بعيو: المسؤولية تقع على الليبيين بأن يعقدوا العزم ويتسلحوا بالحزم للذهاب للانتخابات الرئاسية والتشريعية

استنكر الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للإعلام، محمد عمر ‏بعيو، ما يقوم به المحللين الليبيين من تحليل سياسي للأحداث والفاعليات الدولية، مشيرًا إلى أنه تحليل بمنطق الواجبات السريعة “استلم تأكل”، أو على طريقة البيع الفوري لسلعة وقبض ثمنها، أو الشراء ودفع الثمن.

وأشار بعيو، في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “هذا التحليل هو إحدى آفات المحللين الليبيين، الذين صاروا اليوم بفعل تطور الإعلام وثورة التواصل، أكثر عددًا من أبراج وأعمدة الكهرباء التي يخربها لصوص الإنفلات الأمني، والإفلات من العقاب القضائي، ليسرقوا نحاس أسلاكها والأخشاب والحديد، فالدولة ليست موجودة لتضرب، ومن يسرق وينهب لا يخاف ولا يهرب”.

وأوضح بعيو، أن هؤلاء المحللين سارعوا بانتقاد مؤتمر برلين2 ومخرجاته وبيانه، وتصريحات المشاركين فيه، للقول لهذا الشعب المنكوب، الذي ينتظر قطرات غيث، إنه مؤتمر فاشل لا جديد فيه، ولا فائدة منه، وإن الليبيين لن ينالوا شيئاً منه سوى استمرار الحال، واصفاً إياهم بـ”المتنطحون لما لا يعرفون، أو العارفين لكنهم يستخدمون التسطيح والتسويق الشعبوي لغايات ولإجندات”، على حد قوله.

وأضاف أن مؤتمر برلين2، إلتئم وانصرم بحضور وتمثيل دولي كبير، تصدرته أمريكا بوزير خارجيتها، مُصدراً أكثر من 50 توصية ونصيحة وتوجيه وتدخّل في الحالة الليبية المأزومة، منذ أكثر من عشر سنين، وتحديداً منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 1970 في 20 فبراير 2011م، الذي لم يقرأه النظام السابق آنذاك ولم يفهمه، فكان ما كان من مآسي هذا البلاد منذ ذالك اليوم حتى الآن، لافتاً أن مؤتمر برلين الأول والثاني ليسا شراً.

ويرى بعيو، أن مؤتمر برلين 2، حتى مع لغته الفضفاضة قصداً في بعض نقاطه، والغموض المتعمد الذي يلتبس كثيراً من مفرداته، هو خطوة إيجابية كبيرة على درب البحث عن حل للمأساة الليبية، وإن لم يكن نهائياً وملبياً لمطالب وآمال الليبيين، فيكفي ليكون المؤتمر وبيانه إيجابياً وواعداً.

وذكر أنه ورد في البيان الختامي للمؤتمر، التأكيد الحاسم والجازم على ضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية والنيابية في 24 ديسمبر المقبل، والتأكيد رغم المناورات اللفظية على ضرورة خروج ومغادرة المسلحين والمرتزقة الأجانب، وكذلك التوصية باتخاذ ما يلزم من خطوات اقتصادية لتخفيف المعاناة المعيشية وتحقيق القدر الممكن من العدالة في توزيع الثروة الوطنية.

ولفت أن البيان ذكر أيضا، إنهاء اختيار شاغلي المناصب السيادية واعتماد الميزانية، إضافة إلى رفض وتجريم خطاب الكراهية، معتبراً أن هذا المخرجات هو الأهم، بسبب الإعلام الفاسد الذي يملكه ويديره ويستخدمه الإرهاب الإسلامي عبر قنواته الفاسقة وصفحاته الفاسدة، لمصلحة ممولين خارجيين معروفين، إضافة إلى أبواق أخرى ذات ولاءات غير وطنية، هو أشد الأخطار التي تهدد بل وتضرب يومياً ليبيا في وجودها وكيانها ونسيجها ومجتمعها وحياة شعبها.

وشدد بعيو، على أن المسؤولية الآن تقع على الليبيين، بأن يعقدوا العزم ويتسلحوا بالحزم، للذهاب إلى الإنتخابات الرئاسية والتشريعية، داعيا للتوحد على هذا الهدف، الذي قد لا يكون الأفضل والأمثل، لكنه الخيار الأخير والوحيد.

وأكد أن برلين 2 الذي سبقه برلين 1، والذي لولاه ما كنا الأن أفضل حالاً من حيث كنا في يناير 2020م، حيث توقفت الحرب وإن في صورة هدنة، وتوحدت السلطة ولو قليلاً، هما أفضل المخرجات التي ترتبت عن التدخلات بل الاحتلالات الخارجية.

واختتم بعيو بقوله إن “السيادة الوطنية، لن تعود إلا بعد زمن ربما يطول ويرتبط بالتأسيس الجديد للدولة الليبية، والذي بدايته الممكنة استعادة الشعب للشرعية، وغايته غير المستحيلة أن تصبح ليبيا وهي تستحق وهي قادرة بعون الله أيقونة النجاح في التنمية الإقتصادية والبشرية والثقافية، ونموذجاً جديداً وليس وحيداً للإنتصار الإنساني على الحروب”.والهمجية”.

————-

ليبيا برس