محلل إيطالي: باشاغا ومعيتيق أبرز مرشحي الرئاسة وحفتر وسيف ‏الإسلام يتحركان من خلف الكواليس

أكد الخبير والمحلل الإيطالي، ماسيميليانو بوكوليني، أن وزير ‏الداخلية السابق في حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فتحي باشاغا، ‏ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، أحمد معيتيق، مرشحان بارزان لرئاسة ليبيا، لافتًا إلى أن خليفة حفتر وسيف الإسلام ‏القذافي يتحركان أيضًا من وراء الكواليس.‏

وأشار بوكوليني في مقال بمجلة “فورميتشي” الإيطالية إلى أن سيف ‏الإسلام القذافي يتحرك من وراء الكواليس للمشاركة في الانتخابات، ‏على الرغم من عدم ظهوره علنا منذ حوالي 10 سنوات، وعدم معرفة مكانه الفعلي ‏حتى الآن.

وقال إنه على الرغم من العقبات التي لا تزال قائمة على الطريق ‏المؤدية إلى الانتخابات السياسية والرئاسية في 24 ديسمبر، فإن ‏المرشحين الرئاسيين قد نزلوا بالفعل إلى الميدان، مما أعطى الحياة ‏لحملتهم الانتخابية.

ولفت إلى أنه في ليبيا، لا تزال المؤسسات العسكرية منقسمة، كما لا ‏يزال الطريق الساحلي مغلقًا ولا تزال مليشيات المرتزقة الأجنبية ‏موجودة في شرق وغرب البلاد، لكن بالرغم من ذلك، ورغم ‏الصعوبات التي يواجهها السياسيون في التوصل إلى اتفاق على ‏القاعدة الدستورية الممهدة لطريق الانتخابات المقرر إجراؤها في ‏‏24 ديسمبر 2021، وعدم الاتفاق على تعيين المناصب السيادية ‏بين البرلمان ومجلس الدولة الاستشاري، إلا أن مجموعة كبيرة من ‏السياسيين قد نزلت بالفعل إلى الميدان للبدء في حملتهم ‏الانتخابية الرئاسية.‏

وتطرق إلى أن المرشح الأبرز الذي كشف عن نيته للترشح إلى ‏الرئاسة، هو باشاغا، الذي ينوي الترشح بعد شعوره بخيبة أمل إثر ‏تلقي قائمته المتحالفة مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ‏هزيمة لقيادة حكومة الوحدة المؤقتة في هذه المرحلة الانتقالية ‏بمنتدى الحوار السياسي في تونس، قائلاً: “انطلق السياسي المرتبط ‏بالإخوان المسلمين في جولة أوروبية، في جزء من حملة انتخابية ‏مبكرة، ووصل أولاً إلى باريس، ثم إلى روما وبروكسل ولندن ‏وأمستردام وانتهت في برلين، وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام ‏إلى روما، التقى بالقادة السياسيين وعقد اجتماعات مع بعض مراكز ‏الفكر، وأجرى مقابلات مع الصحافة أيضًا”.‏

ولفت إلى أن باشاغا شكك في مقابلة مع صحيفة “لا أبونيون” ‏الفرنسية في نية حكومة الوحدة المؤقتة الوصول إلى هذه ‏الانتخابات، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية لا تنوي تنفيذ خارطة ‏الطريق للخروج من الأزمة، وزعم أنه لا يوجد خلاف بين رئيس ‏المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ورئيس الوزراء عبد الحميد ‏الدبيبة، حتى لو حاول الأخير ضمان بقاء حكومته، رغم وجود ‏ضغط شعبي ودعم من المجتمع الدولي لتنفيذ خارطة الطريق، ‏حيث اعتبر باشاغا أن تأسيس سلطة جديدة نتيجة الانتخابات هو الأمر ‏الوحيد القادر على فرض انسحاب المقاتلين الأجانب من ليبيا.‏

وتطرق المقال إلى أن المنافس الحقيقي الوحيد لبشاغا حاليًا، من ‏بين الموجودين على أرض الملعب السياسي الليبي في هذه المرحلة ‏هو أحمد معيتيق، الذي وصفه بأنه واحد من أفضل من لديهم ‏فرصة للفوز في الوقت الحالي، لأنه الوحيد الذي على الرغم من ‏كونه من مصراتة في الغرب، يتمتع بدعم قوي أيضًا في شرق ‏البلاد.

