المنقوش: فاغنر حولت حفتر إلى خادمًا لهم وتأخذ أوامرها من وزارة الدفاع الروسية
قال رئيس الأركان العامة بحكومة عبدالرحيم الكيب، يوسف المنقوش، إن مرتزقة فاغنر الروسية، حولت خليفة حفتر إلى خادمًا لها، ولا تأخذ أوامرها منه، بل من وزارة الدفاع الروسية بصورة مباشرة.
وأوضح المنقوش في تصريحات لفضائية “ليبيا الأحرار” الممولة من قطر، أن الوجود الروسي في ليبيا كان بمثابة حلم، وهذا كلام أشار له وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في تصريحات سابقة.
ولفت إلى أن روسيا كانت تريد في السابق حصة نفوذ في شمال إفريقيا وفي طرابلس تحديدا، بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن ما حال دون ذلك الموقف الأمريكي القوي في تلك الفترة، مضيفًا أن ”التواجد الروسي في الشاطئ الجنوبي بالبحر المتوسط حلم قديم لهم، واستدعائهم حفتر لهم حقق لهم الحلم، وهو يعمل الآن خادما لهم ولا يستطيع أن يجبرهم على الخروج أو السيطرة عليهم أيضا، كما أن فاغنر لا تأخذ أوامرها من خليفة حفتر بل تأخذ أوامرها من وزارة الدفاع الروسية، ولن تخرج فاغنر إلا بضغوط قوية جدا، بحيث تكون فيها حسابات الخسارة والربح بالنسبة لروسيا محسوبة بدقة”.
وأشار إلى أن مرتزقة فاغنر، يشاع أنها شركة خاصة، ولكنها عكس ذلك تماما، فهي تتبع وزارة الدفاع الروسية، وتستخدمها في تنفيذ خططها من أجل الحرب الهجينة.
وأضاف بقوله “معروف أن فاغنر ظهرت في أول مرة عام 2014م في أوكرانيا لتنفيذ سياساتها، وتعمل مباشرة مع وزارة الدفاع الروسية والاستخبارات الروسية، ولو أن الحكومة الروسية تزعم أنها شركة خاصة، ولكن تستخدمها في معظم المناطق المشتعلة حول العالم في سوريا وفي السودان وإفريقيا الوسطى، وحاليا تظهر في ليبيا، وأكثر من 10 دول بما فيها ليبيا، وتقوم بأعمال متعددة تبدأ بالأعمال القتالية في مناطق وبؤر الصراعات إلى أعمال تأمين وحراسة حقول النفط والذهب والألماس إلى أعمال الدعاية والإعلام لتخدم الحكومة الروسية”.
واستمر بقوله “لا تحتاج هذه الأمور إلى جدل كبير لإثباتها بأن مرتزقة فاغنر يعملون لصالح الحكومة الروسية، وهذا أمر أصبح ثابت وجلي، وعلى الصعيد الرسمي يمكن التنصل منه وهو فكرة إقامة هذه الشركة هي القيام بالأعمال القذرة التي لا تريد الحكومة الروسية أن تنسبها إلى نفسها”.
واستدرك قائلا “في حالة أن تكون هذه الأعمال لاقت نجاحًا ستنسبها الحكومة الروسية إلى نفسها وفي حال فشلها أو خرق لحقوق الإنسان فستتنصل منها موسكو”.
وتحدث عن أنه في الحالة الليبية وضع فاغنر بات واضحا، فعددهم يصل إلى 2000 أو 2500 أي لوائين من القوات الخاصة الروسية، وهم من الجنود ذوي الكفاءة العالية وما نشاهده اليوم هو امتداد مقاتلين بدءًا من سرت ثم الجفرة وبراك الشاطئ وحقول النفط الرئيسية، وكافة المناطق الخاضعة لسيطرة عملية الكرامة.
وذكر أن هذا التواجد ليس تواجد لشركة متعاقدة على أمور معينة، بل هو تواجد روسي رسمي في تلك المنطقة التي تسعى فيها موسكو لتحقيق مصالحها، وهو ما يعزز دعمها حفتر بطائرات مقاتلة متقدمة، ومن يستخدمها ضباط ومقاتلين من الجيش الروسي.
واستشهد المنقوش بأن الصور التي أتت للقاء خليفة حفتر مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، كان رئيس شركة فاغنر موجود ضمن الوفد الروسي، وهذا التواجد الرسمي يعني أنه جزء من وزارة الدفاع الروسية.
وتطرق إلى أن التحرك الاستراتيجي الروسي في ليبيا يوحي بأنه تحرك روسي يستهدف قارة إفريقيا بأسرها، تجاه دول أخرى بخلاف ليبيا أيضا، وتمدد الفاغنر بهذا الشكل بعمق الصحراء ولن يكون بعيد تدخلهم تشاد ودعمهم للمرتزقة الذين اغتالوا رئيس تشاد، إدريس ديبي، وتواجد روسيا في إفريقيا الوسطى، هو تمهيد لتواجد روسي رسمي يستمر من الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط إلى وسط إفريقيا، وهو ما تريده موسكو وتعول عليه أيضا.
وذكر أن وجود روسيا في الجنوب الليبي وليبيا بصفة عامة هو تهديد لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ومن ضمنها فرنسا، حيث تسعى لتقاسم النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل، وإفريقيا الوسطى ليس بعيدا عن الموقف.
واستبعد المنقوش أن تشكل فاغنر تهديدا لمصر، واصفا بأنه أمر بعيد عن التحقق حاليا، لأن تواجد الفاغنر الأصلي الآن في الوسط الليبي باتجاه الجنوب إلى أن يصلوا إلى حدود تشاد تقريبا، وهذا التقدم يظهر أن هناك خطوات بعدها، لتمهيد الأرض لتواجد روسي رسمي حقيقي في تلك المناطق.
وأكد أن روسيا تعول على أن يكون لها قاعدة بحرية في سرت وقاعدتين جويتين في الجنوب إحداهما في الجفرة أو في الدويغ أو الواو، لتهدد وسط إفريقيا.
وانتقل إلى الحديث عن المنظور الاستراتيجي للانتشار الروسي بقوله ”هذا المنظور وهذه الأهداف يجسدها انتشار هذه القوات الروسية في ليبيا، لأنهم ليسوا في مناطق تماس أو مناطق اشتباكات محتملة وهم موجودين لتنفيذ أهداف معينة”.
أما عن إمكانية انسحاب قوات فاغنر إلى مكان آخر من دول الجوار الليبي، قال المنقوش: “بطبيعة الحال موقع ليبيا لن يعوض في حالة انسحاب فاغنر منها، ولن تتمكن من الحصول على موقع استراتيجي مهم يربط القوات الروسية بين البحر المتوسط وقلب إفريقيا وباقي المواقع لن تلبي الطموحات الروسية في تلك المناطق”.
وأتم بقوله “إذا سلمنا أن قوات فاغنر ستنسحب من ليبيا انسحاب نهائي، إذن فسيكون هناك تغيير في الاستراتيجيات الروسية تجاه إفريقيا، وسيحاولون بعدها تحقيق أهدافهم بوسائل أخرى، لكن وجود فاغنر في ليبيا مهم جدا لتنفيذ الاستراتيجية الروسية في وسط إفريقيا”.
———–
ليبيا برس