صحيفة تركية: سيف الإسلام لم يطرح أي برنامج سياسي وأقوى ورقة لديه أنه نجل القذافي

قالت صحيفة تركية، إن التدخلات الخارجية في دول الربيع العربي، ‏أثرت بصورة كبيرة على استقراها، وأحدثت حالة من الفوضى طيلة ‏الأعوام العشرة الماضية.

وأشارت صحيفة صحيفة‎ Evrensel ‎التركية إلى أن سيف الإسلام ‏لا يزال محل اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية والقراء العرب ‏والعالميين، لاسيما بعد المقابلة المطولة التي أجراها مع صحيفة ‏‏“نيويورك تايمز” الأمريكية، وهي أوضح الأدلة على ذلك‎.‎

ولفت إلى أن الاهتمام بسيف الإسلام يعود إلى استمرار الانهيار في ‏ليبيا بعد عشر سنوات من “الثورة” وفشل الدول الغربية التي ‏دعمتها، وبالتحديد إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما و‏حكومات بريطانيا وفرنسا الذين أعطوا قاذفات الناتو الضوء ‏الأخضر للتدخل العسكري للإطاحة بالنظام السابق.‏

وأضافت الصحيفة بقولها “عدم وجود بديل جاهز يعني أن هدفهم ‏كان إسقاط النظام وقتل العقيد القذافي، وإحداث الفوضى في ‏ليبيا”، لافتا إلى وجود رغبة لدى معظم الليبيين في العودة إلى ‏الماضي، لاسيما أن الكثيرين يندمون على الإطاحة بالنظام السابق.‏

واستمرت بقولها “لم يطرح سيف الإسلام أي برنامج سياسي، ولا ‏يزال يعتقد أن أقوى ورقة لديه هي حقيقة أنه نجل القذافي ‏وحالة الأمن والاستقرار التي قدمها لليبيين خلال فترة حكمه التي ‏استمرت 42 عامًا مقارنة بالمأزق الحالي”.

وذكرت أنه سيكون من الصحيح القول إن سيف الإسلام القذافي، ‏الذي فقد إخوته الثلاثة وحلفاءه في حرب الناتو على ليبيا، كان ‏يحاول إجراء إصلاحات ديمقراطية واقتصادية وسياسية في البلاد، ‏بينما كان مرشحًا ليحل محل أبوه، منوهة إلى أنه تواصل مع معظم ‏شخصيات المعارضة، وأطلق سراح عشرات المعتقلين السياسيين ‏وفتح أبواب البلاد لعودة المنفيين‎.‎

وتحدث التقرير عن فشل “الثوار” وأنصارهم في تقديم نموذج بديل ‏والصراع الداخلي بينهم للوصول إلى السلطة، والانقسام وانتشار ‏الفساد ونهب مئات المليارات من الليبيين والفوضى التي أحدثتها ‏العناصر المسلحة، كلها عوامل ستمهد الطريق أمام سيف الإسلام ‏للعودة إلى السلطة‎.‎

ونوه التقرير إلى أن سيف الإسلام لا يزال شخصية مهمة، خاصة في ‏ظل غياب شخصية “كاريزمية” منافسة يمكنها إقناع الشعب الليبي ‏بأنه قادر على توحيد البلاد والنهوض بها وتلبية المطالب المشروعة ‏لشعبه، موضحا أنه يحظى بدعم قبلي والذي يعد عاملا مهما في ‏ليبيا‎.‎

وتطرق التقرير إلى أن هناك عدة معوقات أمام سيف الإسلام، ‏تتمثل في اتهامه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ‏حرب ضد الإنسانية، والمطالبات بتسليمه للمحاكمة، رغم أن دولاً ‏كثيرة، بما فيها الولايات المتحدة، لا تعترف بهذه المحكمة ‏وقراراتها‎.‎

وأتمت: “يمكننا القول إن أمام سيف الإسلام القذافي طريق ‏طويل للوصول إلى طموحاته السياسية والعودة إلى السلطة”.‏

‏—– ‏
ليبيا برس