رئيس وزراء إسبانيا يعلن افتتاح سفارة بلاده في طرابلس.. ويؤكد: قواتنا تشارك في آلية مراقبة ‏وقف إطلاق النار

قال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، إن بلاده ستساهم في الوصول إلى ‏انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا، معتبرًا أنها ضرورية للتحرك نحو ‏الحل السياسي، مضيفًا أن الليبيين هم من عليهم أن يقرروا ‏مستقبلهم بأنفسهم من دون تدخل خارجي.‏

وجاءت رسالة رئيس الوزراء الإسباني بمناسبة افتتاح بلاده سفارتها ‏في طرابلس، والتي نشرتها صحيفة “لافانجارديا” الإسبانية، والتي ‏وصف فيها القرار بأنه علامة واضحة على ثقة بلاده، ودعمه ‏لتحقيق الاستقرار في ليبيا، خاصة وأنها دولة واعدة وجارة ‏وصديقة.‏

وأوضح أنه بعد عشر سنوات من الصراع وعدم اليقين، نواجه ‏لحظة بالغة الأهمية لمستقبلك، ومنذ وقف إطلاق النار في ‏أغسطس 2020، أحرزت ليبيا تقدمًا مهمًا، مثل انتخاب حكومة ‏وحدة مؤقتة جديدة أو الموافقة على خارطة طريق لقيادة البلاد إلى ‏إجراء انتخابات جديدة في ديسمبر من هذا العام، وإنه بلا شك ‏بداية زمن الأمل والفرص.‏

ولفت إلى أنه يجب أن نساعد في توطيد السلام، وإتمام عملية ‏التوحيد والاستقرار في ليبيا، لأن ذلك الصراع الليبي كان له تأثير كبير ‏داخل حدودها وخارجها، فعلى الرغم من كونها دولة ذات دخل ‏متوسط أعلى، وكونها واحدة من الدول العشر، التي تمتلك أكبر ‏احتياطيات نفطية في العالم، ويعاني مواطنوها من حالات متكررة ‏من الحرمان والنقص. ‏

وألمح إلى أن ضعف الدولة الليبية ومؤسساتها أدى إلى ازدهار ‏الإجرام والإرهاب والإتجار بالبشر في ليبيا، وفتح طرق الهجرة غير ‏النظامية التي أدت إلى انتهاكات فظيعة وخطيرة للغاية لحقوق ‏الإنسان، وعلاوة على ذلك، كان لهشاشة الدولة الليبية تأثير سلبي ‏على المنطقة بأكملها، مما ساهم في انعدام الأمن في منطقة الساحل ‏غير المستقرة بالفعل.‏

‏ وأكد أنه لكل هذه الأسباب، من الضروري أن نساعد من المجتمع ‏الدولي، تحت قيادة الأمم المتحدة، على توطيد السلام وإكمال ‏عملية التوحيد والاستقرار في البلاد، خاصة وأن المخاطر كبيرة، ‏حيث أن كل معلم على طول هذا المسار سوف يترجم بلا شك إلى ‏قدر أكبر من الأمن والازدهار للدول المجاورة وما وراءها، ويجب ‏التئام العديد من الجراح الجسدية والنفسية، وبينما تترك إمكانات ‏البلد مجالًا للتفاؤل، ويجب أن نعرف أن طريق النجاح لن يخلو من ‏العقبات، مما يعني أن الوقت قد حان لتكون إلى جانب ليبيا ‏والليبيين.‏

وقال إن إسبانيا تدعم كدولة مجاورة وصديقة هذا الانتقال نحو ‏الاستقرار في ليبيا، حيث ستشارك القوات الإسبانية في آلية مراقبة ‏وقف إطلاق النار والتحقق منها، التي وافق عليها مجلس الأمن ‏التابع للأمم المتحدة في أبريل، وسنواصل العمل في جهود إزالة ‏الألغام، بالإضافة إلى ذلك، سنساهم في الوصول لانتخابات حرة ‏ونزيهة.‏

وأضاف: “إسبانيا تريد المزيد من ليبيا، وأنا مقتنع أن ليبيا ‏تريد المزيد من إسبانيا، لدينا الكثير لنساهم به، مثل خبرتنا في ‏التحول الديمقراطي وأدوات الإدارة العامة الجيدة، وقدرة شركاتنا في ‏القطاعات الرئيسية للتحول والتنويع الاقتصادي في ليبيا، ومهمتنا ‏المتوسطية كمفصل بين الجوار الجنوبي والاتحاد الأوروبي، كما ‏لدينا أيضًا الكثير لنكسبه، مثل الاستقرار في البحر الأبيض المتوسط ‏والساحل كأولوية استراتيجية لإسبانيا”.

وأشار إلى أنه لهذا السبب، فإن إعادة فتح السفارة الإسبانية في ‏طرابلس، والتي كانت تعمل في تونس منذ 2014، هي أكثر من مجرد ‏بادرة رمزية لدعم العملية الانتقالية الليبية، حيث يتعلق الأمر ‏بجعل القدرة التشغيلية الكاملة، لوجودنا الدبلوماسي وخدماتنا ‏القنصلية متاحة للعلاقات الثنائية.‏

‏ وواصل بقوله إنه يريد من الشركات الإسبانية العمل في ليبيا ‏والمساهمة في تنوعها الاقتصادي، لافتا إلى أن ريبسول هي الشركة ‏الإسبانية الرئيسية العاملة في البلاد، وواحدة من أهم الشركات في ‏استخراج إنتاجها النفطي، ولكن بعيدًا عن الهيدروكربونات، فإن ‏الاحتياجات والفرص متعددة في العديد من القطاعات، مثل البنية ‏التحتية والإنشاءات، والصحة أو الطاقة المتجددة، ولكن الاستقرار ‏السياسي وتحسين الأمن شرط أساسي لتحقيق هذه المساهمة ‏ثمارها.‏

وأكد أن بلاده تعمل بلا كلل من أجل تقريب الاتحاد الأوروبي من ‏جوارها الجنوبي، ففي أبريل، تبنى المجلس الأوروبي استنتاجات ‏بشأن شراكة متجددة مع دول الجوار الجنوبي، لتشكل الأساس ‏لأجندة جديدة للبحر الأبيض المتوسط، مضيفا أنه حان الوقت ‏للاتحاد الأوروبي لتعميق علاقته مع ليبيا فوق المصالح الفردية ‏لدوله الأعضاء، وزيادة تطوير التعاون في مجال الأمن والهجرة ‏والتقدم الاقتصادي والاجتماعي وأجندة الاستدامة.‏

وأتم بقوله إن ليبيا عند مفترق طرق عليها أن تخلف وراءها سنوات ‏من الانقسام والحرب والعمل من أجل المصالحة والوفاق، وحان ‏الوقت للتطلع إلى المستقبل بأمل وتصميم، لتصبح بؤرة للسلام ‏والازدهار على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وبالطبع ‏حان الوقت للمجتمع الدولي، ولاسيما إسبانيا، لمرافقته ودعمه في ‏هذه العملية، وهناك العديد من مجالات التعاون الممكنة، والعديد ‏من الفرص للعمل من أجل المنفعة المتبادلة، وهناك طريق طويل ‏وسعيد لنقطعه، وتتطلع إسبانيا إلى القيام بذلك جنبًا إلى جنب مع ‏ليبيا.‏

‏———
ليبيا برس