قرادة: نحذر من كابوس حقيقي حال عدم إجراء الانتخابات ومن حق سيف الإسلام الترشح للرئاسة

أكد السفير السابق في السويد ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر ‏الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرادة أن احتمالية ترشح سيف الإسلام للانتخابات، ‏مؤشر جيد وتنبيه للجميع وللمجتمع الدولي والخمس الكبار ‏بضرورة أن نبحث عن حل بدلا من أن يكون النظام ‏السابق هو الخيار للشعب.‏

وقال قرادة، في تصريحات عبر فضائية “الوسط”، إن سيف الإسلام ‏معمر القذافي، من حقه كمواطن أن يتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية، مطالبا من لا يريده أن يجادله أو ينافسه أو يتخاصم معه كغريم سياسي في ‏الانتخابات.

وأوضح أنه في ‏رأيه الشخصي سواء صُدق موضوع ترشح سيف الإسلام أو لم ‏يُصدق، يجب التفاعل مع هذا الحدث، قائلاً: “لأنه في قناعاتي ‏حدث رئيسي في ليبيا يفتح المجال لديمقراطية، تختار حكامها عبر ‏الصندوق الانتخابي”.

وتابع: “هذا المبدأ يُعطي كل مواطن ليبي الحق في الترشح، ‏بدلا من أن نأتي بالقيود السياسية أو القانونية أو الاجتماعية، التي ‏تمنع ترشحه”، مُعتبرًا أن ما يمنع ترشح سيف الإسلام حتى الآن، هي ‏قيود سياسية بامتياز، لأن القوانين تحركها السياسة، وأن الأزمة برمتها ‏تحتاج إلى معالجة سياسية تامة سواء في مسألة ترشح سيف ‏الإسلام أو غيرها.‏

وأكد أن النظام السابق ليس كتلة واحدة، فهو من لحظة ومن قبل ‏انطلاق فبراير، كان هناك الحرس القديم والحرس الجديد، وأن الحرس ‏الجديد كان يقوده سيف الإسلام.‏

وقال: “الإرادة السياسية لا ‏تقوم على الرغبة فقط، بل تقوم على الرغبة والقدرة والاستطاعة، ‏فمن الممكن أن تكون لديك رغبة ولكن ليس لديك قدرة أو ‏استطاعة، نحن أن نريد أن نبذل المستطاع، وكتلة النظام السابق ‏ليست واحدة فهناك من ذلك الحرس من هم حاربوا مع فبراير، ‏ومنهم من هم موجودين في حكومة الوحدة المؤقتة، ومنهم ‏موجودين في تيار الكرامة، كأي فكر سياسي هذا طبيعي، وعلينا أن ‏نتقبله”.‏

وأضاف قرادة، “إذا كان سيف الإسلام أو غيره يرغب في الترشح علينا ‏أن نترك المجال للرأي العام، ليقول وجهة نظره، مع ضرورة تقديمه ‏الاعتذار عن الأخطاء السابقة، وهو الأمر الذي يفتح المجال أمام ‏المصالحة، بعكس بعض المتشنجين في النظام السابق الذين لا ‏يرغبون في تقديم التنازلات للشعب، الذي عانى طول السنوات ‏العشر الماضية والسنوات التي قبلها”.

واستمر: “نحتاج إلى تفكيك الألغام واستحداث خطاب جديد ‏لأننا مسؤولين أمام الأجيال الشابة، وعندنا حاليا مسار انتخابي، ‏فالناجح سينبغي أن يكون محققًا لكتلة انتخابية واجتماعية في ‏الشرق والغرب الليبي، وأن يُقنع أهل فبراير، وأهل سبتمبر ‏وباقي الليبيين وعدم دفن رؤوسهم في الرمال”.‏

وأكد أن تيار الكرامة بقيادة حفتر يسعى ‏أيضا لإقناع الليبيين بنفسه، لافتا إلى أن ليبيا عليها الآن أن تُركز على المصالحة وجبر الضرر، ‏خاصة وأن البلاد بات بها حاليا 3 ركائز أو كتل سياسية، وهم تيار ‏فبراير، وتيار ثورة الفاتح من أنصار النظام السابق، وتيار الكرامة من ‏أنصار خليفة حفتر.‏

