صحفي مقرب من أردوغان: القوات التركية متواجدة في ليبيا بشكل شرعي والدول الغربية تحلم بتقسيم ليبيا

قال الصحفي التركي المقرب من النظام الحاكم في تركيا حمزة تكين، إن زيارة الوفد التركي رفيع المستوى لليبيا تحمل العديد من الرسائل للأطراف الدولية والإقليمية، مضيفًا “صحيح أن هذه الزيارة مفاجئة ولكن تأتي في إطار الزيارات رفيعة المستوى تأكيدا على قوة العلاقة بين طرابلس وأنقرة”.

وأكد تكين، في مداخلة هاتفية مع برنامج “تغطية خاصة”، عبر فضائية “التناصح”، أن تكون الزيارة مفاجئة هنا الرسالة الخاصة بها، متابعًا “هذه الزيارة تأتي قبيل انعقاد قمة الناتو وما لهذه القمة من أهمية كبرى في منطقة شرق المتوسط وما يتعلق بليبيا، كما تأتي قبيل انعقاد مؤتمر برلين الخاص بليبيا”.

وأوضح أنه من خلال هذه الزيارة رفيعة المستوى بهذا الحجم لطرابلس، تركيا ترسل الرسائل بكل اتجاه، منها لحلف الناتو والقمة التي ستعقد بأن تركيا لن تتراجع ولا يوجد لديها نية للتراجع عن مواقفها تجاه ليبيا.

واستكمل تكين، أن تركيا ترسل الرسالة لبايدن ولماكرون أننا لن نتراجع مهما كانت نتائج الاجتماعات، متوقعًا المزيد من التوتر بين الناتو وروسيا فيما يتعلق بملف ليبيا والتواجد العسكري الروسي بها.

كما بين أن هذه الرسالة تأتي بشكل واضح، وقبول طرابلس استقبال هذا الوفد بهذا الحجم في هذا التوقيت أيضاً رسالة مشابهة للجانب التركي، ورسالة تأكيد من الجانب الليبي على أن حرص طرابلس واضح على استمرار الاتفاقيات مع الجانب التركي.

واسترسل: “صحيح هناك زيارات متبادلة وكثيرة ولكن تلك مختلفة كثيراً عن الزيارات السابقة من أنقرة إلى طرابلس أو من طرابلس إلى أنقرة”، مشددا على أن كل الدولة التركية وأهم الشخصيات بها كانت بهذا الوفد توضيحاً لأهمية الزيارة وكان ينقصها أردوغان.

وحول مسألة بحث أردوغان في قمة الناتو مساعدة عسكرية أو أمنية لليبيا لتنظيفها من المرتزقة، أتم بقوله: “هذا الأمر إذا كان سيُبحث فمن المفترض أن تناقش هذه النقطة بين المسؤولين الأتراك والليبيين بهذا الشأن”، معقبًا “هذه الفكرة ربما طرحت خلال النقاشات ولكن حتى الآن لا يوجد توجه جدي أو رسمي لا من طرابلس ولا من أنقرة لمثل هذه الفكرة”.

وواصل أن القوات العسكرية الليبية الخاصة التابعة للشرعية في ليبيا مدعومة بالجيش التركي، والحليف التركي قادر في نهاية المطاف على صد أي تهور جديد قد تقدم عليه بعض الجهات الداخلية في ليبيا بإيعاز من أطراف خارجية.

وأشار الصحفي التركي، إلى أنه في خضم الأزمة الليبية وأن طرابلس كانت في خطر لم يقدم أحد أي مساعدة عسكرية لطرابلس وبالتالي لا أعتقد أنه حتى لو طرحت هذه الفكرة خلال النقاشات مع قادة الناتو لا أعتقد أنهم سيوافقون على هذا الأمر أو سيقدمون دعماً حقيقياً للجانب الليبي.

كما رأى أن كل الدول الغربية كانت تريد أن تسقط طرابلس وإلى الآن تريد أن تعود ليبيا إلى ما كانت عليه من فوضى وأزمات أمنية، مردفًا “إلى الآن يحلمون ويفكرون بتقسيم ليبيا مجدداً فالمشروع التخريبي لم ينتهي حتى الآن”.

واستطرد أنه مازالت هناك مقاومة سياسية كبيرة اليوم تخوضها الشرعية في ليبيا وصولاً إلى الانتخابات المقبلة نهاية العام الجاري، مؤكداً أن طرابلس ليست بحاجة إلى قوات من حلف الناتو أو لدعم في هذه الظروف.

