العرادي: تعليمات حفتر كانت تُقرأ في الملتقى نصًا دون أن تُفهم وأحدهم يقول: “والله ما أدري بعثوها لي ‏الآن”

  • بلقاسم حفتر طارد أعضاء اللجنة الاستشارية في جنيف لإغرائهم وتهديدهم لإخراج قاعدة دستورية على هواه
  • قبلنا ترشح المتهم في جرائم حرب لكسب رأي كتلة سيف الإسلام في تأييد رفض ترشح العسكري

 

أكد القيادي في حزب العدالة والبناء، وعضو لجنة الحوار، ‏عبدالرزاق العرادي، أن مستشاري حفتر لاحقوا أعضاء اللجنة ‏الاستشارية بملتقى الحوار، وحاولوا إغراء بعضهم وتقديم ‏التهديدات المبطنة لآخرين، لإخراج القاعدة الدستورية على ‏هواهم.‏

وقال العرادي في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ‏‏”فيس بوك” أن المصالح في عالم السياسة هي الأساس وليست ‏الاستثناء، لكن عالم الديمقراطية مبني على الأنظمة الحزبية وليس ‏الفردية، مؤكدًا أن الأفراد لا شأن لهم إلا مصالحهم الشخصية الضيقة، ‏بينما يترتب نجاح أي حزب سياسي واستمراره على خدمة الناس، ‏وأن مصالحهم لا تتحقق إلا بتحصيل أكبر عدد من الأصوات، وهذا ‏لا يتأتى إلا بخدمة شعبهم وإلا فإن هذا الشعب سيحكم عليها ‏بالفناء من خلال الصناديق”.‏

وتابع بقوله إن النظم الانتخابية الفردية ذبحت التجربة ‏الديمقراطية الليبية من الوريد إلى الوريد، ابتداءً من المؤتمر ‏الوطني العام الذي شكل النظام الفردي فيه 60%، إلى الهيئة ‏التأسيسية التي انتخبت بالكامل على أساس هذا النظام، مرورًا ‏بلجنة فبراير ومنتجها الكارثي الذي أنجب مجلس النواب على ذات ‏النظام الفردي وصولاً إلى ملتقى الحوار السياسي، على حد تعبيره.

وتابع: “في 12 فبراير 2021 أي بعد أسبوع واحد من اختيار ‏السلطة التنفيذية، طلبت اجتماع مع البعثة وعقد هذا الاجتماع ‏عبر “زووم”، حضره الأستاذ خالد محي الدين كبير الخبراء بمكتب ‏سيادة القانون، والدكتور عمر الحمادي الخبير الدستوري بالقسم ‏السياسي بالبعثة، وقلت لهما في هذا اللقاء إن الملتقى يجب أن ‏يتغير أفراده، خاصة وأن الملتقى رغم أنه حقق هدفًا كبيرًا ومهمًا، إلا أن ‏الأمور تغيرت من حوله بشكل كامل”.‏

وتحدث عن أن رئاسة البعثة نفسها تغيرت وجاءت قيادة جديدة، ‏وستكون لها رؤيتها في إدارة المشاكل الليبية وربما حلها، مشيرًا إلى أن المعطيات ‏تؤكد أن الوضع في ليبيا يتجه نحو إنهاء الانقسام في السلطة ‏التنفيذية، وتوحيد مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية ‏والاقتصادية.‏

وأردف: “لا يعقل أن يستمر الملتقى كما هو وأعضاؤه كانوا ‏يمثلون أشخاصًا خرجوا من المشهد، أو كانوا يمثلون حالة ‏استقطاب يجب أن لا تستمر، وكذلك من شارك في اختيار هذه ‏السلطة التنفيذية سيستمر في دعمها من أجل بقائها، لكن البعثة ‏قررت الشروع في تنفيذ رؤيتها الجديدة من خلال المؤسسات ‏الشرعية القائمة والإبقاء على الملتقى كما هو”.‏

وأوضح أنه كرر هذا الكلام على مسمع أعضاء الملتقى في اللقاء ‏الأخير بجنيف، قائلاً: “أضفت أننا إما أن نتحمل المسؤولية ونتعامل مع ‏واقع الملتقى وإما أن يحل الملتقى”.‏

وتطرق إلى أن كتلة حفتر كانت أكثر الكتل حضورًا ومتابعة لأفراد ‏الملتقى الواقعين تحت تأثير سلطة الأمر الواقع، وأن بعضهم ليس ‏مقتنعًا بها وسيركلها في أول محطة يستطيع من خلالها أن يعبر عن ‏رأيه بحرية.‏

ولفت إلى أن مستشاري حفتر لاحقوا اللجنة الاستشارية في تونس، ‏ثم لاحقوهم في جنيف، مشيرًا إلى أن هؤلاء المستشارون هم: ‏‏”بلقاسم حفتر، وحاتم العريبي، وإبراهيم الغرياني، وأحمد عبود، ‏وأسامة حماد”.‏

