الدبيبة لـ”النواب”: لا نريد أن نتخطاكم وسأخرج إلى الشعب وأعلن فشلي في حال عدم اعتماد ‏الميزانية

أعلن رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، أنه قد ‏يخرج إلى الشعب ويعلن فشله في حالة عدم اعتماد الميزانية من ‏قبل مجلس النواب.‏

وقال الدبيبة في خلال جلسة مع عدد من أعضاء مجلس النواب ‏بشأن الميزانية، إن التأخر في اعتماد الميزانية قد يضطره للخروج إلى ‏الشعب لإعلان الفشل عن إدارة أموره، وتنفيذ وعوده لهم، مضيفا ‏أنه من دون اعتماد الميزانية سنكون عاجزين وسنعجز أكثر الشهر ‏القادم.‏

وأوضح أن وضع الميزانية تم بناء على دراسات لوضع النفط وحجم ‏الإنتاج والسعر، وكذلك سعر الصرف الجديد، مشيرًا إلى أن كل أوجه ‏وبنود الميزانية وُضعت على أساس أن سعر الصرف 4.4، وسعر ‏البرميل 50 دولار، وإنتاج ليبيا مليون برميل‎.‎

وأشار الدبيبة، إلى أن إنتاج النفط اليوم في ليبيا تجاوز مليون و300 ‏ألف برميل، وسعر البرميل تجاوز 70 دولارًا، وأن هذا يعني أن ‏الميزانية وضعت بشكل حقيقي وتحفظي إلى حد كبير، وأنه سيكون ‏هناك فائض‎.‎

وتحدث عن أن حكومته قدمت الميزانية لمجلس النواب في نفس ‏اليوم الذي حازت فيه الثقة، قبل 3 أشهر، وتم مراجعتها بناء على ‏طلب مجلس النواب أكثر من مرة، مضيفا بأن ما يتردد بشأن اعتماد ‏بند واحد يجعلها لم تعد ميزانية بل شيئا آخر‎.‎

وأضاف أن الحكومة تحتفظ بحق الليبيين في أن تقدم حكومتهم ‏ميزانيتها، لافتا إلى أنها تقبل بأي ملاحظات على أوجه صرفها، ‏خاصة في ظل وجود أجهزة رقابية وديوان المحاسبة المختص ‏بمراجعة أوجه الصرف، وكذلك الرقابة الإدارية، هذا إذا كان هناك ‏تخوفات من الصرف في أوجه غير معلومة‎.‎

وأشار إلى أن الميزانية هي لكل الشعب الليبي في مختلف المناطق، ‏لسداد كل المنح، وكذلك سداد كل رسوم منح الطلاب الدارسين ‏بالخارج، إضافة إلى أن ميزانية التعليم التي كانت مليونًا أصبح ‏مطلوبا لها 4.5 ملايين، وهذا التضخم الحكومة غير متحكمة فيه‎.‎

وتطرق بقوله إن كل محطات الكهرباء بحاجة إلى إجراءات صيانة، ‏إضافة إلى المشروعات الجديدة، لافتا إلى أنه تم الإفراج عن مبالغ ‏للصيانة، وأن القيمة التي كانت 100 مليون أصبحت 2.5 مليار ‏بسبب سعر الصرف والتضخم‎.‎

وأردف بقوله إن القطاع الصحي يعاني معاناة كبيرة، وأنه حضر أمس ‏مؤتمر المصحات، وأنه رغم أن ليبيا قطعت شوطًا كبيرًا في معالجة ‏آفة كورونا إلا أن اللقاحات التي حصلت عليها ليبيا مازالت لم ‏تسدد الجزء الأكبر من ثمنها، انتظارًا للميزانية، منوها بأن الأمصال ‏مكلفة جدًا وتتحكم فيها عدة دول‎.‎

وانتقل إلى احتياجات الطرق في عموم ليبيا من الميزانية، بقوله إنها ‏تحتاج إلى مبالغ كبيرة لصيانتها بعد أن تهالكت، خاصة أن شبكة ‏الطرق الليبية بدأت في السبعينات والثمانينات ولم تُجدد حتى ‏اليوم، مما يضاعف معاناة الليبيين‎.‎

وأشار إلى أن الحكومة تعمل على تشجيع المقاولين الليبيين ‏للانخراط في أعمال الصيانة واستكمال المباني، مؤكدًا أن إعادة ‏الدولة الليبية إلى وضعها الطبيعي يحتاج إلى ما هو أكثر من الميزانية ‏المرصودة‎.‎

ولفت إلى أنه جلس كذلك مع المعلمين وأنهم شريحة تضم 608 ‏آلاف معلم، مضيفا أنه يشعر بالخجل لأن هذه الفئة مازالت ‏تتقاضى مرتبات تتراوح بين 500 و700 دينار، فيما أصبح خط ‏الفقر في ليبيا 1390 دينارًا، بعد أن كان 600 دينار، ما يعني أنه من ‏‏60% إلى 70%من الليبيين يعيشون تحت خط الفقر حتى رغم ‏الزيادات التي يحاول إقرارها‎.‎

