اليسير: لن يتم حسم الصراع حول الحكم وشكل الدولة في ‏ظل محاولات الالتفاف على الحقوق والغنيمة لمن بيده القوة

قال عضو المؤتمر الوطني السابق، عبد المنعم اليسير، إنه من ‏الواضح أن الصراع على نظام الحكم وشكل الدولة والدوائر ‏الانتخابية وتوزيع إيرادات النفط بعدالة، لن يُحسم في ظل ثقافة ‏الالتفاف على الحقوق والغنيمة للذي بيده القوة.‏

ولفت اليسير في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ‏‏”فيس بوك” إلى إن الطريق للاستقرار هو المصالحة الوطنية الشاملة، ‏التي ترتكز على جمع السلاح وفك المليشيات، وإعادة هيكلة ‏القوات المسلحة، وتبني نظام حكم لا مركزي يختصر صلاحيات ‏الحكومة المركزية للشؤون السيادية، مع إقرار قانون ميزانية ومالية ‏جديدين للدولة، لكي تخصص الميزانيات للمحافظات بناء على ‏النسبة السكانية والمساحة الجغرافية.‏

وأوضح أنه لضمان المساواة بين الليبيين في التشريع، يجب أن ‏يتم تقسيم الدولة إلى محافظات، والمحافظات تقسم إلى دوائر ‏انتخابية متساوية في عدد السكان، ليكون لكل دائرة انتخابية عضو ‏في مجلس النواب، لضمان المساواة بين كل المحافظات في التشريع ‏يكون لكل محافظة عضوان في مجلس الشيوخ.‏

وأشار إلى أن أقرب تقسيم جغرافي هو الذي يرتكز على المدن ‏الرئيسية، وأقرب تقسيم مرتكز على المدن الرئيسية هو التقسيم ‏الذي كان متبع في الفترة ما بين 2001 و 2006 مع بعض ‏التعديلات. ‏

ولفت إلى أن هذا التقسيم يوجد به 14 محافظة في المنطقة الغربية ‏و10 محافظات في المنطقة الشرقية و6 محافظات في الجنوب، ‏ولضمان المساواة بين كل المحافظات بغض النظر عن موقعها ‏الجغرافي أو عدد السكان، يتضمن الدستور شرط الوفاق، أي ‏الثلثين+1، في إقرار كل القوانين والقرارات التي تلزم اتفاق وطني، وأن ‏يتم تفعيل هذا الشرط في حالة طلب 12 عضو في مجلس الشيوخ.‏

وذكر أنه بهذه الطريقة يكون قانون الانتخابات ثابت في الدستور، ‏لأن كل مواطن له نفس التمثيل في مجلس النواب، وكل محافظة ‏لها نفس التمثيل في مجلس الشيوخ.‏

وتحدث عن أن قانون انتخابات الموتمر الوطني العام وقانون ‏انتخابات مجلس النواب مخالفين لمبدأ المساواة بين المواطنين، ‏والجدل القائم وكل المقترحات لقانون الانتخابات معوجة ‏ومتناقضة مع هذا المبدأ، ولن يتوافق عليها الليبيين وحتى إن ‏توافقوا عليها سوف تخلق المزيد من الاختلاف والصراع.‏
‎ ‎
وتطرق إلى أنه في كل محافظة يوجد مجلس محافظة مُنتخب، ‏ويتكون من عضو من كل دائرة انتخابية أساسية ورئيس مجلس ‏محافظة مُنتخب على مستوى المحافظة. ‏

وأشار إلى أن مجلس المحافظة ذلك تكون مهمته رقابية على ‏إدارات المحافظة، والتي تتكون من الإدارة العامة والإدارات ‏الخدمية، بما في ذلك التعليم والصحة والمواصلات المحلية ‏وخدمات البلدية والزراعة والصناعة وغيرها. ‏

ولفت إلى أنه سيقوم مجلس المحافظة بتعيين المدير العام ومدراء ‏الإدارات، بناء على معايير وطنية تضعها الوزرات، ويقرها مجلس ‏النواب. في حالة عدم انطباق المعايير على أي من التعينات المحلية ‏يلتزم مجلس المحافظة بإلغاء التعيين‎.‎

وانتقل بقوله إلى أن إدارات المحافظات ستقوم بتنفيذ الميزانية، ‏بناء على قرارات مجلس النواب، وتعمل الوزارت على التفتيش ‏وإصدار التقارير على أداء المديريات وتقديمها لمجلس النواب ‏ومجلس المحافظات. ‏

وأضاف: “لكي تكون للدولة القدرة على مكافحة الفساد يجب ‏إنشاء منظومة مالية إلكترونية متكاملة، بناءً على قوانين الميزانية ‏واللوائح، وتكون كل المصروفات عن طريق المنظومة الإلكترونية ‏الوطنية، بحيث يتم متابعة كل مصروفات المحافظات والحكومة ‏المركزية مسجلة ومنشورة للمتابعة من قبل كل المواطنين على ‏الموقع الوطني، ويستثنى من هذه الأمور التي تتعلق بالأمن القومي، ‏الذي يتابع من لجان متخصصة في مجلسي النواب والشيوخ”‏‎.‎

واستمر: “تقسيم البلاد إلى ثلات أقاليم أو أربعة أو حتى ‏عشرة، والإبقاء على هذا النظام لن يخرج البلاد من حالة الفوضى ‏والفساد والصراع”.‏

وذكر أن وجود 100 أو 200 أو حتى 300 بلدية تتبع وزارة الحكم ‏المحلي، ويتم صرف أموال لها على مزاج وزير الحكم المحلي أو ‏رئيس الوزارء لكي يتصرف بها المجلس البلدي على المزاج أيضا، ‏ليس إلا ضحك على الشعب، ولا يساعد على بناء دولة، ولا يحقق ‏العدالة، ولا يساهم إلا في مزيد من الفساد والصراع.‏

وأتبع بقوله: “كما أن تشكيل محافظات عشوائيًا على المزاج، ‏وبمقياس القوي يأكل حصة الضعيف لن تنهي الصراع، وسوف ‏ترجع الليبيين إلى حلبة الصراع حتى وإن خرجوا منها”.‏

وأسهب قائلاً إن الحل هو الاعتراف بالكيانات الجغرافية الرئيسية ‏كمحافظات بحدودها المعروفة، مثل طبرق ودرنة والقبة والجيل ‏الأخضر والمرج وبنغازي والحزام والواحات والكفرة وأجدابيا وسرت ‏ومصراتة وزليتن والخمس وبني وليد وترهونه وطرابلس والعزيزية ‏والزاوية وصبراتة وغريان والجبل الغربي ونالوت وغدامس ومزدة ‏والجفرة ومرزق وسبها ووادي الشاطي، فهذه هي محافظات ليبيا، ‏ولماذا لا يتم الاعتراف بها دستوريا، وأن يتم تضمين توزيع إيرادات ‏الدولة على هذه المحافظات بالنسبة السكانية والمساحة ‏الجغرافية، وليتحمل مسؤولية إدارة أمور هذه المحافظات ‏مجالسها وإدارتها، بناء على الخطط الوطنية الاستراتيجية، التي ‏تضعها الوزارات بشراكة مع إدارات المحافظات.‏

وأتم متسائلاً: “لماذا الإصرار على تبني أنظمة تشجع على ‏النهب وتمكين القوي من حقوق الضعيف؟”.‏

‏——–
ليبيا برس