الغرياني: بقاؤنا في الفوضى التي نعيشها أقل شرًا من الانتخابات

هاجم المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، ‏الصادق ‏الغرياني، اجتماع روما لبحث القاعدة الدستورية وقوانين الانتخابات، مؤكدًا أن أطرافه غير محايدين.

وقال، خلال مقابلته الأسبوعية عبر فضائية “التناصح”، إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح التقى منذ أسبوع مع حفتر في الرجمة، كما أنه عطل ميزانية الحكومة التي رضي عنها المجتمع الدولي.

واستنكر موافقة عقيلة على منح حفتر ميزانية 6 مليارات من منطلق أنه قائد الجيش، وربطه الموافقة على ميزانية الحكومة بمنح حفتر المليارات التي يريدها، قائلاً: “حفتر ليس قائدًا للجيش حتى تُصرف له ميزانية من الحكومة ولكنه قائد مليشيا تضم 20 ألف مرتزق”.

وأضاف أن عقيلة ليس محايدًا كذلك لأنه كان منافسًا على رئاسة ليبيا حيث ترشح على رأس قائمة وهُزم في انتخابات لجنة الـ75، فكيف يقبل السايح الجلوس معه، وكيف يكون هو من يصيغ قانون الانتخابات، خاصة أن السائح رآه وهو جالس مع حفتر.

ورفض أن يعهد بقانون الانتخابات إلى عقيلة ليكون خصما وحكما في الوقت نفسه، مؤكدا أنه يريد أن يفصل القانون على مقاس سيده حفتر، بحسب تعبيره.

وعن السجل الانتخابي قال، إن عددا ممن أسماهم بـ”أنصار فبراير” تواصلوا مع دار الإفتاء يستنكرون ما وصفوه بـ”تزوير سجلات الناخبين”، قائلا إن عمليات تزوير السجلات اكتشف بعضها، فيما يتم إكمال عمليات التزوير بصياغة قانون الانتخاب من قبل “برلمان طبرق”، بحسب قوله.

وقال إنه تداول على رئاسة سجل الناخبين جماعات مختلفة وكثير منهم كان يصرح بأنه ضد فبراير، وحصل تلاعب في السنوات الماضية بالسجل، وهناك أرقام وطنية أعطيت لمتوفين ومرتزقة ولم يتم تحديثه وتنقيته من الأسماء المزيفة.

وأضاف أن السجل الانتخابي مبني على السجل المدني الذي شهد شراء أرقام وطنية، مطالبًا بمعالجة واضحة شفافة مقنعة للناس حتى تكون الانتخابات صحيحة.

وأشار إلى أن التزوير يتعلق ببعض المُهجرين والنازحين من المنطقة الشرقية الذين استقروا في المنطقة الغربية وكثير منهم كانوا من الصغار، ولم تنقل البلدية سجلاتهم إلى المنطقة الغربية التي يعيشون بها الآن، ولا تزال سجلاتهم تابعة لبنغازي وطبرق واجدابيا وحين بلغوا السن القانونية وأرادوا التسجيل الآن أجابتهم البلدية بأنهم مسجلون في بنغازي.

وأكد أن المفوضية لم تتخذ إجراء بشأن تزوير سجلات الناخبين المسجلين في المنطقة الشرقية وهم مقيمون في المنطقة الغربية مطالبا بمعالجة هذا الملف بشكل عاجل.

وتطرق إلى توزيع المقاعد على المناطق في ليبيا، منتقدا إعطاء بنغازي 30 مقعدا وبنغازي 27 مقعدا فقط بحجة نسبة المقاعد إلى عدد السكان، مؤكدا أن هذا يعبر عن خلل كبير حيث إن سجلات عدد كبير من المقيمين في طرابلس ما زالت موجود في مناطقهم التي هجروا منها.

وانتقد انتخاب مقاعد المنطقة الشرقية بالنظام الفردي بينما المنطقة الغربية أغلبها بالقوائم، مؤكدًا أن هناك تزوير يتم بشكل فني، وأن هذه الإجراءات ليس هدفها انتخابات صحيحة ولكن توصيل أناس معينين يريدون أن يستولوا على السلطة بعد أن منعوا منها وهزموا في المعارك العسكرية.

وأكد رفضه محاولات تزوير الانتخابات، مؤكدًا أن البقاء في الفوضى التي تعيشها ليبيا الآن أقل شرًا من الفوضى التي تخلقها انتخابات مزورة يُمكّن فيها حفتر.