ولفت إلى أن معيتيق، قال في منشور حديث على فيسبوك، إن بعثة ‏الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تطالب بالإسراع بتركيب الهياكل ‏اللازمة لإجراء الانتخابات في المواعيد المحددة، والحقيقة أن ‏الخوف هو أن أعضاء البرلمان ومجلس الدولة الاستشاري هم ‏بالتحديد الذين لا يريدون التصويت لضمان مقاعدهم، ولهذا ‏السبب كتب معيتيق: “نحن الليبيون نسأل أنفسنا أين تكمن ‏المشكلة اليوم.. في بلادنا المشكلة في أجهزتها التنفيذية أم ‏التشريعية؟”.‏

وتطرق الخبير الإيطالي إلى مرشح آخر هو رئيس كتلة “إحياء ليبيا”، ‏عارف النايض، المعروف بأنه سفير ليبيا لدى الإمارات العربية ‏المتحدة من يونيو 2011 إلى أكتوبر 2016، وبالتالي مرتبط بها بشكل ‏خاص. ‏

وأوضح أن هؤلاء السياسيون الذين لا يخفون نيتهم في الترشح ‏لرئاسة ليبيا بعد استبعادهم من الحكومة الحالية، حيث قام ‏البعض مثل معيتيق بهذا الاختيار عمدًا ليكون قادرًا على الترشح ‏للانتخابات في ديسمبر 2021. ‏

وأشارت إلى أنه في 4 فبراير، سحب معيتيق ترشيحه خلال منتدى ‏الحوار السياسي في تونس للسماح بفوز قائمة المنفي والدبيبة، مدركًا ‏لحقيقة أنه لو تم انتخابه لما تمكّن من الترشح لانتخابات 2021، ‏كما تعهد في عرض القوائم في حوار تونس الذي ترعاه الأمم ‏المتحدة.‏

وأضاف بقوله إنه بسبب فشل منتدى الحوار في التوصل لاتفاق ‏على القاعدة الدستورية، التي سيتم اعتمادها قبل الانتخابات، ‏يسيطر الغموض على المشهد السياسي بانتظار الأول من يوليو ‏المقبل، والموعد المحدد لإتمام قانون الانتخابات، بعد جلسات ‏الحوار، مشيرًا إلى أن هذا يضع الجميع في مأزق، خاصة مع تصاعد ‏الخلاف حول قرار انتخاب الرئيس المقبل للبلاد بشكل مباشر أو ‏غير مباشر، أو إجراء الاستفتاء على الدستور قبل تاريخ 24 ديسمبر ‏أو بعده.‏

وقال إن هذا الانقسام في المشهد الليبي أثار قلق رئيس المفوضية ‏الوطنية للانتخابات، عماد السايح، الذي شدد على عدم وضوح ‏القرار السياسي بقوله إنه في حال عدم إقرار القوانين اللازمة مطلع ‏يوليو المقبل، سنغير خطتنا لتطبيق حق التصويت لضيق الوقت ‏اللازم لتنظيم الانتخابات.‏

ولفت إلى أن السايح أكد أن إجراء الانتخابات في بلاده مرهون بتهيئة البيئة ‏القانونية المناسبة والاتفاق على الأسس الدستورية قبل يوليو ‏المقبل، ورغم شكوك الطبقة السياسية الليبية، وأكملت المفوضية ‏قرابة 90% من الاستعدادات لمعداتها الفنية للانتخابات ‏المقبلة، متوقعة أن يصل عدد الليبيين المؤهلين للتصويت بنهاية ‏العام الجاري إلى 3 ملايين، حيث كان رئيس المفوضية قد دعا إلى تنظيم ‏الانتخابات في ليبيا، وأعلن أن كل شيء ‏سيكون جاهزًا بحلول 15 يونيو المقبل.‏

وأشار إلى أنه على الرغم من أن كل هذا يتوقف على المساهمة ‏المالية للحكومة، والتي لا يمكن تقديمها إذا لم يوافق البرلمان ‏أولاً على ميزانية الدولة لعام 2021، فقد تلقى قسم الدعم ‏اللوجستي في مفوضية الانتخابات الليبية شحنتين من المواد ‏الانتخابية في الأيام الأخيرة، وهذا أمر ضروري لعملية تسجيل ‏الناخبين، بالنظر إلى توقيت إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، وأبلغ ‏المكتب الصحفي لمفوضية الانتخابات الليبية أن الاستعدادات ‏مستمرة لضمان عمليات البريد والطباعة ولتوفير المواد اللازمة ‏لبدء عملية تسجيل الناخبين، ومن المنتظر فتح سجل الناخبين في ‏الأيام المقبلة.‏

واستدرك بقوله إنه على الرغم من الاستعدادات الجارية، فإن القلق ‏بشأن ما سيفعله المرشحون الآخرون، الذين لم يبدوا بعد ‏استعدادهم للسير في الميدان سياسيًا، باتباع المسار الديمقراطي، ‏ولكنهم أظهروا منذ فترة طويلة نيتهم في تولي قيادة البلاد، ما ‏يجعلهم خطر يلوح في أفق العملية الانتخابية.‏

وألمح إلى أن أول هذه الشخصيات هو خليفة حفتر، حيث نظم في 29 مايو، ‏عرضًا عسكريًا في قاعدة بنينا الجوية، والذي قدم باعتباره الأكبر في ‏تاريخ ليبيا، لإثبات أنه لا يزال حاضرًا في المشهد السياسي الليبي.‏

أما الشخصية الأخرى فهو سيف الإسلام معمر القذافي، الذي تقدم ‏مؤخرًا من خلال وسائل الإعلام الليبية التي تدعمه، كمرشح رئاسي، ‏للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا على الرغم من عدم ظهوره ‏على الملأ لمدة عشر سنوات تقريبًا ولا أحد يعرف مكانه الفعلي.‏

‏—— ‏
ليبيا برس