صحيفة إسبانية: الإطاحة بالقذافي عام 2011 حولت ليبيا إلى دولة فاشلة وبايدن يسعى لإصلاح خطايا التدخل العسكري
أفاد تقرير إسباني، بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يسعى لإصلاح الأضرار والخطايا التي تسبب بها حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011 عند الإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وهو الأمر الذي حولها إلى “دولة فاشلة”.
وأوضح التقرير المنشور في موقع “إنفو آرينيلز” الإسباني، أن ليبيا انقسمت في صراع دموي جعلها دولة غير قادرة على السيطرة على أراضيها، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى الخوف من أن يؤدي حوالي 20 ألف جندي ومرتزق أجنبي، ما زالوا موجودين في ليبيا، إلى الإضرار بتقدم الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل.
ولفت إلى أنه بعد اغتيال العقيد معمر القذافي، الذي قتل في 20 أكتوبر 2011، إثر قصف حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وانقسمت ليبيا في صراع دموي جعلها دولة غير قادرة على السيطرة على أراضيها، دون وجود ممثلين لها لدى المجتمع الدولي.
وأشارت إلى أن أول محاولات بايدن لمعالجة أخطاء الناتو، هو طرحه فكرة تطبيع الوضع داخل ليبيا، خلال لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ونقل الموقع عن محللين قولهم إن الوضع تغير بعد التوصل إلى هدنة في أغسطس بين حكومة الوفاق الوطني المنتهية ولايتها والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر في بنغازي، مما أدى إلى وقف إطلاق النار في أكتوبر.
وأكدت أن إحدى المشاكل الرئيسية للصراع الليبي مرتبطة، بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، بمن فيهم بعض الأتراك والروس من مجموعة فاجنر الخاصة ، على الرغم من أن موسكو لا تعترف بأنهم تحت سيطرتها، ولا يزال المرتزقة الروس الذين يدعمون هذا حفتر في أماكنهم، بينما تبقى القوات التركية في طرابلس، لكن في حالة تركيا ، الوضع مختلف، حيث تدعي أنقرة أنها جزء من اتفاق ثنائي مع الحكومة الجديدة.
ووفق الصحيفة، قال حزقيال كوبل، مؤلف كتابي “الخلاف من أجل السيطرة على الشرق الأوسط” و”الشرق الأوسط مكان مشترك”: “الجميع اتفقوا على تنحية القذافي، لكن روسيا امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة الذي تغاضى عن تدخل الناتو”.
وأشار الصحفي الشهير إلى أن “الجميع يعرفون أن قتل القذافي لن يكون لعبة أطفال، فبعد تدخل حلف شمال الأطلسي، في عام 2011، كان هناك التخلي التام عن ليبيا، والتي انتهى الأمر بتشكيل حكومة ميليشيا من أجلها”.
وتطرق إلى أن ما حدث مشابه لحظر حزب البعث الاشتراكي العربي في العراق من قبل أمريكا، بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، أو بعبارة أخرى لا يمكن لأي شخص ينتمي إلى الحكومة السابقة أن يخدم في دولة جديدة.
وأردف بقوله “الآن، في ليبيا، بدأت كل قوة أجنبية تلعب بأوراقها، فعلى سبيل المثال، دعمت روسيا والإمارات العربية المتحدة حفتر، بينما بدأت تركيا وقطر في دعم الإخوان المسلمين، مثلما فعلوا في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
ولفت إلى أنه في هذا السياق، الرئيس الأمريكي بايدن يسعى الآن إلى تمييز نفسه عن سلفه في البيت الأبيض، الجمهوري دونالد ترامب، الذي بدا أنه يدعم حفتر خلال فترة إدارته، ولكن من الواضح أن بايدن يحاول أيضًا إصلاح بعض أخطاء السياسة الخارجية التي ارتكبها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
وأتم التقرير بقوله إن أوباما اعترف خلال مقابلة في أوائل أبريل 2016 مع شبكة فوكس بأنه ربما كان أسوأ خطأ ارتكبه في السياسة الدولية والذي لم يكن خلاله يخطط لليوم التالي والمستقبل، هو ”قرار التدخل في ليبيا”.
———
ليبيا برس