اليونان تحقق في أكبر صفقة من مخدر الكبتاجون القاتل بـ”100 مليون دولار” كانت متجهة إلى شرق ليبيا

أكدت مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد، والمختصة بنشر تحقيقات حول عصابات الجريمة المنظمة وشبكات التهريب، أن السلطات اليونانية ألقت القبض على سفينة شحن تحمل أكثر من 100 مليون دولار من الحشيش ومخدرات الكبتاجون السريعة، مؤكدة أن هذا دليل على تجارة المخدرات المتوسطية المزدهرة التي غذتها الحرب الأهلية في سوريا وليبيا.

وأكدت المنظمة، في تقرير لها، أنه بعد التحقيق تم الكشف عن شبكة من المجرمين المرتبطين بالشحنة من ليبيا وسوريا، وشركات وهمية مسجلة في لندن، مشيرة إلى أن سفينة الشحن “نوكا” أبحرت ديسمبر 2018 من ميناء اللاذقية السوري متجهة إلى شرق ليبيا.

وأشار التقرير، إلى أن السفينة كانت مليئة بالبضائع التي أرسلها اثنان من الوكلاء خارج دمشق، مستدركًا بأن شحنتها الحقيقية لن تظهر في أي دفتر، موضحاً أنه كان مخبأ في حاويات شحن مزدوجة القاع وسط التوابل والقهوة ونشارة الخشب بقيمة 100 مليون دولار من الحشيش والكبتاجون، وهو مخدر اصطناعي شائع في أجزاء من الشرق الأوسط.

كما لفت إلى أنه بعد قبرص مباشرة، أوقفت السفينة نظام تحديد الهوية الأوتوماتيكي الخاص بها، وهو جهاز يعلن موقعه لسفن أخرى ويستخدم لتجنب الاصطدامات، ولكن بعد بلاغ بمساعدة طائرات فرونتكس، التابعة لوكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل، اعترض خفر السواحل اليوناني السفينة التي ترفع العلم السوري أثناء مرورها بجزيرة كريت، وبعد التفتيش صادروا المخدرات واعتقلوا طاقمها المكون من 11 شخصًا.

وكشف التقرير، أن شحنة نوكا كانت أكبر عملية مصادرة للكابتاجون على الإطلاق في اليونان، وثاني أكبر مصادرة للقنب منذ 25 عامًا على الأقل، وهو دليل على تجارة المخدرات البحرية الصاخبة التي ازدهرت في حوض البحر الأبيض المتوسط منذ فوضى 2011 والتي تسمى بانتفاضات الربيع العربي.

وأوضح أن “الكبتاجون” اسم تجاري لمركب دواء فينيثيلين هيدروكلوريد، تم إنتاجه في ألمانيا الغربية في الستينيات كعلاج لاضطراب نقص الانتباه، والاكتئاب، تم حظر حبوب الكبتاغون المزيفة في الثمانينيات من القرن الماضي، وطورت حبوب الكبتاغون المقلدة في الشرق الأوسط، لا سيما في دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومؤخراً بين المقاتلين في سوريا.

وأردف بأنه “منذ أن بدأ الصراع قبل أكثر من عقد من الزمان، نمت سوريا لتصبح المورد الرئيسي للكابتاغون في المنطقة، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تم ضبط عدد متزايد من شحنات الكبتاغون التي منشؤها اللاذقية في الموانئ الليبية والإيطالية واليونانية والرومانية، تضمنت أكبر كمية تم ضبطها في ميناء ساليرنو بالقرب من نابولي في يونيو 2020 حوالي أكثر من 14 طناً من الكبتاغون تقدر قيمتها بمليار يورو في الشارع.

وبين التقرير، أنه من خلال فحص وثائق المحاكم اليونانية والإيطالية والليبية وبيانات تسجيل الشركات وبيانات تتبع السفن، ومن خلال إجراء مقابلات مع مسؤولي وخبراء إنفاذ القانون، كشفت OCCRP و IRPI عن تفاصيل لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا حول شبكة من المجرمين السوريين والشركات الوهمية المرتبطة بـ”نوكا” وتجارة الكبتاغون الأوسع.

وواصل: “تعود العديد من المسارات إلى اللاذقية ، وهي مدينة ساحلية على البحر المتوسط تخضع لسيطرة حكومية مشددة وتهيمن عليها الفرقة الرابعة سيئة السمعة التابعة للجيش، وهي وحدة يقودها شقيق الرئيس بشار الأسد ماهر الأسد”، ووجد المراسلون أن الرجل الذي يملك النوكا ، وهو سوري يدعى طاهر الكيالي يقيم الآن في اللاذقية ، أدين في إيطاليا عام 2015 بسرقة وتهريب يخوت فاخرة”.

وأكد بأن للكيالي علاقات مع مضر الأسد ، ابن عم بشار الأسد ، الذي تسيطر شركته على مرسى ومجمع سياحي في اللاذقية حيث يدير كيالي كافيتريا، مبينًا أن وثائق المحكمة من محاكمة ذات صلة في بنغازي ، ليبيا ، تكشف عن تفاصيل مستفيضة حول عمليات العصابة الممتدة من سوريا إلى ليبيا والتي يُزعم أنها كانت مستعدة لاستلام شحنة نوكا.

واختتم التقرير بأنه حكم على أربعة أعضاء مزعومين في العصابة بالإعدام رميا بالرصاص لدورهم في النوكا وشحنات أخرى إلى ليبيا.

——–
ليبيا برس