تقرير أمني: 50 مرتزق سوري يتزعمهم قيادي داعشي انضموا للعناصر المسلحة في طرابلس
كشف تقرير أمني أن 50 مرتزقًا يترأسهم قيادي بتنظيم داعش الإرهابي، انتقل من ريف حمص الشرقي في سوريا، لافتًا إلى أنهم انضموا للعناصر المسلحة في طرابلس، ضمن خطة لإعادة بناء التنظيم الإرهابي لنقاط ارتكاز بديلة في ليبيا.
وكشف تقرير مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية، الصادر مؤسسة “ماعت” للسلام، عن المحاور الرئيسية لاستراتيجية تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، مشيرا إلى أن التنظيم “يبحث عن نقاط ارتكاز بديلة في ليبيا”، بعد أن وضع قدمًا في الجنوب، فيما يضع عينيه على منطقة الهلال النفطي.
وأورد التقرير أبرز العمليات الإرهابية التي نفذّها التنظيم الداعشي في ليبيا، وتحركاته خلال تلك الفترة، وأبرز العوامل التي دعمت نشاطه المتنامي مؤخرا.
وأظهر التقرير المكون من 51 صفحة أنه بعد 5 أشهر من استلام حكومة الوحدة المؤقتة بقيادة عبد الحميد الدبيبة، مهامها لا يزال خطر تنامي الإرهاب، بالأخص في جنوب ليبيا، حيث يمثل تهديدًا حقيقيًا لليبيا وجيرانها.
ولفت التقرير إلى أن هذا الهجوم الإرهابي في سبها الواقع في يونيو 2021، يمكن أن يعتبر واحد من المؤشرات الخطيرة، خاصة وأنه تضمن إعلاناً رسمياً عن عودة تنظيم داعش في ليبيا.
وأكد التقرير أن الجماعات الإرهابية في ليبيا تستغل الثغرات الأمنية، الناجمة عن عرقلة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية بموجب مؤتمر برلين 2019، ومخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي، لإعادة تأهيل نفسها للقيام بعمليات إرهابية متوالية.
واستغل تنظيم داعش الإرهابي، في ذلك الحالة المتصاعدة للإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، والخلايا المحلية المتعاونة مع تلك الجماعات في جنوب ليبيا.
ورصد التقرير أن أكبر مثال على ذلك هو ما نفذته عناصر جماعة التغيير والوفاق التشادية، الذين فروا من ليبيا إلى تشاد في أبريل الماضي، باغتيال الرئيس التشادي إدريس ديبي في 19 أبريل من العام الجاري.
ونقل التقرير عن خبراء في شؤون الإرهاب أن تنظيم داعش بتبنيه العملية الإرهابية في سبها جنوب شرق البلاد، وقبل ذلك محاولاته لتنفيذ عمليات مُشابهه في منطقة الهلال النفطي، يجعل من ليبيا أحد المسارات التي يضعها التنظيم نصب أعينه في عام 2021.
وأرجع التقرير ذلك إلى عدة عوامل، أولها انتهاكات المليشيات المسلحة في الغرب الليبي وفي العاصمة طرابلس للمواطنين، والتي ترتب عليها حالة غضب بالغة قد يوفر لداعش فرصة لإقامة علاقة جديدة مع هؤلاء السكان المحليين، انطلاقاً من حالة الرفض الشعبي لسيطرة الميلشيات المسلحة على المشهد الأمني في طرابلس وغيرها من المدن.
وأشار إلى أن ثاني تلك العوامل مرتبط باستفادة تنظيم داعش من تجنيد تركيا لمرتزقة من جنسيات مختلفة شمال سوريا، حيث نجح تنظيم داعش في تجنيد واستقطاب طيف من المقاتلين الذين جندتهم تركيا وأرسلتهم إلى ليبيا.
ونقل التقرير عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن كتيبة من ”مرتزقة” تضم نحو 50 عنصراً يترأسها قيادي بتنظيم داعش الإرهابي من ريف حمص الشرقي في سوريا، قد انضمت للعناصر المسلحة في طرابلس، وهو ما ساعد تنظيم داعش في ليبيا على إعادة ترتيب أوضاعه مرة أخرى لإعادة السيطرة على بعض المناطق والقيام بعمليات إرهابية.
وذكر التقرير أن التطوارات المرتبطة بتنظيم داعش في ليبيا توضح أنه يجاهد ويسابق الوقت من أجل وضع موطئ قدم في الجنوب والوسط الليبي، وبشكل خاص بمنطقة جنوب الجفرة ومنطقة الفقهاء.
وأوضح أن تلك المناطق، تعد من مناطق ارتكاز التنظيم التقليدية؛ بهدف البحث عن نقاط ارتكاز بديلة لتكون قاعدة لتنظيم داعش المركزي، مستغلاً استمرار حالة الصراع الدائر بين أطراف الصراع وقرب ليبيا من واحدة من أهم ولايات تنظيم داعش في غرب إفريقيا.
وتحدث عن أنه استفاد أيضا من سهولة انتقال الأفراد والمعدات عبر الحدود الجنوبية لليبيا، للوصول لأماكن ارتكاز التنظيم في وسط وغرب إفريقيا، ما يجعل من العام 2021، فرصة سانحة لداعش للظهور في ليبيا إن لم تتضافر الجهود لدرء مخاطر هذا التنظيم.
وانتقل التقرير بقوله إن الاستقرار الأمني مرهون بتنفيذ ما اتفق عليه في خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية للحل الشامل في ليبيا، التي اتفق عليها الفرقاء لاسيما البند الخاص بانتخاب رئيس جديد بموعد لا يتجاوز 24 ديسمبر 2021، بخلاف أن استمرار تدفق المرتزقة بخلاف ما اتفق عليه في اتفاق إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر 2020 من شأنه أن يهدد هذا الاستقرار الحذر على المستوى الأمني في ليبيا، خاصة في ظل رفض تركيا خروج المرتزقة والقوات التابعة لها في ليبيا بدعوى أنهم مستقرون بناءً على اتفاقيات أمنية بينها وبين حكومة الوفاق السابقة في طرابس.
وتطرق إلى أن تنظيم داعش بصفة عامة لا يزال في طليعة الجماعات الإرهابية القادرة على تنفيذ هجمات إرهابية وإرهاق القوات الأمنية في دول عربية، حيث تبنى التنظيم ما يربو على 47 عملية إرهابية خلال الربع الثاني من العام الجاري 2021.
——–
ليبيا برس