دوغة: كانت هناك إشارات بأن يحدث النظام السابق بعض التغييرات الداخلية وهو ما ظهر في مشروع ليبيا الغد

كشف مدير عام قناة ليبيا الأحرار، سليمان دوغة، علاقته بسيف الإسلام القذافي والقصة الكاملة للفيديو الذي ظهر يثني فيه على والده، قائلاً: “كنت معارض لنظام القذافي في السابق، ولكن تصالحت مع معمر القذافي ونجله.. وعدت إلى ليبيا، وبدأت العمل في قناة ليبيا الغد”.

وأوضح دوغة، في مقابلة عبر قناة “ليبيا الأحرار” التي يديرها والممولة من قطر، حقيقة الفيديو المتداول الذي يوضح معارضته الشديدة لنظام القذافي، قائلاً: “عشت معارضًا وتركت البلاد، وتحولت سنوات المعارضة الأخيرة إلى حالة من اليأس، لأنه لم يعد بإمكاننا تغيير النظام، ولكن كان هناك بعض الإشارات بأن يحدث النظام بعض التغييرات الداخلية وهذه ظهرت في مشروع ليبيا الغد”.

وتابع: “كانت الخيارات المتاحة أمامي إما أن استقر في لندن أو أعود إلى طرابلس عام 2008، وكانت آنذاك لا يوجد بها إلا فندق واحد فقط ومتهشم.. لكننى اقتنعت بأن بقائي في لندن أصبح عبثي، لأن هدفي الأساسي كان تغيير الوضع في ليبيا، ولكننا وصلنا إلى مرحلة العجز وتأكدنا أننا لا نستطيع فعل شئ”.

وواصل: “عندما سنحت لي فرصة الإصلاح لم أتردد لحظة، وقمت بلقاء سيف الإسلام في لندن، وكانت من الشجاعة أن يمنحنى فرصة العودة للبلاد مرة أخرى”، مستطردا: “أصدقائي عندما علموا بخبر عودتى لليبيا، قالوا لي أنت ذاهب للعذاب والدمار.. لنظام يغتال معارضيه.. ولكن لم أسمع منهم، وبالفعل عدت مرة أخرى إلى البلاد، لأنني أخذت وعد من سيف الإسلام بأن أساعده في المشروع الإعلامي بليبيا الغد”.

وأكمل بأن سيف الإسلام قال له آنذاك أن كل شيء مسموح انتقاده في ليبيا إلا والده معمر القذافي خط أحمر، ووافق حينها على شروطه وعاد إلى طرابلس، بحسب قوله.

وأشار إلى أن عند زيارة العقيد معمر القذافي لبلجيكا، وكانت أول زيارة له للاتحاد الأوروبي، بعد عقود لا يخرج فيها من ليبيا، نظما تظاهرات وخرجنا أمامه بوجوه مكشوفة، مرددين هتافات: “يسقط يسقط معمر .. معمر مجرم وقاتل .. ليبيا بلد متخلفة”.

وأكد أن نظام القذافي آنذاك كان يستطيع أن يقضي عليهم جميعًا وعائلاتهم إلى الأبد، وعقب ذلك بحوالى 4 سنوات عاد إلى ليبيا، وتم التحقيق معه فور عودته من قبل الأمن الداخلي ، حوالى 9 ساعات متواصلة، مضيفًا: “لم يجرؤ أحد على قتلى أو إعدامى لأننى كنت تحت غطاء سيف الإسلام”.

واستطرد : “بعد استلامى ليبيا الغد، قمنا بتأسيس وكالة الأنباء الخاصة ليبيا برس، وكان في النظام الجماهيري السعيد، لا يوجد إلا وكالة الأنباء الجماهيرية، وقانون تأسيس الوكالات كان مثل قانون تأسيس الأحزاب في ليبيا”، مؤكدًا أن من كان يدير وكالة أنباء خارج “الجماهيرية” فهو خائن، ولا يمكن منح تصريح بإنشاء وكالة لأي شخص لانه يعتبر أمر محرم آنذاك.

وواصل : “جاءنى تليفون من مدير مكتب سيف الإسلام، صالح عبدالسلام، وطلب منى مغادرة الوكالة وترك البلاد، لأنه سيتم القبض علينا، وقمت بالسفر إلى لندن وتم اعتقال 21 صحفي من بينهم 6 صحفيات، وكانت تعتبر المرة الأولى في تاريخ ليبيا أن يتم اعتقال صحفيات .. وهذا الأمر كان كارثي.. فتجار المخدرات كان يتجولون في ليبيا ولا يتم استهدافهم” .

وقال: “توجهت إلى لندن في نفس يوم اعتقال الزملاء، وظهرت عبر فضائية الجزيرة لمدة 4 أيام متواصلة، حتى قام معمر بالإفراج عن الزملاء المعتقلين، وبعدها ظهرت مرة أخرى وقدمت الشكر له وأعلنت استقالتي.. ولكننى أكدت أن ذلك لا يعني عودتي للمعارضة مرة أخرى”.

واختتم حديثه بأن معمر القذافي عندما علم بوجود وكالة ليبيا برس والتي يديرها سيف الإسلام، أمر بتشميع الوكالة واعتقال كل الصحفيين الذين يعملون فيها، وذلك بعد نشرها أخبار توضح معاناة الليبيين وما يتعرضون له من ظلم وفساد، قائلاً: “معمر كان يرى في سيف الإسلام وريثه، ولكن تسرع سيف في بعض القضايا سبب العديد من المشاكل”.
———–
ليبيا برس