قرادة: إذا توفر الحد الأدنى من الحرية والسلامة في الانتخابات ‏المُقبلة فسيف الإسلام رئيس ليبيا القادم

أكد سفير ليبيا الأسبق لدى السويد والدنمارك، إبراهيم قرادة، أنه ‏إذا توفر الحد الأدنى من الحرية والسلامة في الانتخابات الليبية ‏المُقبلة في 24 ديسمبر، فإنها ستُسفر عن فوز سيف الإسلام معمر القذافي ‏بمنصب الرئاسة.‏

وأوضح قرادة في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ‏‏”فيس بوك” أن سيف الإسلام معمر القذافي يمكن أن يكون أول رئيس ‏منتخب في ليبيا، وأنه في معظم الحالات سيكون الرابح وسط موسم ‏من الانشقاقات الليبية المشهورة.‏

وأكد أنه إذا ما جرت الانتخابات، وتم تجاوز كل العراقيل الواقعية ‏والمتوقعة، سيكون هناك عدد كبير من المرشحين في الجولة الأولى ‏للانتخابات، مستدركًا بأنه سيصعب لكثير منهم القيام بحملة انتخابية ‏مريحة في كل أرجاء ليبيا، لأن هناك مناطق يصعب أن يدخلها ‏مرشح أو حملة انتخابية ضد حاكمها الفعلي.‏

ولفت إلى أن أغلب المرشحين سيفشلون في الوصول إلى الجولة ‏الثانية من الانتخابات، لأن بعضهم يعرف أن ترشحه بغرض ‏شخصي سياسي ومادي ونفسي، مضيفًا: “مقولة الأستاذ محمود ‏شمام، أحد أكبر ساسة ليبيا وإعلاميها أن التحول في المعركة ‏الانتخابية الليبية سيتجه إلى معركة “العيال”، أو الأبناء، سواء أبناء ‏القذافي أو حفتر أو الدبيبة”.‏

وقال إن أنصار العقيد معمر القذافي و”ليبيا الغد” والفبرايريين ‏المحبطين سيميلون إلى القذافي الابن أو سيف الإسلام القذافي، ‏وأن أتباع عملية الكرامة ليس لهم إلا من يرشحه لهم خليفة حفتر، أما ‏من يؤيد الطيف الفبرايري المشتت والمتخاصم فسيكونون ‏محظوظين لو وصل الدبيبة الابن إلى الجولة الثانية للانتخابات، ‏مضيفًا: “هذا كله إلا إذا حدثت معجزة، وظهرت من الركام الليبي، ‏شخصية كاريزمية مبهرة”.‏

وأكد أنه حسب الوضع الراهن، فإن الجولة الثانية للانتخابات ‏الرئاسية، ستكون عبارة عن 3 كتل عددية كبيرة؛ اثنان منهما في ‏طرابلس، والثالثة في برقة، وكل منها تشكل نسبة ما بين 20% إلى ‏‏30% من القاعدة الانتخابية.‏

ولفت إلى أن الدبيبة الابن، سيصعب عليه الوصول إلى الجولة ‏الثانية، لأنه لن يحصد أصوات برقة، لأنه غربي ومن مصراتة، كما ‏سيصعب على مرشح حفتر أن يحصد أصوات نصف طرابلس لأنه ‏من الشرق وعسكري وخصم لدود للعديدين.‏

وأوضح أن هذا كله يصب في مصلحة سيف الإسلام القذافي، ‏وبالأخص مجموعات ومكونات غرب ليبيا وجنوبها، وأنه إذا سمح له ‏في شرقها أيضًا، شريطة توفر الحد الأدنى من الحرية والسلامة، وهذا ‏أمر صعب، بحسب وصفه.‏

وأضاف أن هذا السيناريو التفسيري، يشير إلى توجه نحو التصعيد ‏والتسخين، لأن الظروف والتوقيت والعراقيل توحي بذلك، على ‏الرغم من أن البعض يرى ذلك، ولكنه ينكر ما ترى عيونه‎.‎

واستمر بقوله إنه لهذا كانت الخشية والتنبيه من الانتخابات ‏المبكرة، بأنها مزايدة وكلمة حق يراد بها شر وباطل، لأن هناك ‏‏”خازوق أممي جديد”، مدهون جيدًا بزيت مسموم برائحة عطرة، ‏وأن المعطيات الراهنة تقول إن احتمال الانتخابات يتقلص، وحتى ‏بعد ضجيج دعاتها وهم أكثر رافضيها، فقط لمجرد الإدعاء أو ‏للتمويه‎.‎

وقال قرادة إنه إذا جرت الانتخابات أو لم تتم فالرابح السياسي الأكبر ‏هو سيف الإسلام القذافي، بعودته كرمز سياسي ثقيل له قاعدة ‏شعبية من أنصار نظام والده وأنصار من ليبيا الغد، والواقعيين ‏المحبطين من حمق وبلاهة ساسة من ما بعد فبراير، بالإضافة إلى ‏مدمني التقافز والتهافت الجاهزين لتغيير “الزوارق‏‎.”‎

وتحدث عن أنه حتمًا، الثقل السياسي لسيف الإسلام القذافي، ‏سيزيد بحركة سياسية ذكية لو قدم خطاب تجميعي حاذق، فسر ‏واعتذر فيه بفنية وشطارة عن تصرفات وأخطاء سابقة له ولنظام ‏والده، كما أن لديه نقطة أخرى في صالحه، وهي عمره الصغير، الذي ‏يوفر له أفق سياسي أطول.‏

وتطرق إلى أن سيف الإسلام مقيد دوليًا في الوقت الحالي، ولكن ‏ذلك سيتغير، وحتى لو لم يتغير قريبًا فإنه قد يصبح الحاكم السجين ‏في حالة تشبه الشيخ المغيب المخلص، الذي يرسل فرماناته عبر ‏الوسيط.‏

وأشار إلى أن العديد ينسب لروسيا دعم سيف الإسلام، مستدركًا بأن ‏الغرب وأمريكا يرون فيه الحل أيضًا، كما أن مصر والجزائر قد ‏تتفقان حوله أيضا، مشيرًا إلا أن بروز سيف الإسلام، يمكن أن يُنهي ‏جدلاً حول صحته، ولكن يزيد السؤال عن سلامته‎.‎

ولفت إلى أنه إذا جرت الانتخابات أو لم تجري أو تحول إلى صراع ‏قبلها، فإنه سيف الإسلام رقم هام، شريطة عدم كبحه دوليًا أو ‏محليا بتغير التحالفات، وإذا تمت الانتخابات فهكذا هي ‏الانتخابات والتي ليست بالضرورة هي الديمقراطية، وسيكون إما ‏أمامنا صيفًا ساخنًا وخريفًا ملتهبًا في الانتظار، فهل يطفئه برد ‏ديسمبر، أما أنه شتاء جافا يزيد الاشتعال‎.‎

‏—— ‏
ليبيا برس