سياسي فرنسي: انسياق “ساركوزي” خلف ادعاءات “ليفي” لإسقاط “القذافي” خلق عناصر مسلحة ‏شبيهة بالمافيا

أكد المستشار الاستراتيجي الفرنسي في ‏إيطاليا وروسيا والشرق الأوسط، إيمانويل جوت، أنه يجب استذكار أصول ‏الأزمة الليبية، والمتمثلة في دور الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، ‏المستوحاة من مسرحية “راسبوتين” الشهيرة، بعدما استعان بما أسماه بـ” شيطانه، ‏برنارد هنري ليفي”، للإطاحة بالعقيد معمر القذافي، وإحداث الأزمة الليبية ‏المستمرة حتى الآن.‏

وعلق جوت، على مقابلة سابقة أجراها المحلل الإيطالي المتخصص في ‏شؤون شمال إفريقيا، داريو ‏كريستياني، مع مجلة “فورميكي” الإيطالية، ‏يتحدث فيها عن أصول الأزمة الليبية، والدور الإيطالي فيها.‏

وقال جوت للمجلة الإيطالية إن أوروبا وفرنسا مستعدتان ‏لدعم المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة في ليبيا، لكن يجب أولاً وقبل كل ‏شيء الاعتراف بمركزية إيطاليا لتجنب تكرار أخطاء الماضي.‏

ولفت إلى أن البلاد حاليا ممزقة وأدى الصراع إلى ولادة عناصر مسلحة مختلفة ‏شبيهة بالمافيا، والتي مارست أمورًا عديدة من بينها ابتزاز أوروبا بتدفقات ‏المهاجرين، ثم تدمير الاقتصاد الأوروبي.‏

وأشار جوت إلى أن السياسة تنقسم اليوم في ليبيا بشكل رئيسي إلى منطقتين ‏جغرافيتين، طرابلس وبنغازي، بقيادة عبد الحميد الدبيبة وخليفة حفتر، ‏الأولى معترف بها دوليًا، والثانية بدعم واضح من فرنسا وروسيا.‏

وأوضح أنه بعد خطر حدوث مواجهة عسكرية حقيقية، والتي أصبحت ‏دولية محتملة، يبدو أن فرنسا وأوروبا تبنيتا المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، ‏والتي يجب أن تجعل أوروبا وفرنسا جاهزتان للتغيير، لكن يجب على كليهما ‏الاعتراف بمركزية إيطاليا لتجنب أخطاء الماضي، والمساهمة في مزيد من ‏الاستقرار في البحر الأبيض المتوسط”.‏

وطالب المحلل الفرنسي بضرورة إشراك الجميع، وخاصة جميع القادة ‏الليبيين، قائلاً: “من الممكن استبعاد أولئك الذين ‏يرغبون في تحدي العملية الديمقراطية التي بدأت، وبالتالي تقليل احتمالية ‏نشوب نزاع مسلح، والذي ستكون إيطاليا ضحيته الأولى من حيث عدم ‏الاستقرار في المنطقة والهجرة”.‏

‏—- ‏
ليبيا برس