بالخير: القانون الانتخابي متوقف على الأطراف السياسية ‏ولن نستطيع إجراء الانتخابات إذا لم يصلنا يوم 1 سبتمبر

قال عضو المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عبد ‏الحكيم ‏بالخير، إنه “لازالت الأعداد ‏الحقيقية للنازحين والمهجرين في داخل البلاد غير دقيقة لكي نعتمد عليها، ‏ولكن اعتمدنا عدد من المراكز مخصصة للنازحين في ليبيا ‏ويستطيع أن يسجل في هذه المراكز من دون تخصيص وسنتعامل ‏معهم بطريقة خاصة في الانتخابات”.

وأكد الشعاب، في مقابلة مع فضائية “ليبيا بانوراما”، أن المفوضية تنتظر ‏القانون الانتخابي حتى نصدر قرارًا للخارجية بفتح سجل الناخبين، ‏مضيفًا أن منظومة سجل الناخبين في الخارج شبه جاهزة، وأعطينا ‏لهم حتى يكون التسجيل فعلي لعل عدد منهم يعود أو يغير مكان ‏تواجده لأنه يكلف الناخبين في الخارج كثيرًا والناخب الواحد يكلف ‏نحو ألف دولار.

وأشار إلى أن وزارة الخارجية متعاونة مع المفوضية وتعمل على ‏توفير المعلومات اللازمة حول هذا الأمر، لافتًا إلى أنه “بالنسبة لليبيات المتزوجات من أجنبي، كان ‏هناك إشكالية بمنظومة السجل المدني، وكانت لا تأتي للمفوضية ‏البيانات فارغة، ولكن السجل المدني تعاون معنا في هذا الأمر وتم ‏رفع الحظر عنهن وستجد بياناتها موجودة وتم حلها في هذه ‏الانتخابات”.

أما عن أزمة الأرقام الإدارية، فقال إنها متوقفة على القانون الانتخابي ‏الذي سيصدر قريبًا، وإذا تم منح الإذن لأصحاب الأرقام الإدارية فلدينا جدول معين مخصص لهم وسنفتح لهم التسجيل في الانتخابات.‏

وعن القانون الانتخابي، أكد أنه متوقف على الأطراف السياسية ‏في ليبيا، قائلاً: “نحاول أن نرفع مستوى جاهزيتها وننتظر تلك ‏القوانين ونحن جهاز فني لا نتدخل في الأمور السياسية ونرجو من ‏الجهات التشريعية والمسؤولة أن تشارك المفوضية في النواحي ‏الفنية في إصدار القانون”.‏

ولفت إلى أنه لو وصل قانون الانتخابات في 1 سبتمبر، ‏لن تتمكن المفوضية من إقامة الانتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ‏ديسمبر، موضحًا أن آخر مرة تم تحديد سجل الناخبين فيها كان في 2018، ‏وكان بها حوالي 2 مليون و400 ألف ناخب ولم يتم تحديثه حتى ‏الآن، رغم أن هناك الكثير الذين وصل سنهم لأكثر من 18 عاما.‏

وواصل بقوله: أنهم “كانوا يتوقعون أن تصدر القوانين الانتخابية قبل 1 ‏يوليو، قائلاً: “كنا سنُرجئ هذه المرحلة للمراحل التالية لاستلام ‏القوانين الانتخابية، لكن تعطيل القوانين جعلنا نفتح تلك الخطوة، ‏لأنها غير مرتبطة بالقوانين الانتخابية من باب التجهيز الدائم ‏للانتخابات المقبلة أيا كانت”.

ووصف القوانين الانتخابية بأنها خطوة أولية، لكسب وقت في اتجاه 24 ديسمبر، ‏قائلا “خاصة وأنه من التجارب السابقة في فتح سجل الناخبين، عادة أن يكون ‏التسجيل في الأيام الأولى بطيء وتكون ذروة الإقبال في منتصف ‏الأيام الأخيرة، كاشفًا أنهم سجلوا في الأيام الماضية قرابة 8 آلاف ناخب ما بين ‏ناخب جديد، ومن غيروا مراكز اقتراعهم من مركز إلى مركز”.

