة إنتاج للنظام السابق، هذه هي الحقيقة التي ربما تختلف في بعض صورها ولكن في صلبها إعلاميين وقنوات وعناصر مسلحين ولجان ثورية النظام السابق في نسخة جديدة”.

ولفت إلى أن الناس في المنطقة الشرقية تعجز بالستة أشهر في سد احتياجاتها لتوقف مرتباتها، في وقت يشاهدون في الإعلام كيف تهدر السلطة أموال الليبيين على القريبين من حفتر، مشددا على أن المهجرين من بنغازي ودرنة وطبرق والمرج وإجدابيا وغيرها من المناطق المحيطة، لم يفقدوا الأمل حتى اللحظة في أن حقوقهم ستعود وأن انتهاء الأزمة بات قريبًا وأن حفتر لم يعد لديه ما يقدمه وأصوات محاكمته بدت تتعالى في الداخل والخارج.

ونوه إلى أن بعض هؤلاء المهجرين عٌرض عليهم العودة إلى ديارهم، من قبل المحسوبين على تيار الكرامة الذي وصفه بـ”الإرهابي”، مقابل التزام الصمت، مشددا على أن هؤلاء المحسوبين الكثير منهم أصبحوا من الأثرياء ويملكون أراضي وأرصدة كبيرة، بعد أن كانوا لا يملكون قوت يومهم.

ودعا الليبيين الوطنيين في المنطقة الشرقية، لإعادة النظر في عودة المهجرين، مُعتقدًا أن تهيئة المناخ لتحقيق المصالحة ليس فقط في إعادة الحقوق المغتصبة والتعويض عنها، بل في الاعتراف بالجرم.

ونوه بأن الكثير من المنازل التي تم الاستيلاء عليها من قبل من أسماهم “الصياع” في بنغازي، يتم استغلالها في أعمالها مشبوهة، مؤكدا أنه مع المصالحة الوطنية وليس من أصحاب القصاص، الذي كفله الدين والقوانين.

————-

ليبيا برس