روسيا: الأزمة الليبية وجهت ضربة مدمرة لمنظومة الأمن الإقليمي وأدت لتغلغل واسع النطاق للأسلحة والمرتزقة بدول الساحل

أكدت نائبة الممثل الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة آنا إيفستينيفا، على وجود مخاوف بشأن وجهة المرتزقة في ليبيا، حال مغادرتهم، وأن هناك قلق عميق من أن المرتزقة أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من النزاعات المسلحة الحديثة، حيث لعب المرتزقة الأجانب دورًا كبيرًا في القارة الأفريقية، وبشكل خاص في دولة ليبيا.

وأضافت إيفستينيفا، في اجتماع صيغة “آريا فورمولا” بالأمم المتحدة، حول “نزوح المقاتلين الإرهابيين والمرتزقة الأجانب من ليبيا وأثره على بلدان منطقة الساحل”، أن “ما يزيد الوضع تفاقماً حقيقة أن أنشطة هؤلاء المرتزقة غالباً ما ترتبط بمصالح قوى خارج المنطقة، وخاصة القوى الاستعمارية السابقة، التي تتجاهل سيادة دول المنطقة والقانون الدولي، والتي تدين أحكامها الاستعمار والعنصرية والأجنبية”.

وأوضحت أن دول الساحل الأفريقي لديها قلق أمني بشأن تحركات هؤلاء المرتزقة الذين يمكنهم التسرب إليها عبر الحدود التي يسهل اختراقها، لافته أن الأزمة الليبية وجهت ضربة مدمرة لمنظومة الأمن الإقليمي وأدت إلى تغلغل واسع النطاق للأسلحة والمرتزقة في دول الساحل نتيجة الغزو العسكري الأجنبي والإطاحة بالنظام عام 2011م، وفق تعبيرها.

وبينت إيفستينيفا، نتائج هذا الغزو في منطقة الساحل، حيث أودت العشرات من الهجمات الإرهابية بحياة أكثر من ألف شخص، ونزح مئات الآلاف من الأشخاص من منازلهم أو كانوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، كما شهدت أيضًا زيادة في الهجرة غير المنضبطة إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث وقع الآلاف من الناس ضحية الاسترقاق أو الاستغلال من قبل الشبكات الإجرامية.

وأشارت إلى أن روسيا ساهمت بشكل كبير في 2020م، في إرساء وقف إطلاق النار في ليبيا، ومازالت تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس واحترام التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مشددة على ضرورة مراعاة مصالح الدول المجاورة بما في ذلك مخاوفها الأمنية.

ولفتت أن روسيا دعت إلى تسوية سلمية للأزمة الليبية على أساس حوار شامل بين الليبيين، وكانت تحث الأطراف الليبية على إيجاد أرضية مشتركة وتوافق وطني، مشيرة أنه تسليط الضوء على مشكلة المقاتلين الإرهابيين الأجانب “FTF” والمرتزقة ، الذين يعودون من هذه المنطقة إلى بلدانهم الأصلية أو يقومون بغزو الدول المجاورة، عبر الحدود المليئة بالثغرات بين دول الساحل.

وأعلنت إيفستينيفا، عن تقدير روسيا لدور البلدان الأفريقية والاتحاد الأفريقي والمنظمات دون الإقليمية ، ولا سيما الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والقوة الخمس المشتركة في الساحل، ورغبتهم في إيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية.

وذكرت أن الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في أفريقيا معروفة جيداً على الرغم من هذه العقبات، فقد تمكن الأفارقة في السنوات الأخيرة، بدعم من الأمم المتحدة، من تحديد عوامل عدم الاستقرار والاستجابة لها. مؤكده أنه لتحقيق هذه الغاية، تم استخدام أدوات مثل الإنذار المبكر والاستجابة والدبلوماسية الوقائية والوساطة والمساعي الحميدة وتدابير بناء الثقة.

واختتمت بالتأكيد على ضرورة دعم المجتمع الدولي لهذه الإجراءات، واتخاذ خطوات لتعزيز المؤسسات الحكومية الوطنية وقدرة البلدان على التعامل مع التهديدات الأمنية، وكذلك مساعدة البلدان على تحسين بيئتها الاجتماعية والاقتصادية المحلية.

————

ليبيا برس