إعلامي مصري: سيف الإسلام ليس بالسذاجة ليلتقى الصحفي الأمريكي في بيته فربما يتم تصيفته بعدها بدقائق

أكد الإعلامي المصري، نشأت الديهي، أن مقابلة سيف الإسلام معمر القذافي، مع صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية حملت رؤيته في أنه لا يزال يرى أن ‏خلاص ليبيا من العشرية السوداء الماضية، وأن هذا يجب أن يكون عن ‏طريق صناديق الانتخابات، وبإرادة الشعب الليبي.‏

وفند الديهي في تصريحات خلال برنامجه “بالورقة والقلم” عبر فضائية “تن” المصرية، تفاصيل وكواليس المقابلة، مشيرًا إلى أن مراسل صحيفة “نيويورك تايمز”، روبرت ‏روث، الذي أجرى الحوار هو نفسه كان ‏مراسل ذات الصحيفة في بغداد عام 2003 وقت احتلالها من قبل ‏الولايات المتحدة، وأنه في عامي 2006 و2007 كان موجودًا في بيروت وقت ‏الحرب في المنطقة، وفي 2010 كان موجودًا في القاهرة وقت ‏مظاهرات 25 يناير.‏

ولفت إلى أن روث نفسه كان له كتاب شهير اسمه من “التحرير إلى ‏داعش”، وكان يعرض فيه الكثير من الأطروحات المستنبطة من هذا ‏العنوان وكان يشيد دائما بشخصية الإخواني المصري محمد البلتاجي، ‏أحد أركان التنظيم في مصر والمحكوم عليه بالإعدام، ‏لافتًا إلى أن اسم روث ارتبط أيضًا بالقضية الشهيرة للرهائن القطريين في العراق، ‏وقضية دفع الفدية التي وصلت 360 مليون دولار إلى ‏الجماعات الإرهابية.‏

وأضاف: “أي أننا أمام مراسلاً ليس عاديًا، وإنما تدور حول ‏الأماكن التي خدم فيها مشاكل عديدة، وهذه ليست مصادفة، أي ‏أنه ليس مصادفة أن يتم إجراء هذا الحوار مع سيف الإسلام بهذا ‏التوقيت وينشر فيه هذا التوقيت من باب المصادفة”.‏

واستمر قائلا “أما ثاني نقطة لفتت نظري، ويجب أن نتحدث فيها ‏قبل الحوار هو المكان الذي أجري فيه الحوار، الذي وصفه ‏الصحفي بأنه مكان فيه أشكال الترف وأنه مكان إقامة سيف ‏الإسلام، ولكن أقول له إنه يبدو أن لديه عمى ألوان لأن المكان ليس ‏به ترف وما إلى ذلك من أمور، كما أنه ليس مكان إقامة سيف ‏الإسلام، لأنه ليس من السذاجة الذي يصدق أحد أن هذا هو مكان ‏إقامة سيف الإسلام أو يلتقي به في مكان إقامته، وأن يعرف صحفي ‏أمريكي مكان إقامته، لأنه سيتم تصيفته بعدها بدقائق، وشاهدنا ما ‏حدث لآخرين وقعوا في هذا الخطأ الساذج”.‏

وتطرق إلى أن النقطة الثالثة، هي الزي الذي ظهر عليه سيف ‏الإسلام، خاصة وأنه درس الاقتصاد في لندن وماهر في اللغة ‏الإنجليزية وله علاقات دولية كبيرة، وكان لديه خطة واسعة لتطوير ‏المجتمع الليبي، ويمكن أن يرتدي بدلة وربطة عنق، وأنه ارتداها كثيرًا، ‏لكنه بدا بهذا الشكل، لأنه كان يرتدي زيًا شعبيا، وقد يكون له ‏دلالة سياسية أو مصادفة بسبب قربه من القبائل الموجودة في ‏المنطقة التي يقيم فيها.‏

وتحدث الديهي عن المقابلة بقوله: “أما بالنسبة للحوار نفسه، أخرج ‏منه بعشر تصريحات رئيسية، وأهمها يجب أن تقرأ بعناية وتصاغ ‏بماء الذهب، والتي يقول فيها كلمة صادقة وصادمة الذين يتغنون ‏بأكاذيب ما يسمى بالثورة ويدغدغوا مشاعر الجماهير بالباطل وأن ‏يغيروا الواقع ولا يملكون أدوات التنفيذ، والتي قال فيها: لقد ‏اغتصبوا بلادنا، وأذلوها، وليس لدينا مال وليس لدينا أمن، وليس ‏لدينا حياة، وما يحدث تخطى حدود الفشل إنها مهزلة”.‏

وذكر أنه من أبرز تصريحاته اعتراف سيف الإسلام، بأن هناك ‏أخطاء قبل عام 2011، وأنه كان يعي بهذه الأخطاء ووجه بإصلاح ‏هذه الأخطاء قبل أن يكون هناك استهداف خارجي للبلاد، وقبل ضرب ‏الناتو لليبيا.‏

وقال: “كذلك سيف الإسلام يقول إنه تم إهدار مليارات ‏الدولارات دون بناء أي مشروع أو تحقيق أي إنجاز، وهذا طبعًا لأنه ‏لا توجد دولة هناك تمزق وهناك ميليشيات وهناك صراع وذهبت ‏الأموال إلى دعم الميليشيات الصغيرة لدعم استمرارهم في السلطة ‏وهذا كلام لا يقوله شخص هاو بل شخص محترف ويقيم بنجاح ما ‏تعيشه البلاد من صعوبات”.‏
‏ ‏
وأردف بقوله “كما قال سيف الإسلام إن المرتزقة يقاومون قيام ‏الانتخابات، وما حدث في ليبيا ليس بثورة بل يمكن أن تسميها ‏حرب أهلية وما إلى ذلك من أمور، وأقول إنه شاء من شاء وأبى من ‏أبى فهذا حقيقة ما حدث في كل الدول العربية التي ابتليت بما يطلق ‏عليه الربيع العربي وكل الأفكار الرنانة التي كانوا يتحدثون عنها ‏ليست إلا كلمات رنانة لا وجود لها في الواقع”.‏

