‏قاضية أمريكية: حفتر لا يمكن أن يتمتع بحصانة من الملاحقة ‏القضائية بصفة “رئيس دولة”

قضت القاضية الفيدرالية الأمريكية، ليوني برينكيما، أن خليفة ‏حفتر، لا يمكن أن يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية، ولا يمكنه ‏أيضا المطالبة بحصانة رئيس الدولة للدفع عن نفسه في اتهامات ‏ارتكابه جرائم حرب في الحرب الأهلية الدائرة في بلاده.‏

وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، في تقرير لها، إلى أن حفتر، الذي عاش ‏لعقود في ولاية فرجينيا الأمريكية، متهم في ثلاث دعاوى اتحادية ‏منفصلة رفعت في محكمة مقاطعة أمريكية في الإسكندرية، حيث يزعم ‏المدعون أن ذويهم قتلوا أو تعرضوا للتعذيب على أيدي قوات ‏حفتر.‏

وتسعى الدعاوى القضائية إلى تعويض ملايين الدولارات عن ‏الأضرار، التي يمكن استردادها من ممتلكات حفتر وعائلته الحالية ‏في جميع أنحاء شمال فيرجينيا.‏

وكشفت الوكالة الأمريكية أن حفتر زعم في أوراق المحكمة أنه ‏محصن ضد الدعاوى القضائية لأنه رئيس الدولة، كما قال إن على ‏القاضية رفض القضايا لأن الدعوى التي تسعى إلى إلقاء اللوم في ‏الحرب الأهلية في البلاد هي “مسألة سياسية” تتطلب مراعاة ‏السلطة التنفيذية.‏

وفي جلسة اليوم الخميس، قالت القاضية الأمريكية، إن حفتر لا ‏يمكنه الادعاء بحصانة رئيس الدولة أو عقيدة السؤال السياسي ‏كدفاع في الدعاوى القضائية، وأشارت إلى أنها سألت وزارة ‏الخارجية مرتين عما إذا كانت تريد تأكيد اهتمامها بالقضية، مرة ‏خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ومرة خلال إدارة الرئيس ‏جو بايدن، لكنها رفضت القيام بذلك في كلتا المناسبتين.‏

وحاولت جيسي بينال، محامية حفتر، المجادلة دون جدوى بأن ‏قرار وزارة الخارجية بعدم التدخل لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه ‏يحل المسألة، وقالت إن الوضع في ليبيا متقلب وما إذا كان حفتر ‏هو رئيس الدولة في الواقع هو سؤال يعتمد على عوامل متعددة. ‏

وقالت محامية حفتر إن فشل وزارة الخارجية في تأكيد الاهتمام ‏بالقضية يمكن أن يكون نتيجة للعديد من العوامل، التي لا علاقة ‏لها بما إذا كان حفتر، في الواقع رئيس دولة.‏

وتابعت بقولها: “الدبلوماسية عمل صعب، واتخاذ موقف يمكن أن ‏يفسد كل العمل الذي تقوم به كدبلوماسي أمر صعب أيضا”.‏

واتفقت القاضية برينكيما مع كيفين كارول، محامي منى السيد ‏وعائلتها التي تقول إن أشقاءها قتلوا على يد قوات حفتر في بنغازي ‏عام 2014، وجادل كارول بأنه إذا رفضت وزارة الخارجية الاعتراف ‏بحفتر كرئيس للدولة، فإن برينكيما ستفعل ذلك، حيث يكون خارج ‏الحدود كقاضي للسماح له بتأكيد تلك الحصانة.‏

وقال كارول للقاضي: “إذا أعلنت أن حفتر هو رئيس الدولة في ليبيا، ‏هل هذا يبرر تصرفه بشكل غير لائق”.‏

ولم يحدد حكم برينكيما النتيجة النهائية للقضايا، والتي لا يزال ‏يتعين على المدعين إثبات مزاعمهم في المحاكمة، وتسمح برينكيما ‏لحفتر بالدفاع عن نفسه بهيئة دفاع مختلف في المحاكمة، والدفع ‏بإثبات أن القتلى كانوا مقاتلين مسلحين في الحرب الأهلية، وليس ‏المدنيين الأبرياء.‏

وقالت برينكيما: “إذا كان الضحايا المزعومون متورطين بالفعل في ‏أعمال عدائية مسلحة، فإن ذلك يغير طبيعة الأعمال الوحشية، في ‏رأيي”.‏

وتنتقل القضية الآن إلى مرحلة تقصي الحقائق، التي من المحتمل ‏أن تتضمن التحقيق مع حفتر نفسه.‏

‏——-
ليبيا برس