الشح: الدبيبة سيظل محتلاً لمنصب وزير الدفاع طول عمر ‏حكومته والقيادة السياسية الحالية لا تمثلنا

قال المستشار السابق لمجلس الدولة ‏الاستشاري، أشرف الشح، أن أي حديث عن توحيد المؤسسة ‏العسكرية، في ظل وجود خليفة حفتر، بمثابة “بيع الوهم”.‏

وأوضح الشح في تصريحات عبر فضائية “ليبيا الأحرار” الممولة من ‏قطر، أنه إذا استمرت تلك الجهات في الحديث عن ‏توحيد المؤسسة العسكرية في ظل وجود خليفة حفتر، الذي يقول ‏كلام عكس هذا فهؤلاء يبيعون الوهم، وليسوا مرتبطين بالواقع، ‏مضيفًا: “الواقع يقول إنه لا توحيد للمؤسسات العسكرية إلا ‏باختفاء هذا الخطر الذي يهدد وجود البلاد”.‏

ولفت إلى أن إنشاء منطقة عسكرية جديدة من قبل المجلس ‏الرئاسي وتحركاته بصفته القائد الأعلى للجيش، لا يستطيع قراءتها ‏بشكل واضح، لأنها تتعامل مع جزء من الوطن، ولا تتعامل إلا مع ‏منطقة معينة ولا تتعامل مع مناطق أخرى.‏

وأضاف: “لو كان القرار لإعادة ترتيب المناطق عسكريا بصورة ‏جديدة، فهو جيد، ولكن هذا يجب أن يكون على رقعة الوطن ككل، ‏أي أن المناطق العسكرية التي أنشأت في السنوات السابقة، إن طرأ ‏اليوم تعديل على هذه المناطق، يجب أن يكون على أساس تنظيمي ‏واضح لأهداف عسكرية معينة”.‏

ووصف هذا بأنه “أمر مشين”، بأن يكون هناك تصريحات ‏وتحركات عسكرية من خليفة حفتر، بينما لا يصدر المجلس الرئاسي ‏أي تصريح أو أي بيان أو أي موقف، متابعًا: “نراه يقتصر في تصرفاته ‏على المناطق المستقرة أصلا والمنصاعة إلى الشرعية التي ولدت في ‏اتفاق جنيف”.‏

واستمر: “على سبيل المثال، حفتر الذي قال إنه لا يتبع أي ‏سلطة، وأعلنها في خطاب واضح لا لبس بها ولا نرى أي ردة فعل ‏لهذا المجلس الرئاسي، وتلك التحركات العسكرية في الجنوب، ‏وتعيين عسكري آمرا لمنطقة الجنوب من قبل حفتر، واكتفوا ببيان ‏يحدد بأن القائد الأعلى للقوات المسلحة هو المجلس الرئاسي ‏مجتمعًا ولا يستطيعوا أن يفندوا أو يدينوا أي تصرفات خارج هذا ‏النطاق”.‏

واستدرك: “هناك عدم وضوح في رؤية واستراتيجية هذا ‏المجلس وطريقة تعامله مع الأزمة الحالية ناهيك عن اللجنة ‏العسكرية المشتركة “5+5″ وما تقوم به من أعمال”.‏

وتحدث كذلك عن توحيد المؤسسة العسكرية، بقوله: “بالنسبة ‏لتوحيد المؤسسة العسكرية يجب أن يسأل عن هذا الأمر لمن ‏يقودون المرحلة ومن صدعوا رؤوسنا بأن تلك مرحلة سلام ويريدون ‏إنهاء الحروب وتوحيد المؤسسات، وكأنهم هم أصحاب قرار ‏الحرب وقرار الدمار وقرار الفوضى، من كان مسؤولاً عن كل هذه ‏المآسي لا يزال يتعامل بنفس الطريقة ونفس الأسلوب ولم يتغير، ‏والطرف الذي يقابله الذي جاء نتيجة اتفاق سياسي في جنيف ‏لتوحيد المؤسسات وتمهيد الطريق للانتخابات يصم عينيه وأذنيه ‏عن هذه التصرفات وفي المقابل يخرج حفتر ويقول إنه لن يقبل بأي ‏سلطة عليه”.‏

وأسهب: “لا يجب أن نتعامل مع تلك القيادة على أنها قيادة ‏سياسية أو تمثلنا، لأن الوقائع تقول غير ذلك فخليفة حفتر عندما ‏تحصل على كل الدعم الدولي الذي لم يتحصل عليه أحد من قبل، ‏حاول أن يسيطر بقوة السلاح على كل الأراضي الليبية وفشل، ‏وصحيح أن هذا الفشل كان بدعم من تركيا ولكن هذا كان في نهاية ‏الحرب، لأنه كان من المخطط أن يسيطر في أسبوعين أو ثلاثة، ‏ولكن صمد الأبطال طيلة 9 أشهر ولم يستطيع خليفة حفتر وكل ‏الدول المساندة له والاستثمارات التي استثمرتها فيه، ولولا أننا ‏نعاني من قيادة هزيلة لم تستطيع أن تستكمل هذا النصر، بشكل ‏ينهي مخاطر الانقلاب والعودة إلى الاقتتال لما كنا في هذا الموقف ‏اليوم، لكن للأسف هناك العديد يكررون نفس الأخطاء بنفس ‏الطريقة، وينتظرون نتائج مختلفة”. ‏

