لنقي: خروج قاعدة دستورية عن ملتقى الحوار سيسبب انشقاقات أكبر مما لو انبثقت عن ‏الأجسام المتهاوية شرعيتها

قالت عضو اللجنة القانونية بملتقى الحوار السياسي الزهراء لنقي، ‏إنه للأسف الشديد أصبح مسار إنتاج القاعدة الدستورية من قبل ‏ملتقى الحوار السياسي في حد ذاته مسارًا استقطابيًا، لافتة إلى أنه أدخل ‏الجميع في دوامة باتت تهدد خارطة الطريق، التي تعد الإنجاز الأكبر ‏لملتقى الحوار السياسي.‏

وأوضحت لنقي في سلسلة تغريدات عبر حسابها على موقع ‏التواصل الاجتماعي “تويتر” أن خارطة الطريق المهددة، ‏أسهمت في وضع القاطرة على السكة الصحيحة، وحددت ‏الوجهة النهائية، التي ينبغي التحرك للوصول إليها، وبينت ‏المحطات المرحلية ومواعيدها دون لبس.‏

ولفتت إلى أن عدوى الانقسام انتقلت إلى ملتقى الحوار السياسي ‏الوليد، مثله مثل باقي الأجسام الأخرى المنتخبة، واليوم ملتقى ‏الحوار السياسي ليس بحال أفضل مما عليه هذه الأجسام، ولن ‏يستطيع أن يلبي آمال الأمة الليبية في استعادة مكانتها، بكونها ‏مصدر السلطات.‏

وذكرت أن البعض استغل هذا الجدل، الدستوري للتسويف وإطالة ‏العملية لعرقلة الانتخابات، لاستدامة الأمر الواقع الذي تستفيد ‏منه قوى سياسية استولت على مقدرات الدولة.‏

وأضافت بقولها إن البعض من أعضاء الملتقى اجتهد، للخروج ‏بمقترحات توافقية ابتكارية تتجاوز الاستقطاب بين”الانتخابات ‏أولا” أو”الدستور أولا”، ولكنها أخفقت في تلقي الدعم.‏

واستمرت بقولها إنه في المقابل، شهدت الجولة الأخيرة للملتقى ‏السياسي في جنيف طرح مقترحات مخالفة لخارطة الطريق، ولقرار ‏مجلس الأمن 2570، والمستغرب أن قيادة بعثة الأمم المتحدة ‏سمحت بتداول ومناقشة هذه المقترحات.‏

واستدركت بقولها إنه على الرغم من جميع الاعتراضات، التي ‏صدرت من داخل الملتقى وخارجه على هذه الخروقات، ما زالت ‏قيادة البعثة تصر على نهجها في تأليف لجان فرعية تدور في حلقات ‏مفرغة.‏

وانتقلت بقولها إنه عليه فإن خروج قاعدة دستورية عنه في هذا ‏الوقت، بعد هذه الاخفاقات والاختراقات سيكون له دواعي وخيمة ‏وسيسبب انشقاقات أكبر، مما لو انبثقت القاعدة الدستورية عن ‏الأجسام المتهاوية شرعيتها، ومن ثم أصبح من الواجب التوقف عن ‏هذا الجهد الذي لا طائل من ورائه.‏

وتحدثت عن أن العملية السياسية بمساراتها الثلاثة السياسية ‏والعسكرية والاقتصادية، تعاني تأزما بنيويا، وعليه فهناك حاجة إلى ‏وقفة جادة للتقييم الشامل.‏

وأردفت: “نحن بحاجة إلى إعادة هيكلة العملية السياسية ‏بربط مساراتها الثلاثة، واستحداث طاولة جديدة تشمل أعضاء من ‏المسارات الثلاثة وإضافة من مسار المجتمع المدني”.‏

وأكدت أن هذه الخطوة تتيح إنجاز الاستحقاقات المطلوبة، ‏لتجديد الشرعية السياسية عن طريق وضع ضمانات اقتصادية ‏وأمنية، لإجراء الانتخابات في موعدها 24 ديسمبر2021 والقبول ‏بنتائجها في يوم 25 ديسمبر.‏

وواصلت بقولها إنه بأي حال وتحت أي ظرف، لا يجب الاستغراق ‏في اجراءات هذه العملية، لاسيما إذا كانت لا طائل من ورائها مثل ‏إنشاء لجان فرعية بنفس المدخلات دون اعتبار، لأي معايير ‏منضبطة.‏

وذكرت أنه لا يمكن أن تأتي هذه الوسائل الإجرائية التي لا طائل من ‏ورائها، على حساب الهدف الأسمى وهو تجديد الشرعية عبر ‏الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما حددتها خارطة الطريق على ‏أساس دستوري في 24 ديسمبر 2021.‏

وأتمت بقولها ” نحن مدعون الآن إلى وقفة جادة، حتى لا تضيع ‏البوصلة، وتجهض خارطة الطريق الذي هو هدف المعرقلون، ومن ‏ثم إعمالا بمبدأ ما لا يدرك كله لا يترك جله وقاعدة أخف الضررين، ‏فإن الذهاب إلى الانتخابات العامة حسب ما جاء في خارطة الطريق ‏وفي الموعد المحدد لها أهم من مسألة من الذي يضع القاعدة ‏الدستورية”.‏

‏—– ‏
ليبيا برس