بعيو: المشري أخبرني أنه يحلم برئاسة ليبيا وأن والدته وزوجته لا تصدقان انسحابه من الإخوان

قال الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للإعلام، محمد عمر ‏بعيو، إن وسائل الإعلام ضجت خلال اليومين الماضيين بما قاله رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري عبر منصة “كلوب هاوس”، لافتًا إلى أن “خروج المشري من جماعة الإخوان الليبية التابعة للمرشد المصري ليس خروجًا حقيقيًا، وهو ما صرح به شخصياً بداية 2019 بحضور شهود من بينهم الصديق الكبير، حين قال لنا بالحرف: “حتى والدتي وزوجتي لا تصدقان انسحابي من الإخوان”.

وأردف في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “إذا كانت والدته وزوجته لا تصدقانه وهما الأقرب إليه والأعلم بأحواله، فكيف نصدقه نحن خاصة أن الكذب من القواعد الأساسية للتنظيمات الإسلاموية السياسية”، متابعًا بأن المشري تكلم على الطريقة الإخوانجية، فالجعجعة الحنجورية الخطابية الجوفاء، خاصة في مواطن الضعف هي من الخصائص واللوازم الأساسية لذلك التنظيم الذي ينتمي إليه المشري.

وواصل: “المنهج أو الخط الأول هو القضم الهادئ والصامت للدولة، ولجميع ما يقع بين أيديهم من بقايا مؤسساتها وخرائب أطلالها، وهنا نجح الإخوان ومعهم حلفاؤهم المخفيون من بقايا جبهة الإنقاذ، في السيطرة على المال والاقتصاد، من خلال سيطرتهم التامة على مصرف ليبيا المركزي، وعدد من المصارف، والشركات الكبرى ذات السيطرة الاقتصادية الاحتكارية، وجميعها استثمر فيها الليبيون المليارات دون أي عائد حقيقي لهم أو للاقتصاد الوطني”.

ورأى أنه بذلك أصبح من أسماهم بـ”المتأسلمون وأذيالهم، وبالذات الإخوان؛ تنظيمات وأفراد” هم القوة المالية الأقوى في ليبيا، مستدركًا بأن 10 من أثرياء النهب والاعتمادات والاحتكارات أصبحوا أغنى من الدولة الليبية، وأكثر مالاً من 7 ملايين بائس ليبي مجتمعين، على حد تعبيره.

واستطرد : “أما الخط الثاني فهو الخطاب التهريجي عالي النبرة لهذا جاء خالد المشري عبر منصة “كلوب هاوس” قطرية إخوانية في لحظة مصيرية، لا حديث فيها لليبيين غير الانتخابات، بعد انعقاد مؤتمر برلين، وإصرار الكبار خاصة أميركا على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المقرر بخارطة الطريق في 24 ديسمبر 2021، والإصرار على انتخاب الرئيس مباشرةً من الشعب”.

واعتبر بعيو أن الانتخابات المباشرة كأس قاتل لا يريد الإخوان تجرعه، مستدركًا بأنهم سيتجرعونه قدرًا واضطرارًا، قائلاً: “هو موعد الليبيين معهم، لا لينتقموا منهم، بل ليحرروا ليبيا للمرة الأولى والأخيرة، من أدرانهم وأضغانهم، وليُعيدوهم إلى حجمهم الطبيعي الصغير، مواطنين في الدولة الحقيقية، وليس دولتهم الوهمية التي ألغوا بها الوطن، وعبدوا بها أسيادهم في الخارج”.

ودعا الليبيين إلى عدم تصديق المشري حين يشتم حفتر، قائلاً: “فو الله لو تلقّى اليوم مجرد إشارة لاستقباله في الرجمة، لهرول إليها على قدميه، تاركًا لعشيرته الإفتائية والإعلامية، مهمة التبرير الديني والدفاع الغوغائي، عن هذه الخطوة المباركة، وقد سبق له أن حط الرحال في طبرق قبل ثلاثة شهور دون دعوة من مجلس النواب، في خطوة اعتبرتها أنا يومذاك شجاعة، آملاً أن تكون فاتحة تفكير سياسي لكن ثبت أن من يطلب التفكير والوطنية من كهنة ذلك المعبد هو كمن يطلب الشهد من الدبابير”.

وأضاف: “لا تصدقوا المشري حين يحتكر الحديث باسم من يعتبرهم قوى الثورة وفبراير، فالثورة لا وجود لها في أدبيات وأفكار الإخوان، الذين يقدمون أنفسهم تنظيمًا إصلاحيًا غير ثوري، وفبراير كانت لهم مجرد مطيّةٍ ركبوها واستغلوها ووصلوا بها حيث يريدون من السيطرة والتمكين”، مردفًا: “أتحدى المشري وصوان والعرادي أن يقدموا لنا قائمة بأسماء 100 إخواني من القيادات والأعضاء وعائلاتهم، ضحوا بأرواحهم، أو أصيبوا في معارك السنوات العشر”.

وأسهب : “لن تصدق مصراتة هذا التمسح المشروي الإخواني بها، ولا محاولة استدراجها ودغدغة عواطفها والضحك عليها ووصفه عبدالحميد الدبيبة بأنه من قوى الثورة هو مناورة مكشوفة، فأنا وغيري نعرف رأيه الحقيقي فيه، ثم إن الرجل اليوم رئيس لحكومة وحدة وطنية، تمثل الليبيين دون تصنيفات إخوانجية غوغائية متهافتة، ومصراتة اليوم تستعيد ذاتها الوطنية من قبضة الماضي، وتريد وحدة الوطن وبناء الدولة”.

واعتبر أن حديث المشري بداية لحملته الانتخابية، لافتًا إلى أن من حقه كمواطن ليبي أن يترشح، قائلاً: “من حقه أن يحلم كما أخبرني شخصيًا أن يصبح رئيس ليبيا، فإنني أقول له وبالليبي: هذا حصانك وهذي السدرة، وأنت ونحن نعرف أن حصانك هزيل، وأن السدرة بعيدة عنك جدًا، ليس لأنك لا تمتلك بعض القدرات، لكن لأنك أحرقت أوراقك في نيران الهوس الإخواني التاريخي”.

وأتم بقوله: “من حق كل الليبيين ممثلي كل الأطياف أن يترشحوا، بما فيهم المشري وحفتر والسويحلي وسيف الإسلام وغيرهم، والكلمة الأخيرة للشعب الليبي، وهزيمة مرشح يكرهه الإخوان أو غيرهم لا يكون بالتزوير والتضليل والتهديد بالحرب، بل بمواجهته بمرشحين أقوياء، وبرامج صادقة مقنعة، تتأسس على قيم المواطنة والحرية والديمقراطية والتداول السلمي لا بالوعود الكاذبة”.

———
ليبيا برس