قال خليفة حفتر، إن الجيش لم يكن يومًا أداة للقهر أو القمع، بل سيظل دومًا انحيازه للشعب، لافتًا إلى أنه يرغب في تحية أولئك الوطنيين الذين التقوا في ظروف عالمية مشتعلة، جراء الحرب العالمية الثانية ولم يكن في أجندتهم إلا بند واحد هو بناء نظام من أبناء الوطن.
وأضاف، في كلمته في الذكرى 81 لتأسيس عملية الكرامة، أن الكفاح تواصل لتحريره من الاستعمار، فكانت النواة لبناء الجيش في ذلك العهد، وكان الجيش الأساس لبناء الدولة وإعلان استقلالها.
وواصل: “يحق لكل ليبي أن يفتخر بجيشه في ماضيه وحاضره، لأنه لم يكن يوماً أداة للقهر والقمع ولم يكن متسلطًا متعاليا على شعبه أو مدعيًا الوصاية عليه ولم يكن يوماً منحازا لقبيلة أو قرية أو مدينة، بل كان وسيظل كل انحيازه للشعب بأكمله، ولم يقبل المساومة على وحدة تراب الوطن”.
واستكمل: “الجيش الوطني لم يقبل التوقيع على اتفاقيات الذل ولم يركع أن ينحني ويستسلم أمام أفواج الإرهابيين، الذين انهالوا على هذه الأرض الطاهرة، من كل حب وصوب يرفعون شعارات الموت بالذبح وقطع الرؤوس، الجيش تصدى لهم وقاتلهم حتى آبادهم”.
وأردف : “كان جيشكم وسيظل دائما الركيزة الصلبة التي يستند عليها الشعب، ويلجأ إليها عندما يتعرض حاضره ومستقبله ومصيره للتهديد والخطر، كان جيشنا العائق أمام مشاريع الطائرات الإرهابية المؤدلجة بمناهج الشر والطغيان”.
وتابع حفتر: “لا يخفى عن أحد ما تعرض له الجيش في الماضي من صدمات عنيفة ومن مؤمرات متتالية منذ عقود أدت إلى اختفاءه من كل الساحات، فصار الوطن براحًا مفتوحًا أمام كل الإرهابيين”.
وواصل: “الشعب فقد الدرع الذي يحميه، ومد الإرهاب نفوذه، حتى شمل جميع مناحي الحياة، واستهدف بالقنص والاغتيال الغادر كل ما اشتم فيه رائحة الجيش أو استشعر منه مساندته له، واطمئن إلى أنه قد ورث الأرض ومن عليها إلى يوم القيامة”.
وأردف: “موعدنا معه كان من حيث لا يحتسب، في يوم الكرامة المجيد، مع آذان فجر الجمعة في السادس عشر من الشهر الخامس عام 2014، اليوم الذي استعاد فيه الجيش، وجوده وهيبته، ودوره الوطني، حين كانت المواجهة المباشرة مع العدو في ميادين القتال وسط نيران القذائف”.
وأكمل حفتر بأنه في ذلك اليوم المشهود كانت الضربة القاسية التي هزت أركان الإرهاب، وبدأت تتهاوى معه أصنامه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، قائلاً: “في هذا اليوم ها هو جيشكم يكبر ويتعاظم رغم كل العوائق، ومصرًا على مواجهة التحديات والصعاب، ماضي في طريقه بخطى ثابتة، ولا ينكر ما حققه من ومكتسبات إنجازات وما قدم من تضحيات إلا الجاحد الحقود، فلولا تضحياته وموقفكم الوطنية الثابتة لما بقيت ليبيا دولة واحدة حتى اليوم”.
وأشار إلى أنه لولا هزيمته للإرهاب، لما تنسم الليبيون نسائم الحرية، وشعروا بالأمان ولما كان لأي حكومة أن تنشأ وتمارس أعمالها إلا حكومة الإرهابيين، ولا جهود تلك القوات المضنية في توفير السلاح في ظل حصار جائر، لما تمكن من تعزيز الأمن والاستقرار في أغلب ربوع البلاد.
وأردف بأنه “لولا عملية حقول البرق الخاطفة لما تحررت حقول وآبار النفط، ولو لا تمسكه بمبدأ تقرير الشعب مصيره بنفسه، لما كان للانتخابات بمكان في خارطة الطريق، ولو لا إيمانه بمسار السلام لما كانت ستتشكل اللجنة العسكرية المشتركة وتباشر أعمالها وتنجز شيئا من مهامه”.
وذكر أنه رغم ما يحاك ضد جيشكم من دسائس ومؤامرات سيبقى جيشكم صامدا شامخا لا تهزه الرياح والأعاصير، ومهما بلغت حنكة الكائدين وتألقهم في المراوغة والخداع باسم المدنية وغيرها، فلن يكن جيشكم خاضع لأي سلطة.
وتحدث عن أنه رغم الاختلافات الحادة في الاتجاهات نحو الوطن في الماضي والحاضر، وما نتج عن تصعيد بلغ حد المواجهة المسلحة، لا زل يمد أيديه للسلام العادل بكل شجاعة وثقة في النفس، من أجل المصلحة العليا للبلاد ومن أجل الأجيال القادمة.
وأتم بقوله “نفتح أبواب قلوبنا لكل من أحسن وأخلص في نواياه وقبل الرضوخ لإرادة الشعب واختياراته، وحرم على نفسه أن يكون وصيا عليه وارتضى أن يكون الشعب هو المصدر الوحيد لسلطات، وستبقى أيادينا ممدودة لكل من يعمل على المصالحة ورأب الصدع وتضميد الجراح، وطي صفحات الماضي بكل مآسيها، لنبني ليبيا جديدة يعم فيها الخير والسلام ويحيى فيها المواطن عزيزا كريما”.
——-
ليبيا برس