وتحدث عن أن الزيادة المقررة لتحسين رواتب المعلمين تبلغ 6.8 ‏مليار دينار، فيما تحتاج الزيادة المطلوبة إلى 32 مليار، لتعديل ‏الرواتب وفق ما أقره مجلس النواب بعد دراسات وحسابات ‏‏”بالورقة والقلم”‏‎.‎

وانتقل بالحديث عن قطاع الشرطة، مؤكدا أنه للوصول إلى شكل ‏لائق برجل الشرطة يمثل الدولة الليبية، ومن أجل دعم الجهاز ‏بالأدوات والمعدات والملابس، إضافة إلى المرتبات، فإن القطاع ‏يحتاج إلى 11 مليارًا‎.‎

وتطرق أيضا إلى فئة الأطباء بقوله إنهم يفترض من الشريحة الأعلى ‏دخلاً في العالم، فإن ميزانيتهم تتطلب 8 مليارات حتى يشعروا أن ‏الدولة تدعمهم وتقف بجانبهم وتقدرهم‎.‎

وعن بنود التنمية في الميزانية أكد على أن الحكومة لا تخجل من ‏إطلاع الليبيين على أوجه صرف كل دينار بالميزانية، مشيرًا إلى أن ‏العقود التي تبلغ قيمتها 100 مليون تحركت مباشرة لتصبح أكثر من ‏‏300 مليون بسبب سعر الصرف، كما يطالب المقاولون الليبيون ‏وغيرهم أولا بتعديل أسعار التعاقدات‎.‎

وتحدث عن أن ليبيا حتى الآن تستورد كل شيء، مشيرًا إلى أن هناك ‏جهودًا من أجل خلق صناعات محلية خاصة؛ الغذائية والخدمات، ‏مضيفًا أنه لا ينبغي أن يخشى الناس من الأسعار الكبيرة فهذا نتيجة ‏طبيعية لسعر الصرف.‏

وشدد على أن ما يشغله هو المواطن الليبي، خاصة المرضى، ومنهم ‏‏460 طفلاً مرضى بالسرطان ليس لدى الدولة ما تقدمه لهم من ‏دواء أو خدمات أو زرع النخاع الشوكي أو العلاج بالكيماوي، مشيرًا ‏إلى أنه يوميًا يجد مظاهرات أمام مكتبه لمواطنين لهم حاجات لا ‏يقدر على التصرف بشأنها بسبب الميزانية‎.‎

وأشار إلى أن أهالي من منطقة الشرق التي تعاني من الجفاف ذهبوا ‏إليه يطلبون دعم العلف، منوها بأن هذا البند وحده يحتاج إلى 80 ‏مليون دينار‎.‎

وأكد أن الميزانية ليست مسألة أرقام كبيرة أو صغيرة، بل يجب ‏النظر إلى أن هذه دولة، وهذا شعب يعاني منذ 10 سنوات، وهذه ‏مقدراته، وما تفعله الحكومة أنها تُقدم له قطرات تروي ظمأه‎.‎

وشدد على أن مسألة الميزانية ليست خلافًا بين الحكومة أو مجلس ‏النواب، فالطرفان مسؤولان أمام الشعب، مضيفا أن الحكومة بعد ‏هذا البيان المعلن لتوضيح الحقائق لم تعد تستطيع الوقوف أمام ‏الشعب، وهي شاعرة بالعجز عن التصرف‎.‎

وكشف الدبيبة أن حكومة الوحدة المؤقتة أخذت من مصرف ليبيا ‏المركزي قروضا تقترب من 30 مليارا، لتغطي بها المرتبات والمنح ‏التي صرفتها، مؤكدًا أن المركزي لم يعد قادرًا على إعطاء الحكومة ‏مبالغ أخرى‎.‎

ووجه رسالة إلى مجلس النواب، قال فيها إنكم أعطيتمونا الثقة، بارك ‏الله فيكم وهذا معناه أنكم وثقتم فينا، كملوها وأعطونا الميزانية ‏وحاسبونا، ونحن لا نتستر على أي وزير أو مسؤول، وطلبت من ‏شركة الكهرباء مراقبة ومحاسبة أي مسؤول، ونحن نريد أن ننجز، ‏ونحن طرف وأنتم طرف، والشعب الليبي طرف بيننا وهذه ‏المسؤولية مشتركة، ونحن لا نريد أن نتخطاكم لأنكم الأساس في ‏هذه الحكومة، وكل من لديه ملاحظة على وزير أو مسؤول عليكم ‏محاسبته.‏

‏—— ‏
ليبيا برس