واستكمل : “سجل الناخبين غير مربوط بالإقامة أي ليبي بلغ سنه 18 عامًا له ‏الحق أن يسجل عن طريق الرسائل النصية القصيرة، أيا كان مقر ‏إقامته واتجهنا من خلال التجربة السابقة عرفنا أسرع الطرق ‏للتوعية تبين أن القنوات التلفزيونية هي أسرع الطرق للتوعية، من ‏خلال دراسة تم وضعها وأكثر وسيلة توصل بها المعلومة إلى ‏المواطن وليس مواقع التواصل”.

وأشار إلى أنهم صمموا ومضات تلفزيونية تبث على كل القنوات ‏التلفزيونية واللوحات الطرقية ومركز الاتصالات والمساعدة لتصبح عاملاً مساعدًا للناخبين، مؤكدًا أن المفوضية لديها 2000 مركز على مستوى ليبيا بالكامل ‏وكلها على مستوى عال من الجاهزية، مستثنيًا بعض الأماكن التي بات بها ‏مشاكل بسبب الحروب، قائلاً: “هذه المراكز حاليًا تحت الصيانة والإنشاء ‏وما زالت مفتوحة، ولا يحتاج الناخب حاليًا إلى الذهاب للمراكز لأن ‏التسجيل يكون بالرسائل النصية”.

وأكمل: “المراحل القادمة تعتمد على القانون الانتخابي لكن ‏المراحل الأولية يحق للمفوضية القيام بها هي فتح سجل الناخبين ‏وبطاقة الناخب وهي حاليا تحت الطباعة قرابة 2 مليون بطاقة ‏جاهزة، وننتظر تكمل مرحلة التحديث الحالية سنطبع بطاقات ‏الناخبين الجدد وسيتم تسليم البطاقات للمواطنين وسنفتح المراكز ‏لكي تمنح لكل المواطنين والتي ستكون صالحة للاستخدام لثلاثة ‏عمليات انتخابية مقبلة”.‏

واستدرك: “لكن الناخب لا يستطيع أن يقترع بدون هذه البطاقة ‏وتم تجهيزها بطريقة احترازية بحيث لا تخضع أي عمليات تزوير ‏أو تزييف”. ‏

وتطرق في حديثه إلى حادث تفجير المفوضية عام 2018، قائلًا “كان حادث أليم وهجوم غادر، فقدنا فيه أعز الموظفين ‏لدينا، لكن هذا الموقف الأليم قوّانا ولم يضعفنا، وبعد الحادث مباشرة ‏أخذنا بعض الإجراءات أولاً الإصرار على الاستمرار في المشوار ‏ويجب أن نكون أمام الليبيين بالمستوى المطلوب للتحدي، لأن ‏درب المفوضية درب في حق من حقوق الشعب الليبي”.

وقال إن المفوضية كانت تتوقع وصول القوانين في 1 ‎يوليو، مضيفًا “العملية الانتخابية تمر بعدة مراحل وقسّمناها إلى أكثر من 120 ‏مرحلة، والتي ينبغي أن نمر بها من بداية يوليو حتى شهر ‎ديسمبر، وعندما تعذر وجود قانون وضعنا 3 خطط بديلة”.

وأردف أن البديل الثاني أن يتم تسلم القانون في 1 ‎أغسطس، ‏لافتًا إلى أنه تم تجهيز سجل الناخبين لإقامة عمليتين انتخابيتين، قائلاً: “لدينا ‏خطة ثالثة نتسلم فيها قانون الانتخابات في 1 ‎سبتمبر، ولكن ‏تلك الخطة سيتعذر فيها القيام بعمليتين انتخابيتين في وقت واحد.

واستكمل : “الأسباب ترجع إلى أن الانتخابات الرئاسية تأخذ وقت أطول في مراحلها ‏مثل فتح باب الترشح لأن تأخذ وقتا أطول ويجب أن تعطي فترة ‏للمرشحين للدعاية الانتخابية التي ينبغي أن تكون أطول من ‏الانتخابات البرلمانية وسنضطر لأن نعلن إجراء انتخابات برلمانية ‏وبعدها انتخابات رئاسية أو العكس على حسب ما تقرره الجهة ‏التشريعية”.

