صوان: الليبيون كفروا بالديمقراطية واختاروا العودة للحظيرة مقابل الطعام بعد أن حملوا السلاح جميعًا في 2011

أكد رئيس حزب العدالة والبناء، محمد صوان، أن ما يحدث في ليبيا الآن من انتكاس في العملية السياسية وتردي في الأوضاع، وإحباطات يمر بها الشارع، يُشكل هاجس وألم وحزن له.

وأضاف صوان، خلال جلسة حوارية لمكتب الشباب بحزب العدالة والبناء: “أي إنسان ليبي بعيدا عن السياسة يلعن أي سياسي ويقول أنا كفرت بالسياسة لذلك أنا أتفهم وأتألم لهذا الموضوع بسبب أن ما يجري في ليبيا من انقسام وتمزق وتردي وقصور وفشل للحكومات المتعاقبة يجعل المهمة صعبة أمام أي سياسي يحاول أن يدافع عن الوضع الموجود”.

وتابع: “أكبر فتنة تقع في المنطقة العربية، هي أن الشعوب تكفر بالديمقراطية، وتكفر بالدولة المدنية، وترجع الشعوب لحظيرة القطيع، وهي ضائعة، وهذا الدور يمارس عبر إعلام عالمي وإعلام إقليمي بسياسات مقصودة أو سياسات غير مقصودة، لذلك يختار الناس العودة للحظيرة مقابل تقديمه للطعام والماء وما يحقق الحياة”.

وأضاف أن “المهم حاليًا هو التحسس بالوضع السياسي، والتعرف على حجم المؤامرة التي تحاكي عن بلادنا ليبيا، وكل الدول العربية التي تتطلع أن تكون دول ديمقراطية، لأن اكتشاف هذه المؤامرة يبعث على الأمل، ويجعل الإنسان لديه قدرة على تحمل الصعوبات، ولا يستسلم للأمر الواقع، وهذا ما يقوم به النخبة والصفوة والقبة المثقفة من الشباب”.

ونوه إلى أن هؤلاء الصفوة هم من يقولون “لن تتنازل عن الدولة المدنية ولن نتنازل عن الديمقراطية ومحاربة الاستبداد مهما حاولوا معنا”، مؤكدًا أن المؤامرة التي تحاكي “الربيع العربي” ربما لن يعرفها كثير من الشباب الذين هم كانوا في أعمار صغيرة عام 2011.

واستطرد: “ثورة فبراير كانت استثناء لأن الظلم والطغيان تم انتزاعه بل تم إشهار السلاح في وجه الليبيين وتم انتزاعه بالدماء والتضحيات”، مُردفًا: “لذلك فثورة الشعب الليبي لن تكن ثورة الياسمين، ففي تونس بن علي هرب في الطيارة للسعودية ولكن معمر القذافي قال أنا قاعد هنا وبالفعل فتح مخازن السلاح”.

ولفت إلى أنه في عام 2011 كان موجود أكثر من 20 مليون قطعة سلاح “الشعب الليبي حمل السلاح كله”، ومع ذلك أجريت الانتخابات في 2012 في وجود السلاح، وكانت نسبة مشاركة الشعب الليبي عالية جدا وصلت إلى 70% من المسجلين في السجل الانتخابي وهذا رقم مذهل، متابعًا: “أجرينا انتخابات نزيهة ونتج عنها المؤتمر الوطني ثم استمرت هذه المرحلة إلى 2014 بعيوبها ولكن كانت العملية السياسية تسير بشكل طبيعي في برلمان وفي إقرار الميزانية وغيره”.

وأوضح، “ما حدث في 2014 كان مفصل أساسي ليس في ليبيا فقط ولكن نحن جزء من إقليم، ما حدث في تونس ثم استمر في مصر وسوريا واليمن وليبيا يعتبر حالة تمرد، والتي أعلنها حفتر عبر قناة “العربية” وهو تعطيل الإعلان الدستوري وإعلان حالة الطوارئ وكانت الخطة هو السيطرة على العاصمة طرابلس، ولكن في ظل يقظة بعض الخيرين والوطنيين أحبط هذا المشروع”.

وأشار إلى أن “حفتر انطلق من الرجمة وبدأ قصف مدينة بنغازي، وقتها كنا على أبواب إجراء انتخابات البرلمان، وكانت المؤامرة هي إجراء الانتخابات البرلمانية بدون أحزاب وتم فرض هذا الأمر وأجريت الانتخابات البرلمانية في 2014″، معقبًا أن الأمم المتحدة طلبت من حفتر أن يتوقف عن قصف بنغازي لمدة ثلاث أيام حتى يتمكن الليبيون من التصويت.

وأكمل، أنه بعد ذلك اتضحت معالم المؤامرة بعدم استلام البرلمان بمهامه بطريقة دستورية صحيحة، مما أدخل البلاد في فوضى جعلت هناك جلسة تشاورية في طبرق، وانقسم البرلمان وقاطعه جزء كبير من الأعضاء، ومن ثم دخلنا في هذا الصراع ثم ما يعرف بحرب “فجر ليبيا” التي كانت بين المجموعات المتمردة “الذراع العسكرية لحفتر” وكانت تنتظر الفرصة المناسبة للسيطرة على العاصمة.

—–

ليبيا برس