سياسي إيطالي: روما أجرت مجموعة تعيينات وتحركات كشفت إيلاء أهمية قصوى للملف الليبي
أفاد المحلل السياسي الإيطالي دانييلي روفينيتي، أنه على إيطاليا أن تهتم بصورة كبيرة بالتعاون مع الولايات المتحدة في الملف الليبي، لأنه من مصلحتها القصوى دعم الاستقرار الجاري في طرابلس حاليًا.
وأشار روفينيتي في مقال عبر موقع “فورميتشي” الإيطالي إلى أن أهمية الملف الليبي للحكومة الإيطالية ظهرت في أن رحلة رئيس الوزراء ماريو دراجي الأولى إلى الخارج كانت إلى العاصمة طرابلس، وهو ما يدل على رغبة الحكومة الإيطالية الحالية في تغيير وتيرة ترتيب أولويات ملفات الشؤون الدولية، ومن الواضح أيضا أن جولة التعيينات الأخيرة بين الهياكل التنفيذية الرئيسية، أصبحت تأكيدا رئيسيا على ذلك.
ولفت إلى أنه لطالما اعتبرت ليبيا نقطة انطلاق للإسقاط السياسي الدولي لإيطالياـ حيث يعتبر الملف الليبي، اختبارًا لقدرة روما على تحريك أدوات الجغرافيا السياسية، التي تجد في شمال إفريقيا شاطئًا طبيعيًا على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، ليس فقط الهجرة، وتعتبر من الواضح أنها مسألة أمن قومي، ولكن تشكل أكثر من مصلحة حيوية التي تتعلق بمجال النفوذ الإيطالي.
وأوضح أن الاهتمام يظهر أيضًا في تعيين رئيسة لقسم أمن المعلومات على رأس التسلسل الهرمي للمخابرات، وهي الدبلوماسية المخضرمة، إليزابيتا بيلوني، كرسالة حاسمة بأن الملف الليبي سيكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة، بسبب خبراتها الواسعة بالديناميكيات الليبية.
وألمح إلى أن هذا يزداد قوة بتعيين باسكوالي فيرارا، في مديرية الشؤون السياسية بالخارجية الإيطالية، خاصة وأن هذا الشخص خبير مخضرم أيضا لمنطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والسفير السابق في الجزائري، والمبعوث الخاص المعين حديثا إلى ليبيا، وهو ما يعززه أيضا الدور الذي سيشغله نيكولا أورلاندو، الذي نائبا لرئيس بعثة السفارة الإيطالية في طرابلس، ليعود مجددا إلى الملف الليبي
وأشار إلى أن الاهتمام الإيطالي بليبيا حمل في طياته اهتماما أوروبيا، وهو ما أكده وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم إنشاء شكل من أشكال الشراكة الاستراتيجية مع ليبيا، ووفق تلك الآلية ستكون جميع الاحتمالات تحت القيادة الإيطالية، مما يوضح كيف عززت إيطاليا في كل هذه السنوات نفوذها ودورها من خلال موقف متوازن في الملف الليبي.
وأكد أنه علاوة على ذلك، فإن الجوانب التي تتشابك في هذه اللحظة مع عاملين، الأول منا هو الحاجة إلى الاستقرار وبالتالي إطلاق تنمية البلاد أيضًا كشكل من أشكال التوازن الإقليمي، وفي مرحلة لم تكن فيها إيطاليا وليبيا، كما ذكر السفير عمر الترهوني، أنها لم تكن قريبة جدًا من هذا الحد.
وتابع: “الجانب الثاني على نفس القدر من الأهمية، يتعلق بزيادة اهتمام الولايات المتحدة بالمسألة الليبية، حيث قررت واشنطن تعيين مبعوثا خاصا، وزار نائب وزيرها طرابلس، كما تنوي الآن إعادة فتح السفارة”.
وأردف: “جميع العناصر التي كانت مفقودة لسنوات على الأقل منذ عام 2014، والتي تبرهن كيف تنوي الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن منح ليبيا مزيدًا من الاهتمام، وربما تفهم، حسب الأولوية الإيطالية، أن الملف ليس مثيرًا للاهتمام في حد ذاته فحسب، بل لأنه جزئيًا، ضمن سياق واسع، من ملف شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والساحل، وهو أمر حاسم لاستقرار أوروبا، والسيطرة على بعض الأنشطة الإرهابية، والمنافسة الاستراتيجية مع القوى المتنافسة مثل روسيا والصين، في هذا، روما وواشنطن متآزرتان تمامًا”.
——
ليبيا برس