وكشف أن المفوضية تحتاج إلى 50 مليون، لتكملة العملية ‏الانتخابية القادمة، معتقدًا أنها كافية لاستكمال المرحلة القادمة، مستدركًا بأنه ‏إذا كان هناك أكثر من عملية قد تكون هناك حاجة لزيادة الميزانية وقتها، مشيرًا إلى أن هناك منظمات خاصة بمراقبة الانتخابات وسيتم ‏دعوتها للمراقبة، قائلاً: “هم يطلبون أحيانا وهناك الكثير منهم طلبوا مثل ‏مركز كارتر والاتحاد الإفريقي”.

وأكد أنه لدينا إدارة توعية لخطة ‏إعلامية للتوعية الانتخابية في كل مراحل الانتخابات، متابعًا بقوله “لا يوجد أي تواصل مع الدولة الاستشاري والنواب ‏نحاول ألا نتدخل في أمورهم، إلا لو طلبوا المشاركة في أمور ‏فنية”، وعن إجراء الاستفتاء قبل الانتخابات، قال إنه يحتاج إلى ‏قانون لو صدر القانون من البرلمان ستنفذه المفوضية فورًا، ‏لافتًا إلى أن المفوضية لم تعطل إجراء الاستفتاء على الإطلاق لأنه عندما ‏صدر القانون هناك من عارضه.
‏ ‏
وأتم بقوله : “الوضع الأمني في الاستفتاء سيكون له تأثير كبير وليس ‏مثل الانتخابات البرلمانية لأنه في الاستفتاء هناك تقسيم للدوائر ‏الانتخابية إلى 3 دوائر لو حدث خرق في إحدى الدوائر سيتم إلغاء ‏الاستفتاء برمته، ولو كان الليبيون جادين في بناء البلد فالانتخابات ‏ستساعد في وجود جسم جديد يستطيع أن ينقل البلاد من وضع إلى ‏وضع آخر”.

وتابع أن هناك دعم دولي للمفوضية ولكن لا يأتي مباشرة ‏للمفوضية ولكن يأتي عن طريق مشروع الأمم المتحدة الإنمائي وهو ما ‏يتسلم الأموال للدول المانحة قائلاً: “وضعنا مشروع في 2017 لدعم ‏العملية الانتخابية بالكامل، واضطررنا لذلك المقرر الذي كان يحتاج ‏إلى صيانة وكنا نعاني من شح الميزانية واضطررنا إلى تعديل ‏المشروع من دعم لوجيستي إلى المفوضية إلى تخصيص جزء منها ‏إلى صيانة المفوضية نفسها تحت إشراف الأمم المتحدة، ولكن ‏وليس لدينا إلا ميزانية واحدة هي التي تأتي من الحكومة”.

وألمح إلى أن المفوضية تتواصل مع الأمم المتحدة مباشرة ومستمرة لأن ‏جسم المفوضية موجود، من أجل تنفيذ العملية الانتخابية وعلى ‏مستوى عال من الخبرة لتنفيذ الانتخابات، مضيفًا: “ما حدث من ‏اضطرابات حد من قدرتنا على تنفيذ برامج تدريبية فتواصلنا مع ‏الأمم المتحدة لأنهم يسعون لأن يضمنوا أن تكون المفوضية جاهزة ‏حتى يتمكنوا من عقد الانتخابات”.

وأكد أن العملية الانتخابية عملية تضامنية وليس موضوع المفوضية ‏لوحدها وينبغي أن يكون لديها شركاء حقيقيين مثل مؤسسات المجتمع ‏المدني والمجالس المحلية، والشيوخ والأعيان، مضيفًا “لهم دور كبير للتمهيد ‏لأرضية حقيقية للعملية الانتخابية فهناك مناطق في ليبيا قبلية بشكل ‏كبير ولهم مكانة كبيرة عند الليبيين ووجودهم مهم ‏لنا”.

واختتم بالتأكيد على أن المفوضية تتواصل مع وزارة الداخلية التي بها إدارة ‏خاصة لإدارة الأمن الانتخابي، مشيرًا إلى أن هناك جهد كبير لدعم العملية ‏الانتخابية، وهناك تعاون كبير بيننا وبينهم في هذا الشأن وهناك ‏دورات تم تنظيمها لمديريات الأمن في ليبيا كلها وتم تدريبهم على ‏الإجراءات الانتخابية والعملية الانتخابية وحاليا جاهزين لخوض ‏العملية الانتخابية.‏