مسؤول تركي: نُخطط لإنشاء قاعدة لوجستية كبرى في مصراتة تكون ‏بديلاً لقناة السويس

أكد رئيس ‏مجلس الأعمال التركي الليبي التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية ‏الخارجية مرتضى كارانفيل، أن أنقرة تتفاوض حاليًا بشان التفاصيل ‏الفنية، لإنشاء قاعدة لوجستية كبرى في ليبيا، بعد انتهاء ‏المخططات الأولية للمشروع، والتي توقعت أن تكون مفيدة ليست ‏لليبيا فقط بل لكل شمال أفريقيا.‏

وأضاف في تصريحات نقلتها، صحيفة “ديلي صباح” التركية، أن القاعدة اللوجستية المصممة خصيصًا لمدينة ‏مصراتة الساحلية الغربية، ستلعب دورًا رئيسيًا في تجارة المنطقة، ‏مضيفًا أن تلك القاعدة سيكون لديها القدرة على خلق قيمة ‏اقتصادية بديلة للمنطقة بأسرها مع تقليل اعتماد ليبيا على النفط.‏

وأشار المسؤول التركي إلى أن هذه القاعدة اللوجستية ستكون ‏بوابة لأفريقيا، وستمهد الطريق أيضًا لانفتاح القارة على بقية ‏العالم، مشيرًا إلى أنه لا توجد حاليًا قاعدة لوجستية ذات معايير ‏دولية لتوزيع وتخزين المنتجات المتجهة إلى الأسواق الأفريقية، ‏وأن تلك القاعدة المخصصة لليبيا ستُلبي هذه الحاجة، وأثناء القيام ‏بذلك، ستكون القاعدة، بدعم من الشحن الجوي على المدى ‏القصير والنقل بالسكك الحديدية على المدى الطويل، وبديلاً ‏رئيسيًا لطرق التجارة الحالية، مثل قناة السويس.‏

ولفت إلى أن تلك الطرق البديلة هامة للغاية، خاصة بعد الحادث ‏الأخير الذي وقع في قناة السويس، عندما علقت سفينة حاويات ‏عملاقة وسدت الممر المائي الحيوي للشحن العالمي وتسبب في ‏ارتفاع أسعار المواد الخام، لافتا إلى أن ليبيا بلد بديل لهذا الطريق ‏للأسواق الأفريقية، فتلك القاعدة تشبه البوابة التي ستربط التجارة ‏مباشرة بوسط إفريقيا.‏

وأكد كارانفيل أن المركز اللوجستي، من المقرر أن يعزز سلاسل ‏التوريد إلى إفريقيا، بينما يسمح لدول المنطقة ببيع منتجات مثل ‏الفواكه الاستوائية والبن والموارد المعدنية في الخارج، مضيفا أن ‏هذه القاعدة يمكن دعمها عن طريق الشحن الجوي، لأن الوقود في ‏ليبيا أرخص أيضًا مقارنة بتركيا، مشيرا إلى أن النقل البري يمكن أن ‏يكون بديلاً لنقل البضائع، خاصة فيما يتعلق بالأجزاء الجنوبية من ‏البلاد.‏

ولفت التقرير إلى أن هذا الزخم في التجارة من شأنه أن يخلق ‏الاستقرار التجاري، وسيضمن بدوره الاستقرار السياسي في ليبيا ‏وتلك المنطقة، التي يسكنها في الغالب القبائل وموطن للطرق التي ‏يستخدمها المهاجرون غير الشرعيين، مشيرا إلى أن جنوب ليبيا ‏القوي مهم لإنعاش الاقتصاد في المنطقة ومنع تدفق المهاجرين ‏غير الشرعيين إلى أوروبا.‏

وفيما يتعلق بالتجارة الثنائية بين تركيا وليبيا ، تطرق كارانفيل إلى أنه ‏من المرجح أن يصل حجم التجارة المستهدفة إلى 3 مليارات دولار ‏بحلول نهاية هذا العام، حيث أظهرت المبيعات الخارجية للبلاد ‏اتجاها تصاعديا في الأشهر الأولى من العام، مؤكدا أن الصادرات إلى ‏البلاد قفزت بنسبة 228٪ في أبريل وحده، وعلى الرغم من أن ‏البيانات ليست جاهزة لشهر مايو، فمن المرجح أن يشهد هذا ‏الشهر انخفاضًا بسبب الإغلاق الكامل لمدة 17 يومًا الذي نفذته ‏تركيا للحد من العدد المتزايد لحالات الإصابة بفيروس كورونا. ‏

وأكد أن تركيا سجلت زيادة بنسبة 58٪ في المبيعات الخارجية إلى ‏ليبيا في الأشهر الأربعة الأولى من العام، وتجاوزت الصادرات إلى ‏البلاد 1.5 مليار دولار العام الماضي، وعلق على فرص الاستثمار في ‏ليبيا لرجال الأعمال الأتراك، بقوله إن هناك العديد من القطاعات، ‏من البتروكيماويات والتعدين إلى مواد البناء، والتي ستكون فرصة ‏لتركيا وليبيا، التي في طريقها إلى إعادة الإعمار الكبرى، ملمحا إلى دور ‏تركيا في علاج انقطاع الكهرباء في ليبيا، التي كانت تصل إلى 18 ‏ساعة العام الماضي، بفضل محطات توليد وتوزيع الكهرباء.‏

وبالنسبة لأسواق شركات البناء التركية، قال إنها اضطلعت ‏بمشاريع تعاقدية تزيد قيمتها على 29 مليار دولار في ليبيا حتى ‏الآن، ولكن أشار إلى أن القطاع يعاني من خسائر حاليا وصلت إلى 4 ‏مليارات دولار بسبب المشاريع المتوقفة، منها 1.3 مليار دولار ‏تكلفة معدات، ولكن أشار إلى وجود خطوات لحل تلك المشكلة مع ‏الجانب الليبي.‏

‏—— ‏
ليبيا برس ‏