وأكد أن هناك كثير من المطالبات بعيدًا عن وسائل الإعلام بإنهاء الاتفاقية البحرية والأمنية بين طرابلس وأنقرة، وهناك ضغوط على مختلف الجهات لإنهاء هاتين الاتفاقيتين، ومطالب بضرورة سحب تركيا لقواتها العسكرية من ليبيا.

وتابع أن تركيا سائرة بنفس الخط الذي كانت عليه منذ أن وقعت الاتفاقيتان بين أنقرة وطرابلس وبالتالي كل هذه المشاركة الأمنية بالتحديد والعسكرية بالزيارة ترسل هذه الإشارة، وأظن أن الأطراف فهمتها وخاصة أطراف حلف الناتو.

واسترسل أن بعض الأطراف الإقليمية هي تنفذ أو تمول عمليات وخطط يرسمها الغرب خاصة فيما يتعلق بالشأن اليبي، وبالتالي إذا استطاعت تركيا أن تضغط هناك فالطرف الأخر في الإقليم سينصاع لقرارات الغرب لأنهم تابعون وليسوا أصحاب قرار في الإقليم والمنطقة، خاصة الجهات العربية غير الحدودية مع ليبيا التي ما زالت اليوم تحاول زعزعة الاستقرار.

كما نوه تكين، إلى أن هناك تواصل إيجابي بين أنقرة والقاهرة فيما يتعلق بالملف الليبي، معقبًا أن هناك أطراف أخرى مازالت تحاول زعزعة الاستقرار في ليبيا.

وفيما يخص استمرار تركيا في الاتفاقيتين البحرية والأمنية، أوضح أن الضغوطات التي تمارس سواء على بعض الجهات الدولية أو على بعض الجهات في الداخل الليبي لإنهاء الاتفاقيتين “لن تؤتي أُكلها”.

وأفاد بأن هناك جهات ليبية حقيقية شرعية مع هاتين الاتفاقيتين لما لهما من فائدة استرتيجية لليبيا ولتركيا، حيث أن الاتفاقيتين تؤمنان فائدة ومصلحة استراتيجية للجانب التركي وكذلك للجانب الليبي.

وسرد أن مطالب برلين أو غيرها أو بعض الأطراف الدولية بضرورة سحب القوات الأجنبية، فتركيا هي أول دولة تطالب بهذا المطلب، والقوات العسكرية التركية الموجودة في ليبيا لا تندرج تحت هذا السياق.

وعقب أن القوات التركية متواجدة بشكل شرعي وقانوني وفق قوانين المجتمع الدولي وأعراف الأمم المتحدة من خلال اتفاقية شرعية بين جهتين شرعيتين، ولكن المطلب الآن بسحب القوات غير الشرعية الممثلة بالمليشيات المدعومة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية.

وعن مرور مدمرة أمريكية عبر مضيق البسفور إلى البحر الأسود، علق بأنه سبق ودخلت مدمرة مثيلة لها قبل شهر، معتقداً أن الأمر ليس له علاقة بالملف الليبي، وأنها ربما رسالة من الناتو بشكل عام ومن الولايات المتحدة بشكل خاص لروسيا قبيل قمة الناتو في بروكسيل.

وأردف بأن قمة الناتو سيكون على جدول أعمالها التواجد الروسي في ليبيا ببند متقدم إذا صح التعبير، فهناك أزمة وهناك قلق من قبل الناتو خاصة من قبل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية من تواجد القوات الروسية في ليبيا.

وواصل بقوله: “تواجد الجانب الروسي في ليبيا بهذه الطريقة غير الشرعية والداعمة لحفتر أو المشروع الانقلابي في ليبيا، ربما روسيا والغرب يتفقان بنقطة معينة على عدم استقرار ليبيا، ولكن يختلفان في نقاط أخرى”.

واستفاض: “في نهاية المطاف هناك اتفاق، عندما تدعم روسيا حفتر وعندما تدعمه فرنسا أيضاً، والولايات المتحدة تغض النظر عنه، فهذا يعني أن هناك أشتراك في الهدف ولكن هناك اختلاف في طريقة وأسلوب الوصول له”.

وأكمل أنه بطبيعة الحال سيبقى التوتر قائم بين أنقرة وموسكو فيما يتعلق بالتواجد العسكري الروسي في ليبيا لأنه تواجد غير شرعي وأهدافه غير شرعية وغير إيجابية.

واختتم تكين بقوله: “لا أعتقد أن الحكومة الحالية (حكومة الوحدة الوطنية) أو الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات المقبلة ستقبل بتواجد هذه القوات بهذه الطريقة على الأراضي الليبية”، مشيرًا إلى أن من يتحمل مسؤولية هذا التواجد هو الناتو لأنه سمح من البداية به.

———-

ليبيا برس