الفارسي: هناك الكثير من العراقيل التي توضع أمام الليبيين لإفشال العملية الانتخابية وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته

أكدت عضو ملتقى الحوار السياسي، أم العز الفارسي، أن العراقيل والعثرات توضع أمام الليبيين لكي يعتقدوا أن الانتخابات ليست مهمة بقدر أن هناك أمور أخرى أكثر أهمية.

وأضافت الفارسي، في كلمتها خلال ندوة حول الذكرى السابعة لاغتيال المحامية سلوى بوقعيقيص، بثتها فضائية “الوسط”، وتصادف ذكرى آخر انتخابات برلمانية شهدتها ليبيا، “في حقيقة الأمر ليست الأمور كما نشتهي دائما، هناك الكثير من الصعوبات التي تكتنف طريق الذين يعملون من أجل استقرار ليبيا”، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المصالح المتشابكة والرؤى المتناظرة والشخصيات التي لديها مصالح مشتركة وقد يكون بينها توافقات لكي تصل لنهايات ليست هي النهايات التي يرغب فيها المواطن الليبي، وبالتالي تصنع العراقيل والعثرات أمام الناس.

وأوضحت أن “المواطن الليبي تحيط به بيئة غارقة وتدفعه إلى اليأس، وتصدير رسائل بوجود تهديدات إرهابية ومخاطر أمنية وتفجيرات متوقعة، لمنعنا من الذهاب إلى صناديق الاقتراع، كما حدث في الانتخابات البرلمانية الأخيرة”.

وذكرت الفارسي، أنها وجهت مجموعة من التساؤلات عن الانتخابات للطلاب أثناء تقديمها إحدى المحاضرات قائلة: “هل منكم من قام بتسجيل نفسه في قوائم الناخبين؟، هل تعرفون شئ عن التسجيل في القوائم؟، هل تعرفون ضرورة أن تكونوا مواطنين كاملين الأهلية ومشاركين فى العملية الإنتخابية؟، هل تعرفون أنكم لو لم تقوموا بذلك فلن يقوم أحد نيابة عنكم بهذا الأمر؟”، لافتة أن إجابة جميع الطلاب تقريباً كانت “لا نعرف”.

وأشارت أنهم يعرفون فقط الوقوف أمام المصارف لسحب الصكوك، والذهاب إلى طوابير الغاز، وانتظار المحاضرات أثناء انقطاع التيار الكهربائي.

واستنكرت الفارسي، كل هذا بقولها: “هذه الأمور كانت هي أولويتنا من أجل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، ولم يتم تنفيذ منها شئ للمواطنين، وصحيح أننا في الحوار السياسي أولوياتنا الآن أن نصل إلى الانتخابات وهي أولوية المواطن الليبي أيضا، لكن لدينا الكثير من العراقيل، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاهها لكي يستطيع أن ييسر كل هذه العقبات ويساعد الليبيين كما ساعدهم فى الخمسينيات لكي يصلوا إلى نفس النهايات”.

وتابعت: “لابد أن نعمل على توعية المواطن الليبي بأهمية أن يكون ناخبًا شجاعًا قادرًا على أن يختار من بين قوائم المرشحين، من ليس مدعومًا بقوة السلاح أو المال الفاسد أو القبيلة، ولكن مدعوما بالمؤهل والثقة في قدراته ومهاراته الفعلية”.

ولفتت الفارسي، إلى ظهور المئات من الأجسام خلال الأيام القليلة الماضية تدعي بأنها تكتلات حزبية تستعد لخوض الانتخابات، مضيفة أن المجتمع المدني ليست لديه مشكلة مع تلك التكتلات بشرط أن يكون لديهم برامج انتخابيه، ويعلمون جيدًا ما الذي يودون أن يقدموه لليبيين لكي نستطيع معًا أن نيسر كل هذه الفجوات التي تعيق المواطن الليبي لكى يصل إلى دولة الاستقرار الرفاهية.

وطالبت، بتدريب العناصر التي تعمل في المفوضية العليا للانتخابات لضمان قيادتها للعملية الانتخابية بأمانة، مشيرة أن المفوضية تعرضت منذ سنوات قليلة للاستهداف وبرغم ذلك لازال هناك شباب يمتلك الكثير من القدرات والإمكانيات التي يمكننا أن نبني عليها ما نستطيع أن نخوض به الانتخابات القادمة.

كما طالبت الفارسي، المجتمع الدولي بمساعدة المفوضية في إعادة ترتيب بُنيتها وهياكلها الإدارية والفنية القادرة على أن تقود العملية الانتخابية، مختتمة بدعوة المؤسسات الأمنية “العسكرية والشرطية”، بالقيام بدورها في العملية الانتخابية من تأمين للانتقال بليبيا إلى دولة مدنية ديمقراطية.

———-

ليبيا برس