وأضاف: “كل تيار يدعي أنه يمثل الشعب، ولكن بدون ‏انتخابات أو صندوق، وهو ما ينبغي أن نرتكن عليه لنتخلص من ‏هذه الحلقة الجهنمية المفرغة التي ندور حولها وتقودنا من صراع ‏إلى صراع”.‏

وتحدث عن أن الأزمة في ليبيا أن الشريحة السكانية في ليبيا ‏التي عمرها من 20 إلى 40 تشكل 34% أو 35% من السكان، ‏وأنهم كانوا قبل 10 سنوات أطفالاً أو مراهقين، في مقابل الشريحة ‏الأخرى الأكبر سنًا من 41 إلى 65 التي تشكل 25% فقط، والتي لا ‏تستطيع أن تحجر على آراء الـ35% الأصغر منها سنًا، مضيفا “نحن ‏بحاجة لأن نفكك الألغام وننزع الأشواك، حتى نمضي إلى ‏المستقبل”.‏

وانتقل بالحديث عن العدالة الانتقالية قائلاً: “المجتمع الدولي ‏عنده كتالوج وأجندة جاهزة للعدالة الانتقالية، لكن ما يسري في ‏رواندا لا يسري في أيرلندا الشمالية ولا يسري في ليبيا وهكذا، و‏المشكلة أن المجتمع الدولي يمارس أستاذية في دائرة مغلقة، ‏فجميعنا شاهدنا كيف أن بريكست أخذ 4 سنوات بالتفاصيل حتى ‏تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو يريد أن يحل أزمة ليبيا في ‏مؤتمر يقيمه عن بعد وكأنه يضع يده على حلول سحرية، وهذا لن ‏يحدث”.‏
‏ ‏
وأردف: “الأزمة أن الطبقة السياسية استمرت في هذا الوضع، ‏بدلا من التحاور مع جميع أطياف المجتمع وليس التحاور في ‏الفنادق، لأن الشعب الليبي هو المهم، ليس المهم رأي المجتمع ‏الدولي فينا بل الشعب هو المهم”.‏

وأكد أن أي شخص غير متورط في الإرهاب أو الإجرام المنظم، لا ‏ينبغي عليه أن يخجل في سبيل بلده وخدمة بلده، مضيفًا أنه “لا ‏يهتم بالقوالب، والتاريخ الوحيد الذي يمكننا أن نتمسك به هو 24 ‏ديسمبر، لأنه في حالة لم تتم سيكون أمامنا كابوس حقيقي”.

وطالب بعدم استبعاد أي أطياف سياسية من أي حوار في ليبيا، ‏مضيفا: “لا يمكن مثلاً أن ينعقد حوار في اليمن يُستبعد منه ‏الحوثيين أو ينعقد حوار في لبنان تستبعد منه حركة أمل، لكن هناك ‏من يحاولون منعنا من عبور الأزمة”.

وختم بقوله “لا يمكن أن نفصل القانون أو القواعد على الأشخاص ‏والدستور أيضا، يجب أن يكون هناك قواعد عامة وواسعة للكل، ‏وبعدها تبدأ الاستثناءات، ومن حق كل مواطن ليبي الترشح ‏للرئاسة، وعلى كل تيار من التيارات الثلاث أن يتقدم للشعب الليبي ‏ويتنافسوا بشكل عادل ونرى من سيفوز ويختاره الشعب الليبي، ‏ولكن إذا ظللنا نفصل في القوانين والانتخابات لن نتقدم في شيء ‏لمصلحة الشعب الذي عانى لنصف قرن”، مضيفا أن أزمة ليبيا هي ‏عدم قبول الآخر، بقوله “هل يمكن تعليق صورة سيف الإسلام في ‏يفرن، أو تعليق صورة حفتر في مصراتة، هذه أسئلة جوهرية تحتاج ‏إلى إجابات”.

———-

ليبيا برس