وتحدث عن أنهم كانوا على تواصل مع أعضاء الملتقى الواقعين ‏خضوعًا لهذه السلطة، سواء عبر الهاتف وغرف الدردشة واللقاء ‏المباشر في فترات الراحة، وبعد انتهاء الجولات اليومية، حيث ‏يمارسون عليهم الإغراء والإنعام، وربما التهديد المبطن. ‏

وأكد أنه كان يأتي لبعضهم ما يشبه التعليمات، لما ينبغي أن يُقبل ‏وما ينبغي أن يُرفض، وما ينبغي أن يقال، وما لا ينبغي أن يُقال، حتى ‏إن أحدهم قرأ رسالة نصية كما هي، وعندما سئل عن معنى أحد ‏المصطلحات الواردة فيها رد بقوله: “والله ما أدري بعثوها لي ‏الآن”.‏

واستمر: “الحق يقال إن هذه الكتلة كانت من أكثر الكتل ‏تماسكًا، ولكن مستشاري حفتر إما أن عمقهم السياسي ضعيف أو ‏أنهم واقعين تحت تأثير سلطة الفرد، والظاهر أنهم يعانون من ‏الأمرين معاً، لأنهم أضاعوا فرصة ذهبية بالنسبة لهم لن تتكرر”.‏

وواصل: “كتلة سيف الإسلام القذافي كانت قليلة ‏العدد، ولكنها حصلت على أهم ما تريد متناسية أن الرجوع إلى ‏المربع الأول سيُفقدها هذا المكسب، لأن شروط الترشح في ‏المقترح أو في الحل المتوقع وحدة واحدة لا تتجزأ، كما ذكرت ‏سابقا”.‏

وأردف بأن قبول ترشح المتهم في جرائم حرب جاء من أجل ‏كسب رأيهم في تأييد رفض ترشح العسكري، إلا بعد قبول ‏استقالته، ورفض ترشح مزدوجي الجنسية لرئاسة الدولة، إلا بعد ‏تخليهم عن الجنسية الأخرى، والقبول بالانتخابات الرئاسية جاءت ‏بعد تقييد صلاحيات الرئيس، لأننا نعبر من فترة صراع مرير، وحرب شرسة بأحداث أنواع الأسلحة، قائلاً: “فلا يعقل ‏أن يتم انتخاب رئيس بصلاحيات واسعة، وهو منذ أشهر قليلة جاء ‏بقده وقديده وبجيش جرار لتدمير العاصمة، بما فيها ومن فيها، كما ‏جاء في تهديده الأخير”.‏

واستمر: “ولا يعقل أن يأتي شخص آخر قتل أباه وشقيقه في ‏حرب التخلص من الاستبداد، إلى سدة الحكم، قبل حدوث ‏مصالحة وطنية حقيقة وجادة، تتعامل مع مطالب الجميع، بما ‏فيها مطلبه في دفن والده وشقيقه، ومطالب الـ 1200 شهيد ‏وحقهم في معرفة ما حصل لرفات أبنائهم”.‏

وتحدث كذلك عما أطلق عليها “كتلة المصالح” بقوله إنها كانت ‏كتلة غير مرتبطة بالحكومة فحسب، ولكنها أيضا مرتبطة بمجلس ‏النواب والدولة الاستشاري والمجلس الرئاسي بشكل معقد، وهي ‏ككرة الثلج تتمدد داخل الملتقى، وهؤلاء قدموًا مقترحا غير قابل ‏للتطبيق وأصبح لديهم العدد الكافي لإجهاض أي مخرج من الملتقى ‏ما لم تؤمن فيه مصالحهم، وهذا ما ردده في بداية اللقاء أحد ‏أقطابها الرئيسيين حين قال: “والله ما طالعين بقاعدة دستورية وكان ‏نطربقها على روؤسهم”، لافتًا إلى أن هذا الشخص ما فتأ يزايد في ‏الإعلام بكلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة.‏

وأشار إلى أنه لن يستغرب إذا وجد بعض أعضاء الملتقى وقد قبضوا ‏الثمن ولو بعد حين، ولكنه ثمن بخس ملوث بدماء ومعاناة الشعب ‏الليبي، لافتا إلى أنه يعرف بعض هؤلاء وكانوا يشيعون المبادئ ‏والآن يشيّعونها، قائلاً: “كان حماسهم وصوتهم الجهوري ترتجف منه ‏الجلود على بعد مسافة قصر السفر، وإذا بها تخرج من أفواههم ‏باهتة لا روح فيها يكتسيها النفاق وكلماتهم تزكم الأنواف”.‏

وانتقل بحديثه عن الكتلة الوطنية المدنية، وقال إنها كانت مبعثرة ‏ولم تكن موجودة بما يكفي، رغم أنها وحدها التي تملك الحل ‏الوطني الوسط والمجرد، الذي لا يهمل كتلة المصالح ويأتي إلى ‏نصف الطريق مع باقي الكتل.‏

‏——–
ليبيا برس