السويح : لن نعترف في مجلس الدولة بأي لجان أو قوانين انتخابات إلا أن تتم وفق ‏الاتفاق السياسي‎

قال عضو مجلس الدولة الاستشاري، علي السويح، إن مجلس الدولة مُستبعد من مباحثات روما، ونفهم من هذا الأمر ‏أن الذهاب لإيطاليا جاء بمباركة من البعثة الأممية، فالبرلمان والمفوضية ‏يجتمعان لمناقشة قانون الانتخابات.

وأكد السويح، في مداخلة هاتفية لبرنامج “تغطية خاصة” عبر ‏فضائية “ليبيا الأحرار”، أن الغريب في الأمر أنه بدلاً من التقاء ‏مجلس الدولة ومجلس النواب لمناقشة الأمر يلتقي النواب بالمفوضية‎، لافتاً إلى أن المفوضية قالت هناك ملاحظات ومجلس الدولة هو من ‏أراد تلك الملاحظات وكانت الملاحظات أعُدت حسب الطلب، وهذه ‏الحقيقة مشكلة.

وأكمل : “مجلس الدولة لا يستطيع أن يفعل شيء إلا الالتزام ‏بالمادة 23 من الاتفاق السياسي التي تنص على تكوين لجنتين من مجلسي ‏النواب والدولة للاتفاق على هذه الأمور، ولن يتم الاعتراف بأي شيء إلا وفق ‏الاتفاق السياسي‎”، مؤكداً أن بقاء مجلس الدولة الآن في المشهد وفق الاتفاق السياسي يجب ‏الالتزام به والوصول إلى حل‎.

ولفت إلى أنه لا يوجد حسن نوايا من البداية وإلا كانت البعثة الأممية قد ‏أشركت الدولة الاستشاري في تلك المفاوضات المتعلقة بالقاعدة الدستورية ‏وقانون الانتخابات من البداية، مشيراً إلى أن المقترح الذي قدمه رئيس ‏المفوضية العليا للانتخابات، عماد السائح بخصوص الدوائر الانتخابية ‏وعدد المقاعد يرجعنا إلى مربعات إلى الخلف ويزيد الهوة بين الجميع.

وأتم بقوله : “موقف السائح ومقترحه أكبر مشكلة، ويفتح باب لخلاف كبير ‏جدًا لن يتم فيه الوصول إلى اتفاق أبدًا، وعادة الأقرب هو إجراء انتخابات ‏للمؤتمر الوطني أو مجلس النواب، ومع ذلك فإن فتح البرنامج على طريقة ‏عماد السائح ومشاورات حول هذا المقترح ستزيد المشكلة تعقيدًا ولن ‏تساعد على الحل مطلقا”.

وتابع : “يجب أن تتوقف المفاوضات نهائيًا حول أمر الدوائر ‏الانتخابية، لأن بعض المناطق مثل المنطقة الغربية متضررة جدًا من ذلك ‏المقترح، ولن تجعله يمر أبدًا، سواء في الدوائر الانتخابية أو عدد الكراسي، ‏وفتح هذا المر وترك الأمور الرئيسية يجعلنا نشعر بأن هناك من لا يريد أن ‏تمر هذه الانتخابات”.

وأشار إلى أن “الغريب في الأمر أن السائح على دراية كبيرة بأن تغيير قانون الانتخابات ‏يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة لأنه يعرف مدى التعقيد في هذه المسألة، ‏ولكن مع ذلك تقدم بالمقترح، والدولة الاستشاري لن يقبل بأي نتائح غير ‏متوافق عليها من كل الأطراف، لأن مجلس النواب ليس هو المعني الوحيد ‏بهذا الأمر”.

وأوضح أنه لا يوجد الآن المربع الأول ولن نعود إليه لأن الوضع بات أكثر ‏تعقيدًا وأكثر خطورة والاستمرار في هذا الجدال لن يجعل للبلاد وجود أصلاً، مضيفا “مجلس الدولة يعتبر طرف رئيسي والمفترض أن قانون ‏الانتخابات يجب أن يتم بالاتفاق معه واستبعاده يعني أن هناك ما يتم ‏تدبيره من خلفها، ولكن نحن جاهزون ولن نوافق على أي قرار لم يحظ ‏بالتوافق”.

كما كشف أن الدولة الاستشاري جهز وفدًا للمشاركة في اجتماعات روما، ولكن ‏حتى اللحظة الأخيرة لم تتم دعوة الوفد، للمشاركة في تلك الاجتماعات أي أن ‏هناك أمر يتم تدبيره، لافتاً إلى أن المشكلة الأكبر ليست في أطراف تعرقل وما إلى ذلك، ولكن ‏المشكلة هي أنه لا يوجد فكرة للبحث على حل أو توافق، بل أن كل طرف ‏يتمسك برأيه.

وأردف أنه لا يوجد إدراك ‏لحجم الأزمة الليبية والوضع يتفاقم يومًا بعد يوم ولا يوجد من يتحمل ‏المسؤولية، مشيراً أن كل الأطراف تساهم في هذه الأزمة ولا أهمية لما يعانيه ‏المواطن الآن وكأن الأمور جيدة وليبيا في حالة استقرار‎.‎

وقال عن تصريحات عقيلة الأخيرة حول إمكانية ‏تشكيل حكومة موازية، ووصفه حكومة الوحدة المؤقتة بحكومةِ ‏طرابلس، إن “الأزمة الليبية الآن في منحنى كبير وخطير، ما الفائدة من ‏هذه التصريحات الأن؟ وما هي الفرصة التي تحصلت عليها حكومة الوحدة ‏المؤقتة لكي نحكم عليها بالفشل؟ ونخرج بمثل هذه التصريحات‎”.

واستكمل : “كان هناك تفاؤل من لقاء لجنة الــ75 في جنيف وانبثاق ‏حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، كنا نتوقع أن يتعاون الجميع ‏معها على الأقل للخروج من هذه الأزمة، ولكن لم نستفد من الدروس في ‏الدول الأخرى مثل مصر وسوريا وتونس والعراق ولبنان واليمن، وكأن الأزمة ‏الليبية بخير حال‎”.

وانتقد تصريحات عقيلة صالح، قائلاً: “بعد كل هذه اللقاءات والعناء ‏في الدول المختلفة كجينيف وإيطاليا ومصر والمغرب، ولقاء أعضاء مجلس ‏الدولة مع أعضاء النواب، ونأتي في الأخير بطريقة بسيطة جدًا ونتحدث عن ‏حكومة موازية، وحكومة طرابلس‎”.

———-
ليبيا برس