ولفت إلى أن سيف الإسلام اعترف في المقابلة أنه منذ الحرب عام ‏‏2011 انبثقت عن ليبيا توترات داخلية زكتها أطراف انتهازية ‏خارجية، وأن من بينها الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، مضيفًا: “أستطيع أن استنبط من هذا الحوار أن سيف الإسلام يعترف ‏بوجود أخطاء من قبل 2011، وأن تلك الأحداث تسببت في 10 ‏سنوات من الفوضى العارمة في الدولة الليبية، لكنه لا يزال ينظر إلى ‏أن الخلاص يجب أن يكون عن طريق صناديق الانتخابات وأن ‏يكون عبر إرادة الشعب الليبي”.‏

واستدرك: “يظهر من خلال الحوار أنه ينتوي دخول ‏الانتخابات ولا يمانع في ذلك، وأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة ‏وصادقة تعبر عن إرادة الليبيين، وأنه يرفض أن يأتي على ظهر دبابة ‏أو أن يكون مفروضًا من جهة أخرى وأن الشعب هو الفيصل والحكم في تلك ‏المسألة، وأن أي شخص يحاول أن يعرقل هذه الانتخابات بمثابة ‏خيانة عظمى للشعب الليبي، وبالنسبة للميليشيات والقوى ‏الأجنبية يجب أن يكون هناك نظرة أخرى من انتهاك الأراضي ‏الليبية”.‏

وتابع: “أريد أن أقول مرة أخرى أن الصحفي روبرت روث، في ‏أحاديث أخرى كان يتحدث عن شخصيات أخرى مثل خليفة حفتر ‏أو وزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، فتحي ‏باشاغا، حتى أنه كان يشيد بفتحي باشاغا عن طريق شركات ‏العلاقات العامة الخاصة به، الذي يبدو أن روبرت روث كان متعاقدًا معها‏ أيضًا.‏

وانتقل الديهي للحديث بقوله إنه اكتشف أن هذا الصحفي أيضا كان ‏يعمل ما بين صحيفتي نيويورك تايمز والجارديان، قائلاً: “معروف أن الجارديان ‏ممولة من قطر، وهذا الصحفي كان له دور رئيسي في قضية الرهائن التي دفعت ‏فيها قطر فدية كبيرة للجماعات الإرهابية، وله علاقات بالدوائر ‏القطرية البحثية والصحفية المنتشرة في أوروبا”.‏

وأتبع بقوله: “ما رأيته من كلام سابق له يدعم هذا الكلام، وبالأخص ‏كلامه عن القيادي الإخواني المصري محمد البلتاجي وإشادته به بعد 2011، أي أنه شخص ‏متعاطف مع الإخوان وله علاقات مع قطر، وكان يتحرك في أماكن ‏النزاع العربية المختلفة”.‏

وتحدث عن رأيه في إدارة الصحفي الأمريكي لمقابلة سيف الإسلام، ‏بقوله: “لقائه مع سيف الإسلام القذافي وعرضه بهذا الشكل الذي ‏من تقديري كان متبذلا ولم يعكس وجهة نظر سيف الإسلام ‏الحقيقية، بل كان يعكس وجهة نظره الشخصية ولا يتحدث عن ‏حوار عبارة عن سؤال وجواب، أي أنه يقوم بكتابة تقرير بشكل ‏معين لجهة معينة لمصلحة معينة لا أعلمها ولكنه يسعى لتحقيق ‏هدف معين من هذا الحوار، وتصدير صورة يحاول بها أن يربط بين ‏سيف الإسلام القذافي حاليًا وبين شخصيته قبل 2011”.‏

وواصل بقوله “حتى أن العنوان الخاص بالتقرير سعى لأن يظهر كأن ‏سيف الإسلام يريد أن يعيد ليبيا إلى ما قبل 2011 أو إلى عصر ‏القذافي، وهناك أصابع أجنبية وأجهزة استخبارات أجنبية تحاول أن ‏تعبث وأن تبعد سيف الإسلام عن مرمى الانتخابات المقبلة بتشويه ‏صورته أمام الناس ولوضع صور ذهنية سلبية مثلا، لأننا لا نعرف ‏هل هذا ما تكلمه سيف الإسلام، وهل هذا ما كان يقصده من ‏المقابلة ولا نعرف إلا ما نشره روبرت روث، لأنه ليس بالضرورة ما ‏قاله سيف الإسلام أو ما كان يقصده سيف الإسلام”.‏

وأتم: “لكن تلك المقابلة حركت المياه الراكدة قبل الانتخابات ‏التي قد تكون الخلاص لليبيا، لأن سيف الإسلام حسمها بأنه لن ‏يستمر في حكم ليبيا إلا شخص وصل عن طريق الإرادة الشعبية ‏وليس عن طريق الفرض الخارجي أو على ظهر دبابة، كما أنه في ‏العنوان حاول اختزال الدكتور سيف الإسلام بقوله ابن القذافي، لأنه ‏يحاول أن يرسم صورة ذهنية سلبية”.

———
ليبيا برس