وهاجم الشح حفتر، وقال إنه يريد أي فرصة للانقضاض على ‏السلطة بأي طريقة ممكنة.‏

وانتقل بالحديث عن اللجنة العسكرية المشتركة “5+5″، وحديثها ‏عن اتخاذها تدابير لإجلاء المرتزقة من البلاد، بقوله: “تلك اللجنة ‏انتفخت واستغلت المساحة التي منحها إياها أنصاف السياسيين ‏الذين من المفترض أنهم هم أصحاب القرار، لأنها لجنة فنية لا ‏يمكنها اتخاذ القرار، وهذا البيان الأخير يعتبر صفعة على وجه كل ‏من يدعي أنه يريد دولة مدنية في الحكومة والمجلس الرئاسي لأن ‏السماح لتلك اللجنة والسماح لهم بإرباك المشهد وإدخال الموضوع ‏في جدل”.‏

وأتبع: “علمنا أن الاجتماع الأخير غاب عنه أحد أعضاء ‏الخمسة الممثلين للحكومة، بسبب احتجاجه على تصريحات حفتر ‏الأخيرة، الذين أعلن فيه عدم انصياعه لأي سلطة، وهذا ما يوحي ‏بأن تلك الاتفاقات لن تصمد لأنه ليس فيه مصلحة الوصول إلى ‏الاستقرار حاليا في تلك المرحلة الحساسة في المسار السياسي”.‏

وذكر أن حفتر يستعمل هو وعقيلة صالح شماعة أنه يجب أن ‏تجرى الانتخابات في 24 ديسمبر، وهم في نفس يعرقلون هذه ‏الانتخابات ولا يريدونها لأنها لن تحقق لهم أهدافهم، ويعدون إلى ‏الخطة البديلة لما بعد الانتخابات بإنشاء حكومة موازية، تعزز ‏الانقسام، ومع ذلك الطرف الذي يمثل الحكومة يذهب ويتماهى ‏مع كل المطالبات التي ليست له مصلحة في تحقيقها الآن.‏

وتطرق إلى أزمة منصب وزير الدفاع بقوله: “هذا منصب سياسي ‏فقط، وهذا ليس عمل العسكريين ولا يتكلموا فيه إن كانوا يحترمون ‏القوانين العسكرية، لأن الأمور التنظيمية تقع في مسؤولية رئيس ‏الأركان، لكن أن تطالب هذه اللجنة أن تخرج المرتزقة هؤلاء أتى بهم ‏حفتر لا أحد غيره أما القوات الأجنبية، فأتت باتفاقية ووجوده من ‏عدمه بناء على اتفاقية وقعها السياسيين وليس من حق العسكري ‏أن يتحدث عن اتفاقات أو تجمد اتفاقات هذه القيادة العليا هي من ‏لها سلطة هذه القرارات، وليس حتى القيادة العليا الحالية لأنها ‏جاءت بناء على اتفاق جنيف، الذي حدد في نقطته العاشرة، بأنها ‏تقود مرحلة تمهيدية وليس لها صلاحيات أن تبرم اتفاقات أو أن ‏تلغي أو تعدل اتفاقات، أي أنها سلطة تمهد للانتخابات، لتنتج ‏سلطة شرعية يمكنها تنفيذ كافة الأمور بشأن الاتفاقات”.‏

وأشار إلى أن “ما يعاني منه معسكر حفتر منذ انتهاء الحرب ‏وانهزامهم، هو انخفاض مستوى الدعم المالي من قبل الدول التي ‏كانت تستثمر في هذه الحرب، وحاولوا بالابتزاز في الميزانية وحاولوا ‏بعرقلة الميزانية والالتفاف عليها ويحاولون عن تسمية وزير الدفاع ‏لعلهم يسيطرون على الخزائن، لأن مهمة الوزارة توفير الميزانيات ‏والموارد لكل القوات التابعة لها، بالتالي هذا سبب الضغط، ونرى ‏أن الخمسة التابعين للحكومة يحاولون التماهي مع هذا الموقف، لا ‏ندري هل هذا جهل أم كفر بما كانوا يعملون عليه من قبل”.‏

وأكد أنه أثناء تشكيل الحكومة الدبيبة كان تحت ضغط بشان ‏تسمية وزير الدفاع، لأنه في حالة تسمية وزير للدفاع من معسكر ‏المعتدين على طرابلس لن يقبله أحد أو أن يسمي شخص ممن كانوا ‏يصدون العدوان أو من لم يشاركوا كان لن يحصل على الثقة، وكان ‏هدفه الأساسي هو الحصول على الثقة، لذلك أجل هذا الملف.‏

ونوه الشح عن أنه كان واثقا بأن الدبيبة لن يكون قادرًا على تسمية ‏وزير للدفاع في حكومته، وسيظل محتلاً لهذا المنصب طول عمر ‏حكومته وتشكل حكومة أخرى بعد الانتخابات

ووصف محاولة الضغط في هذا الاتجاه، بأنه محاولة أخرى ‏للحصول على مكاسب جديدة، لم يحصلوا عليها من قبل بالإجرام، ‏وحاليا يستخدمون الالتفاف والمكائد لتحقيق هذه الأهداف، لافتا ‏إلى أن “المشكلة حاليا ليست تسمية وزير للدفاع، لأن السؤال هو ‏هل القوة التابعة لخليفة حفتر قوة مستعدة للانطواء تحت القيادة ‏السياسية الحالية للدولة أم أن هذا الأمر مؤجل لحين إجراء ‏الانتخابات إن لم يمنعهم حفتر ومن معه”.‏

وأتم بقوله “لا يوجد أي شخصية يمكنها أن تقود وزارة الدفاع ولا ‏يوجد أصلا أي شخصيات لا يوجد عليها خلاف ولا طعم لها ولا ‏لون مثل المنفي، فهي شخصيات غير قادرة على تقديم أي جديد”.‏

——-
ليبيا برس